أخبار رئيسية إضافيةمقالات

سياسة الإصبع الوسط الإسرائيلية تجاه العرب

الإعلامي أحمد حازم

كتبت في مقالات سابقة اني لم أسمع ولم أر أوقح من ساسة إسرائيل (يمينا ويسارًا). فكل حكومات إسرائيل مهما كان لونها تبحث عن كل شيء، بل تريد كل شيء يكون لمصالحها فقط وتضرب مصالح الغير بعرض الحائط ان كان ذلك على صعيد الداخل أو على الصعيدين العربي والدولي.

الأمم المتحدة ومنذ تأسيس إسرائيل أصدرت أكثر من مائتي قرار لصالح الفلسطينيين، ومجلس الأمن الدولي تبنى العديد من القرارات تتعلق بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. فماذا كان الرد الإسرائيلي؟ حكومات إسرائيل بدون استثناء رفضت كلها القرارات الدولية ورفعت الإصبع الوسط في اليد اليمنى للأمم المتحدة بكل وقاحة. وماذا فعلت الهيئة الدولية؟ لا شيء.

أنا من الشامتين بهذه الأمم المتفرقة وليست المتحدة، لأنها لو كانت متحدة لما تصرفت إسرائيل بهذا الشكل، خصوصًا وأنها هي نفسها الأمم المتحدة التي وافقت على تأسيس إسرائيل بجلب أناس بالسفن من مختلف اقطار أوروبا إلى فلسطين والسماح باحتلالها وتأسيس دولة يهودية على الأرض الفلسطينية. هم ضحايا النازية احتلوا وقتلوا وشردوا مواطني دولة اسمها فلسطين وجعلوا اسمها إسرائيل. والفلسطينيون أصبحوا بذلك “ضحايا الضحايا” كما قال الراحل ادوارد سعيد.

كل قرار بشأن القضية الفلسطينية يصدر عن الأمم المتحدة تشهر إسرائيل بوجهه الاصبع الوسط. مجلس الأمن الدولي اتخذ مجموعة قرارات متعلقة بالشأن الفلسطيني، من بينها القرار المتعلق بالاستيطان رقم 2334 الصادر في 23 كانون الاول 2016؛ إذ تبنى المجلس بأغلبية ساحقة إدانة الاستيطان الإسرائيلي، وطالب بوقفه في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن قرارات المجلس ظل معظمها حبرًا على ورق؛ بسبب عدم التزام إسرائيل بها، وأشهرت الإصبع الوسط بوجه مجلس الأمن الدولي، دون أن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن لمعاقبتها على احتقارها الشرعية الدولية كما جرت العادة مع غيرها من الدول.

حكومات إسرائيل تدوس على كل القرارات الدولية دون حسيب أو رقيب ولا يتجرأ أي أحد على محاسبتها، مثل فرض عقوبات عليهم كما تفعل هذه الأمم المتحدة مع دول تخالف القرارات الدولية. وحتى لو فرضت الأمم المتحدة عقوبات على إسرائيل فإن الإصبع الوسط جاهزة تحت شعار: “افعلوا ما تريدون…لا يهمنا”. السعودية تقدمت بمبادرة عام 2002 خلال القمة العربية في بيروت، وكانت الأولى من نوعها في تاريخ جامعة الدول العربية، تنص على اعتراف دول الجامعة بإسرائيل مقابل اعترافها بدولة فلسطينية على حدود ما قبل الخامس من يونيو/حزيران عام 1967عاصمتها القدس. لكن إسرائيل رفضت هذا العرض وأشهرت الإصبع الوسط في وجه السعودية. لماذا؟ لأنها لا تريد اعترافًا عربيًا موحدًا بها، بل اعترافًا من كل دولة على حدة للانفراد بها، كما حصل في اتفاقات التطبيع الأخيرة (اتفاقات أبراهام) عام 2020.

على الصعيد المحلي للعرب داخل البلاد، فالوضع ليس أحسن، بل أسوأ حالًا. فكل مطالبة عربية بتحسين وضع المجتمع العربي اقتصاديا وسياسيا يواجه برفع الاصبع الوسط. وفي الأيام الأخيرة وردًا على مطالبة العرب بتحسين وضعهم، ماذا كان رد إسرائيل؟ تجميد الميزانيات المخصصة للمجتمع العربي بقرار من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: هذا يعني اشهار الاصبع الوسط مجددا بوجه المجتمع العربي.

وأخيرًا.. البعض يتساءل: لماذا لا يتخذ أعضاء الكنيست العرب في القائمتين (المشتركة والموحدة) موقفًا موحدا صارمًا ضد قرار وزير المالية؟ أقول لهذا البعض من المتسائلين: “هم لم يتخذوا موقفا موحدا من قانون القومية العنصري، فماذا ننتظر منهم إزاء تجميد ميزانيات؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى