أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

سرقة الاحتلال لآثار جبل عيبال.. تزييفٌ تاريخي لإثبات السطوة الاستيطانية

لا تنحصر خطورة إقدام مستوطنين من مجلس “شومرون” الاستيطاني على سرقة عشرات الأطنان من التراب من موقع أثري في جبل “عيبال” شمال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، في محاولةٍ لتزييف تاريخ المنطقة لكي يتماشى مع الرواية الإسرائيلية المزيفة الهادفة لإعطاء بعد تاريخي مزيف لتلك المستوطنات.

وبحسب خبراء فلسطينيين بمجال الاستيطان، تهدف محاولات التحريف التاريخي في جبل عيبال إلى تبرير وجود جيش الاحتلال المستمر بالمنطقة وتركيز الاستيلاء عليها.

ففي منطقة خاضعة لسيطرة السلطة، حفر المستوطنون بدعم من جيش الاحتلال وباستخدام جرافات، نحو 80 مترًا مكعبًا من التراب في الموقع الأثري في جبل “عيبال” ونقلت إلى منطقة مستوطنة “شيبي شومرون”، دون أي جهود من السلطة لحماية الآثار التاريخية.

وتكتسب منطقة جبل عيبال أهمية تاريخية جعلتها تحت أنظار ومطامع الاحتلال -وفق الباحث في مركز أبحاث الأرض رائد موقدي- فهي من المناطق التي تعكس التاريخ الحقيقي لمدينة نابلس التي ضمت العديد من الحضارات والحقب التاريخية الهامة عبر آلاف السنين.

وقال موقدي: إن المستوطنين يستخرجون بعض القطع التاريخية والأثرية التي تعكس تاريخ المنطقة، وينقلونها إلى داخل المستوطنات في محاولة لإعطائها صفة تاريخية لإقناع المستوطنين بها، ومن ثم تزييف تلك القطع لتتماشى مع الرواية الصهيونية عن تاريخهم المزيف بالمنطقة.

وأشار إلى أن الاحتلال يسيطر على أكثر من 80% من المواقع الأثرية بالضفة، ويقوم بالتنقيب وسرقة الآثار مباشرة، ويستخدم لصوص الآثار في المناطق المصنفة (أ) وفق اتفاقية “أوسلو”، أي الخاضعة لسيطرة السلطة، واصفًا محاولات الأخيرة في حماية الآثار من السرقة بـ”الخجولة”؛ إذ لم ترتقِ لخطورة ما يجري.

 

تبرير وجود

إضافة إلى محاولة الاحتلال تزييف الآثار عبر سرقتها ونقلها للمستوطنات، يرى مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” سهيل خليلية أن التنقيب حجة إسرائيلية لإعطاء تبرير لوجود جيش الاحتلال المستمر في المنطقة.

ونبه خليلية إلى أن جيش الاحتلال يحاول شق طريق في منطقة جبل عيبال، يصله بالأغوار إضافة إلى وجود قاعدة عسكرية بالمنطقة.

وأوضح أن الاحتلال يستخرج الأتربة من موقع جبل “عيبال” ونقلها إلى معامل خاصة بمستوطنة “شيبي شومرون”، عبر أجهزة تنقية البحث عن أي قطعة فخار أو أي قطعة أثرية تساعدهم في ادعاءاتهم المزيفة بأي وجود تاريخي لهم، لافتًا إلى أن هذه المحاولات قائمة منذ زمن.

وأشار إلى أن الاحتلال أصدر أوامر عسكرية لتكريس السيطرة على 600 موقع أثري بالضفة الغربية، منها منطق جبل عيبال ومناطق أثرية بالأغوار ومقام يوسف في نابلس ومقامات أخرى، كثير منها موجود بالمناطق المنصفة (ج).

 

دور ضعيف

في حين يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أنه منذ عام 2002 لم يعد هناك شيء اسمه “مناطق تتبع لسيطرة السلطة”، عادًا ذلك “أكذوبة” يحاول بعض الفلسطينيين الاستفادة منها لتبرير “سياساتهم الواهية”.

وقال شديد: إن الضفة الغربية على أرض الواقع تخضع من شرقها لغربها لسطوة الاحتلال، ولا يوجد أي منطقة مغلقة أمامه لا يستطيع الوصول إليها، كما أنه يمنع أجهزة أمن السلطة التواجد في أي منطقة يوجد بها جيشه.

وأشار إلى أن الاحتلال منذ عشرات السنين يستخدم أسلوب سرقة الآثار، وكل محاولاته فشلت في الوصول لما يثبت أي صلة تاريخية بين اليهود وفلسطين المحتلة، مردفًا أن سرقة الآثار حظيت باهتمام الحركة الصهيونية منذ مطلع الثلاثينيات من القرن المنصرم، واستمر الاهتمام لما بعد عام 1967، ولا يزال قائمًا، فعملية السرقة تكون بإشراف ما يسمى “سلطة الآثار” الإسرائيلية وتعدها مناطق “محميات”، ولا أحد يعرف ما الذي يجري بداخلها.

وحول دور السلطة في حماية هذه المناطق، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرتها، عدّه “ضعيفًا”، كما أنه لا يوجد صلاحية لها فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى