أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليمحليات

الاستخبارات التركية تتمكن من تفكيك خلية للموساد.. من مهامها التجسس على د. سليمان أحمد اغبارية خلال سفره إلى تركيا

  • اغبارية يكشف لـ “موطني 48” عن وقائع لاستهدافه بالتجسس من قبل “الموساد” منذ منتصف التسعينيات خلال جولاته في الخارج

 

موطني 48| طه اغبارية

لا يتوقف استهداف الأجهزة الأمنية والشرطية الإسرائيلية، لقيادات العمل الإسلامي وقيادات ونشطاء آخرين في الداخل الفلسطيني، ممن يجدّفون عكس تيار السياسات الإسرائيلية المرسومة وقواعد اللعبة المسموح بها، عند متابعتهم داخل البلاد والتضييق عليهم ووضعهم تحت المراقبة والتجسس أو اعتقالهم بتهم سياسية أو أمنية مزعومة، بل تلاحق أجهزة المخابرات الإسرائيلية وعلى رأسها “الموساد” هؤلاء القيادات والنشطاء خارج حدود الوطن وترسل خلفهم جواسيسها-عربا وعجما- الذين سقطوا في مستنقع الخيانة، فيقومون بإرسال تقاريرهم الرخيصة إلى أسيادهم في تل أبيب.

الدكتور سليمان أحمد اغبارية

أحد هؤلاء المستهدفين هو القيادي الإسلامي الدكتور سليمان أحمد اغبارية من مدينة أم الفحم، والذي شغل في سنوات سابقة منصب رئيس بلدية أم الفحم إلى جانب توليه مهام نائب رئيس البلدية في فترة رئاسة الشيخ رائد صلاح.

كما شغل اغبارية العديد من المناصب في الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا عام 2015، منها مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة الإسلامية.

ويتعرض د. سليمان منذ سنوات عديدة للملاحقة السياسية من قبل المؤسسة الإسرائيلية واعتقل عدة مرات كما جرى إبعاده عن الأقصى والقدس على فترات مختلفة. هذا إلى جانب منعه من السفر لعدة مرات بموجب قوانين الطوارئ الإسرائيلية، ولا يزال إلى الآن ممنوعا من السفر منذ نحو سنة ونصف.

 

ليس مفاجئا

الجديد في استهداف الدكتور سليمان، أنّ صحيفة “صباح” التركية كشفت يوم الاثنين الفائت، أنّ جهاز الاستخبارات التركية تمكن من تفكيك خلية تتبع الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) في مدينة إسطنبول، كان من مهامها التجسسية مراقبة وتتبع الدكتور سليمان أحمد اغبارية خلال زياراته إلى تركيا.

وأضافت صحيفة “صباح” أن هذه الخلية دُرّبت للتجسس وجمع المعلومات عن بعض المؤسسات العربية والمعارضين العرب المقيمين بإسطنبول، موضحة أنها تتكون من مواطنين عرب وأتراك.

وكشفت أنّ خلية التجسس تلك تلقت أوامر إسرائيلية تضمنت التوجيه عن بعد، ومتابعة وتصوير اللقاءات الثنائية للأشخاص المستهدفين واختراق هواتفهم، مبينة أن الموساد طوَّر أساليب معقدة لتدريب عناصر هذه الخلية لتجنب الوقوع في قبضة المخابرات التركية.

يشار إلى أنّ بعض الصحف ووسائل الإعلام نقلت الخبر الذي كشفت عنه صحيفة “صباح” التركية، ومنها صحيفة “ديلي صباح” التركية، بطريقة مغلوطة، غير ان “ديلي صباح” عدّلت خبرها لاحقا.

من ناحيته، أكد الدكتور سليمان أحمد اغبارية في لقاء مع صحيفة “المدينة” وموقع “موطني 48″، أن اعتراف الجواسيس الذين ألقت القبض عليهم الاستخبارات التركية باستهدافه شخصيا، ليس مفاجئا وإن كانت مثل هذه الاعترافات لجواسيس “الموساد” تنشر لأول مرة.

 

أدلّة ووقائع

وأضاف أنه شخصيا رصد أكثر من مرة شخصيات مشبوهة تتابع تحركاته وأبناء المشروع الإسلامي خلال تواجدهم خارج البلاد، وقال إن الواقعة الأولى حدثت معه منتصف التسعينيات، حين كان ضمن وفد في زيارة إلى الولايات المتحدة عند الجاليات العربية والمسلمة، متابعًا “في أحد الأيام خلال تواجدنا في الولايات المتحدة، وكنا نستقل سيارة ونسافر في أحد الشوارع وفجأة تبين وجود عطل في أحد الإطارات، فتوقفنا على حافة الطريق وخرجنا من السيارة لإصلاح العطل، فلاحظنا وجود سيارة توقفت بالقرب منّا، فلما اقتربنا لسؤال سائقها إن كان بحاجة إلى شيء، وإذ به ينطلق بسرعة كبيرة، الأمر الذي فسرناه بما لا يقبل الشك أنها عملية رصد وتجسس لتحركاتنا”.

وفي واقعة أخرى وقعت قبل نحو 3 سنوات- يضيف اغبارية- كنت في زيارة إلى تركيا، ولاحظت وجود سيارة خلفنا تتابع حركة سيارتنا، فتوقفتا على جانب الطريق لتبيان إن كانت السيارة المشبوهة تستهدفنا أم لا، وبالفعل توقفت السيارة على مسافة قصيرة من مكاننا، ولما توجهنا صوبها فرّت من المكان.

كذلك يؤكد الدكتور سليمان لـ “موطني 48“، أنه وخلال عمليات التحقيق الكثيرة التي تعرض لها لدى المخابرات الإسرائيلية، كانت تلميحات المحققين تبين مراقبتهم وترصدهم له خلال سفره إلى الخارج.

سنواصل خدمة شعبنا

يشير إلى أن “هذا الاستهداف المتواصل إلى اليوم وحتى خلال تواجدي في البلاد وفي القدس والاقصى تحديدا، لن يثنيني عن أداء رسالتي تجاه شعبي وقضاياه، فعملي ونشاطي يندرج في إطار القانون”.

ويتابع “قبل حظر الحركة الإسلامية عام 2015، كنت مسؤولا عن العلاقات الخارجية فيها، وكنت بطبيعة الحال أًسافر كثيرا إلى الخارج والتقي برؤساء جمعيات ومؤسسات وحتى شخصيات رسمية منهم الوزراء ورؤساء حكومات من أجل الحديث عن قضايا شعبنا، ولكن بعد أن حظرت إسرائيل الحركة الإسلامية وحظرت إلى جانب ذلك العديد من الشخصيات والجمعيات التي كنا نلتقيها في الخارج، حينها توقفت عن هذا النشاط، ويقتصر سفري إلى الخارج- الممنوع منه إسرائيليا منذ نحو سنة ونصف- على زيارات مع العائلة أو اللقاء بأصدقاء لا يوجد حظر إسرائيلي على التواصل معهم”.

استهداف أبناء المشروع الإسلامي

ويرى أن “المؤسسة الإسرائيلية تحاول بكل الطرق التضييق على أبناء المشروع الإسلامي بعد القرار الظالم بحظر الحركة الإسلامية والمستند إلى أنظمة الطوارئ”، مؤكدا “هذه المحاولات واشكال الاستهداف المتعددة، لا يمكن أن تثنيني أو تفت في عضدي عن خدمة أبناء شعبي ضمن القانون”.

وحول إمكانية المساءلة القانونية للجهات الإسرائيلية بخصوص هذه الملاحقات والتجسس، يقول د. سليمان “لا أرى فائدة من هذا الأمر خاصة أن الجهات الإسرائيلية فيما يخص المواضيع التي تزعم أنها تمس الأمن لا تخضع لقوانين على الإطلاق”.

ونصح الدكتور سليمان اغبارية أبناء شعبنا لا سيّما جيل الشباب بتوخي الحذر والتنبه في كتاباتهم وتصرفاتهم في ظل التعاطي مع العرب كأعداء والنظر إلى كل تصرف أو كلمة باعتبارها تحريضا على الأرهاب.

وختم الدكتور سليمان حديثه لـ “المدينة”، بالقول “دورنا في خدمة شعبنا لا يمكن أن يتوقف وسيتواصل في إطار القانون، رغم أن إسرائيل لا تقيم وزنا للقوانين حين يتعلق الأمر بالعرب، هم يريدون منّا أن نتصرف وفقا للسياسات المرسومة وقواعد اللعبة التي وضعوها، لذلك نلاحق بزعم أننا لا ننضبط وفق ما يريدون، كما يفعل آخرون”.

 

محاولات رخيصة لإعدام معنوي

من جانبه، عقّب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا على نبأ الكشف عن خلية للموساد في تركيا كان من مهامها التجسس على الدكتور سليمان أحمد، بالتنديد في محاولة بعض وسائل الإعلام تشويه الخبر وعكس حقيقته فيما يخص الدكتور سليمان.

وأضاف “لا شك هناك محاولة لإعدام معنوي لكثير من قيادات المشروع الإسلامي في الداخل الفلسطيني، أنا الان تجري محاولة تشويه مواقفي والكل يعلم ذلك. وكان ترويج أكاذيب عن الشيخ كمال خطيب وآخرها انه تم اطلاق الرصاص عليه، وها هي القائمة تضم الآن الدكتور سليمان بهذا الادعاء الباطل (يقصد نشر الخبر ببعض الصحف الصفراء بطريقة معكوسة). نحذر من هذه الاشاعات الرخيصة، ونؤكد أنها لن تنال من عزيمتنا”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى