أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودولي

السودانيون يستقبلون العيد وسط آمال بقرب نهاية الحرب

استقبل السودانيون اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، بمشاعر الخوف والحزن والقلق، وسط آمال بقرب نهاية الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.

وأدى القتال المندلع منذ الخامس عشر من إبريل/ نيسان الماضي، إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص من المدنيين وجرح الآلاف ونزوح الملايين عن العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى التي اشتد فيها القتال، فضلاً عن أسر الآلاف من طرفي النزاع.

ويقول مجدي السيد، إن حنيناً يلفه للعودة إلى منزله في منطقة الخرطوم 2، إذ سيطرت عليه قوات “الدعم السريع” وجعلت منه سكناً لجنودها، مشيراً إلى أنه مُنع في مرة من المرات من دخوله.

وأدى السيد صلاة العيد مع المصلين في واحدة من ساحات مدينة ود مدني وسط السودان، لكنه يقول إنه يحنّ إلى معايدة أهله وجيرانه في الخرطوم 2، حيث اعتاد “ممارسة طقوس العيد هناك منذ أن تفتحت عيناه على الدنيا”.

 

خوف من انهيار الهدنة

أما عماد عبد المهدي، فقد رفض منذ أول يوم من الحرب مغادرة منزله بمنطقة الفتيحاب مربع 7، رغم هدير الطائرات الحربية ودويّ المدافع وأزيز الرصاص.

ويقول، إنهم لم يفعلوا شيئاً سوى أداء الصلاة داخل المساجد، مبيناً أن المصلين غادروا المسجد مباشرة إلى منازلهم، خوفاً من انهيار الهدنة كما حصل عدة مرات سابقاً، دون أن يعايدوا جاراً أو صديقاً.

وبحسب عبد المهدي، فإن “قلة قليلة تمكنت من شراء الأضاحي، وذلك إما لنفاذ أموالهم، وإما لمخاطر الخروج إلى أسواق الماشية على ندرتها”.

وفي منطقة سوبا شرقيّ الخرطوم، جلس نزار حسن وسط جدران منزله، وهو يكرر محاولات الاتصال هاتفياً بأسرته المكونة من زوجته وأطفاله الأربعة، بعد أن أرسلهم إلى القاهرة بحثاً عن ملجأ آمن قبل أن تنقطع رحلتهم بمدينة عطبرة شماليّ السودان.

ويبيّن أن “حاله يغني عن السؤال، وأن كل شيء ليس كما كان في الأعياد”، إلا أنه يؤكد أن مشاعره أحسن حالاً من أسر فقدت ابناً من أبنائها أو أُسر خلال الحرب، معرباً عن أمله أن يأتي يوم قريب تُطوى فيه صفحة الحرب إلى الأبد.

مواطنو شرق النيل، يبدو أنهم أحسن حالاً كما يوضح ذلك يحيى موسى، إذ أدى الأهالي الصلاة في الساحات العامة، وزار بعضهم بعضاً، دون أن تصل إليهم اليوم أصوات الاشتباكات، باستثناء سماعهم صوت طائرة استطلاع حلقت لأكثر من مرة في سماء المنطقة.

رغم ذلك، يؤكد شهود عيان بمنطقة الحلفايا شماليّ الخرطوم سماعهم في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت أصوات مدافع بالقرب من كبري الحلفايا، قبل أن تتوقف في وقت لاحق.

وعلى خلاف الخرطوم، تعيش مدن مثل الأبيض ونيالا والجنينة أوضاعاً صعبة، ولم يتمكن مراسل “العربي الجديد” من التواصل مع أي من السكان بسبب انقطاع شبكات الاتصالات الهاتفية، وخصوصاً في مدينة الجنية مركز ولاية غرب دارفور التي شهدت أشرس المعارك القبلية.

وأمس الثلاثاء، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في خطاب، إن “حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية للدولة”.

وطلب من “جميع الشبان وكل من يستطيع الدفاع ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو من خلال الانضمام إلى الوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية التي تداعت عليها المؤامرات داخلياً وخارجياً”، على حد قوله.

وكان كل من الجيش وقوات “الدعم السريع” قد أعلنا بنحو منفرد هدنة بمناسبة عيد الأضحى، بينما أعلنت الأخيرة إطلاق سراح مائة من أسرى الجيش للمناسبة ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى