أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودولي

زلزال المغرب.. بوادر الشتاء تقض مضاجع سكان الخيام

تعد “تكخت” من بين القرى المغربية التي سويت بالأرض بسبب الزلزال
يظل حلول فصل الشتاء الشاغل الأكبر لسكان “تكخت” حيث تعرف المنطقة ثلوجا وبردا مستمرا
تسقط الثلوج على “تكخت” بدءا من شهر نوفمبر
مواطنون يطالبون الدولة باعتماد حلا في أسرع وقت بخصوص السكن

ما بين الأمل والألم، يعيش سكان قرية “تكخت” التابعة لشيشاوة، إحدى المدن المغربية المنكوبة، بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، قبل نحو أسبوعين.

أصبحت القرية بقايا أطلال وركام، وشاهدة على مزيج من الترقب والخوف من اقتراب شتاء قارس يضاعف من معاناة الناجين والضحايا المصابين، رغم بريق الأمل الذي يلوح في الأفق بسبب تدفق المساعدات على أهالي المناطق المنكوبة.

وتعد قرية ” تكخت” من بين القرى المغربية، التي سويت بالأرض بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، حيث سجلت القرية العشرات من الوفيات، في صفوف سكانها.

و”تكخت” جزء من “شيشاوة” المدينة الصغيرة الواقعة قرب مراكش، وهي عاصمة إقليم يحمل الاسم ذاته.

ورغم فاجعة الزلزال، يبقى اقتراب فصل الشتاء الشاغل الأكبر لسكان “تكخت”، حيث تعرف المنطقة ثلوجا وبردا وأمطارا كثيفة خلال ذلك الوقت من العام.

ظروف صعبة ضاعفها الزلزال

من جهته، قال أحمد أوباير، من سكان “تكخت”، إن قاطنيها “يعانون بسبب الأوضاع في القرية التي مُحيت من على وجه الأرض”.

وأضاف: “رغم توفر الخيام، إلا أن الناس ستعاني كثيرا بسبب قرب دخول الشتاء”، مشددا على ضرورة توفير مساكن للمتضررين من أجل ضمان استقرارهم.

وتابع: “لدينا قدر كاف من المساعدات، سواء المأكل أو الملبس، فالمغاربة معروفون بطيبتهم وكرمهم، الآن نريد من الدولة أن تعتمد حلا في أسرع وقت بخصوص السكن”.

ونجا أوباير بـ”أعجوبة” هو وزوجته وابنته من فاجعة الزلزال، ولكن توفي والده، وأصيبت والدته، التي ترقد حاليا في المستشفى.

قسوة الشتاء

وعلى بعد خطوات من خيمة أوباير، يوجد تجمع آخر لعدد من الخيام التي تؤوي سكان هذه القرية.

وأدت الطبيعة الجبلية لقرية “تكخت” إلى وجود تجمعات خيام في مناطق متفرقة، يتكون كل تجمع من 10 أو 20 أسرة كاملة.

بدوره، قال محمد عباس (22 سنة)  إنه يعيش في خيام على غرار باقي أسر القرية، لكنه في المقابل أكد على ضرورة “توفير مساكن للأهالي، في أقرب وقت لأن الشتاء على الأبواب”.

وأوضح قائلا: “انطلاقا من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) تسقط الثلوج. قريتنا كانت تعاني قبل الزلزال، وبعد الزلزال تعاني الأمرين”.

وتوفى والد عباس وعمه، وزوجة عمه وأولادهما الأربعة في الزلزال.​​​​​​​

وبحسب الأرصاد الجوية المغربية، انخفضت درجات الحرارة في مدينة شيشاوة إلى ما دون خمس درجات مئوية، في شتاء العام الماضي.

والأسبوع الماضي، أعلن الديوان الملكي المغربي انهيار نحو 50 ألف مسكن بشكل كلي أو جزئي بفعل الزلزال، لافتا إلى استعداد الدولة لتقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت كليا، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

كما أكد في بيان على عزم الحكومة المغربية تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 30 ألف درهم (نحو 3 آلاف دولار) للأسر المتضررة.

ومساء 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر عدة مدن مغربية كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس (شمال)، ومراكش وأغادير وتارودانت (وسط).

ووفقا لأحدث بيانات صدرت عن وزارة الداخلية المغربية، أسفر الزلزال عن 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير.​​​​​​​

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى