الضفة وغزةتقارير ومقابلات

“رايتس ووتش”: أمريكا لا تحمي الفلسطينيين حاملي جنسيتها من عنف المستوطنين

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الأمريكيين من أصل فلسطيني يتعرضون لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، دون أن تتدخل الولايات المتحدة التي يحملون جنسيتها.

وأشارت المنظمة إلى أن كايد أبو عواد، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية، باع منزله في أوك لون بإلينوي، في حزيران/ يونيو، ولم يتخيل أنه سيصبح في بلدته بالضفة بلا مأوى بسبب المستوطنين.

وقالت إنه خطط لنقل عائلته إلى فلسطين، لمدة عامين أو 3 أعوام، من أجل دمج أولاده في ثقافتهم ولغتهم، كما فعل معه والده حين نشأ في الولايات المتحدة، وذهب به إلى فلسطين.

وأوضحت أنه شحن أثاث منزله من إلينوي، إلى بلدته ترمسعيا في الضفة الغربية، وأودعها في منزله هناك، وقبل أسبوعين على وصولهم، قامت مجموعات من المستوطنين بمهاجمة القرية، وحرق السيارات والمنازل وإطلاق النار عليها.

واقتحم المستوطنون شرفة أبو عواد المغلقة، وفتحوا نافذة غرفة الجلوس، وأحرقوا تلك الغرفة والشرفة، لم يتمكنوا من تجاوز الباب الرئيسي، وبالتالي تجنبوا المتعلقات التي شحنتها عائلة أبو عواد.

وقال إريك غولدستين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن المستوطنين قاموا بتخريب ممتلكات ترمسعيا عدة مرات من قبل، لكن حالة الهياج باتت أكثر تنظيما في الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن بلدة ترمسعيا تقع بين رام الله ونابلس، وتبدو جميلة، ويحمل قرابة 80 بالمئة من سكانها الجنسية الأمريكية أو الإقامة الدائمة، ويتضخم عدد سكانها البالغ 3 آلاف نسمة إلى 8 آلاف كل صيف، حين يعود فلسطينيون الشتات، ومن بينهم محامون ورجال أعمال وأطباء، وعضو واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، هو عبد الناصر رشيد من إلينوي.

ولا يسلم الأمريكيون الفلسطينيون من الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين الآخرين، والولايات المتحدة غير قادرة على حمايتهم، على الرغم من مساعداتها السنوية البالغة 3.8 مليار دولار لإسرائيل.

وشدد على أنه يزدهر عنف المستوطنين في بيئة يسودها تساهل قوات الأمن، والإفلات من العقاب من نظام العدالة الجنائية، بين عامي 2005 و2022، حيث أغلقت السلطات الإسرائيلية 93 في المئة من التحقيقات ضد المستوطنين الذين هاجموا الفلسطينيين، دون توجيه اتهامات إلى أي مشتبه بهم، وفقًا لمنظمة يش دين الإسرائيلية لحقوق الإنسان. ثلاثة في المئة فقط انتهت بإدانة من نوع ما، ولا تشمل هذه الحصيلة الحالات العديدة التي لم يتقدم فيها الفلسطينيون بشكوى، ولم يتم فتح تحقيق.

وكشف سكان البلدة مؤخرا، أن ما لا يقل عن 200 فرد من المستوطنين، من مستوطنة شيلو، والذين كانوا مقنعين ومسلحين، هاجموا البلدة، وسجلت كاميرات المراقبة بالفيديو الخاصة الحشود وهم يغزون الطرف الشمالي من المدينة، ويرمون الحجارة، كما أخبرنا البعض عن تباطؤ تقدمهم في النهاية بسبب إلقاء الصخور عليهم من قبل الشباب المحليين، وأصيب سبعة منهم على الأقل بالرصاص الحي الذي أطلقه المستوطنون، بحسب البلدية.

وقال سكان البلدة إن قوات الاحتلال لم تدخل القرية إلا بعد مرور ربع ساعة على الأقل على وصول المستوطنين. التقطت كاميرا فيديو في الساعة 1:43 مساءً سيارة أمن وحيدة تقف في وسطهم، وتفتح بابا لإسقاط عبوة غاز مسيل للدموع على الأرض، ما تسبب في تشتت الأولاد والرجال، ثم القيادة بعيدا. ولم يخرج عناصر القوات من السيارة لاعتقال أحد.

واصل المستوطنون تخريب وحرق الممتلكات في أثناء انسحابهم باتجاه الطريق الفاصل بين ترمسعيا وشيلو، كما أخبرنا مسؤولون في البلدة. أحرقوا خمسة منازل و22 سيارة بعد ظهر ذلك اليوم، وألحقوا أضرارا بالعديد.

ولدى خروج المستوطنين من البلدة، اقتحمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال الجيش إن القوات التي واجهت وابلا من الصخور ومقذوفات أخرى فتحت النار، وأصابوا أربعة فلسطينيين آخرين، بحسب البلدية، وقتلوا عمر قطين، 27 عاما، حامل البطاقة الخضراء الأمريكية، ومتزوج من مواطنة أمريكية، وأب لطفلين صغيرين.

من بين 12 فلسطينيًا على الأقل أصيبوا في ترمسعيا بنيران المستوطنين أو الجنود، ثلاثة على الأقل يحملون الجنسية الأمريكية أو البطاقة الخضراء.

وشدد غولدستين على إسرائيل ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي بضمان حماية وسلامة من هم تحت احتلالها. وأقر الجيش بأنه “فشل” في وقف هجمات المستوطنين في ترمسعيا وأماكن أخرى، قائلاً إن قواته “مرهقة للغاية”. وندد رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة بالتفجيرات، ووصفوها بأنها “إرهاب قومي”.

وبحسب منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فإن التراخي المستمر في ردع العنف المنظم متعمد، إنها “بمثابة أداة رئيسية غير رسمية بيد الدولة؛ للاستيلاء على المزيد والمزيد من أراضي الضفة الغربية”.

إحدى الطرق التي يحدث بها ذلك هي أنه تحت ستار تقليل الاحتكاك بين المجتمعات المحلية، فإن الجيش “يفضل إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم الزراعية أو المراعي بدلا من مواجهة المستوطنين، باستخدام تكتيكات مختلفة، مثل إصدار أوامر منطقة عسكرية مغلقة تنطبق على الفلسطينيين فقط”، بحسب بيتسيلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى