أخبار رئيسية إضافيةمقالات

مؤرخ يهودي يفضح الصهيونية ويتهم “الموساد” بقتل يهود

الإعلامي أحمد حازم

كتابان ضد الصهيونية لباحِثيْن، يهودي وعربي، يصدران في نفس الفترة. أحدهما يحمل اسم “ثلاثة عوالم: مذكرات عربي يهودي”، لمؤلف يهودي (عراقي) يدعى آفي شلايم المؤرخ البارز والأستاذ الجامعي المتقاعد في جامعة أكسفورد، والآخر اسمه (عصبة مكافحة الصهيونيَّة ونقض الرواية الإسرائيلية)، لمؤلفه- العراقي أيضًا- الدكتور عبد الحسين شعبان. الإصداران لهما نفس الهدف: فضح الصهيونية وتفنيد مزاعمها.

المؤرخ اليهودي آفي شلايم، تناول في كتابه وضع اليهود في العراق، والتفجيرات التي شهدتها بغداد بين عامي 1950 و1951 والتي استهدفت اليهود، حيث وصف ما حصل بـ “الحقيقة الصادمة”. ولكن لماذا هذا الوصف يا ترى؟ لأنَّ الذي خطط ونفّذ عمليات التفجير لم يكونوا عربًا، بل يهودًا. يعني يهود يقتلون يهودًا باعتراف المؤرخ اليهودي. ومن هم الذين كانوا وراء عمليات التفجير؟ آفي شلايم يقولها بصوت عال في كتابه: إن عملاء صهاينة من جهاز الموساد الإسرائيلي هم من خططوا ونفّذوا عمليات التفجير في بغداد.

فعلًا انها حقيقة صادمة للمؤرخ اليهودي ولليهود بشكل عام. ولكن لماذا وما الهدف من ذلك؟ يقول شلايم: إن الاحتلال الإسرائيلي وبعد نكبة عام 1948، كان يريد بثّ الرعب والخوف وعدم الشعور بالأمان لدى اليهود العراقيين، من أجل زرع القناعة في نفوسهم بعدم البقاء في العراق وجلبهم إلى اسرائيل بأي ثمن، وهو ما دفع الموساد لتنفيذ هذه التفجيرات، لإرغام اليهود على ترك بلدهم العراق، والهجرة الى إسرائيل.

ولماذا لجأ الموساد إلى عمليات القتل؟ الكاتب كان في منتهى الوضوح في سرد الأحداث، وأكد أن جزءًا كبيرا من اليهود العراقيين كان يرفض مغادرة العراق للعيش كمستوطنين في اسرائيل، الأمر الذي دفع الموساد لاستخدام وسائل دنيئة ليكون لها تداعيات تجبر اليهود على مغادرة العراق بلا عودة. تصوروا مدى الحقارة والسقوط السياسي الذي وصل بجهاز المخابرات الإسرائيلية: يقتلون أبناء جلدتهم ودينهم لمآرب سياسية.

جهاز الموساد استطاع من خلال عملياته القذرة في بغداد دفع نحو 110 آلاف يهودي عراقي إلى مغادرة البلاد، من أصل 135 ألفا، وكانت عائلة شلايم بين الذين غادروا العراق، رغم اعترافه في الكتاب بحياة الرفاهية والثراء التي كانت تعيشها عائلته، إلا أنها غادرت العراق نتيجة الخوف.

نقطتان مهمتان وردتا في كتاب شلايم، أولهما، أنَّ اليهود الوافدين من الأراضي العربية، المعروفين باسم (السفرديم)، كان يُنظر إليهم باحتقار من قبل اليهود الوافدين من أوروبا المعروفين بـ “الأشكنازيم” وأنه، حسب قوله، لم يشعر بالسعادة، إلا بعد أن ترك إسرائيل فيما بعد واستقر في بريطانيا، وهو ما يزال فتى في سن المراهقة. وثانيهما، أن الفلسطينيين لم يكونوا الضحايا الوحيدين في عام 1948، بل إن المشروع الصهيوني وجه ضربة قاتلة لمكانة اليهود في الأراضي العربية، إذ حولهم من مواطنين مقبولين إلى طابور خامس تحوم حوله شكوك التحالف مع إسرائيل.

أمَّا الكتاب الثاني: (عصبة مكافحة الصهيونيَّة ونقض الرواية الإسرائيلية)، فيتناول المؤلف مثل سابقه- أيضًا- الكاتب اليهودي العراقي، وضع اليهود العراقيين مع التركيز على محاولات صهيونية لتزييف التاريخ الفلسطيني، ويتحدث عن قضيَّة عصبة مكافحة الصهيونيَّة التي أسَّسها يهود عراقيون في العام 1945، وهو العام الذي انتهت فيه الحرب العالميَّة الثانية، وفي تلك الأثناء ازداد قرع طبول الصهيونيَّة في حربهم ضدَّ الفلسطينيين ضِمْن مساعيهم الحثيثة لإعلان دولة إسرائيل الذي وقِّع في مايو من العام 1948.

بقي علينا القول، إن الباحث د. شعبان أسّس مع نخبة من المثقفين العرب “اللجنة العربية لدعم قرار الأمم المتحدة (3379) الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية واعتبرها شكلًا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”، وشغل منصب أمينها العام.

كتاب (عصبة مكافحة الصهيونيَّة ونقض الرواية الإسرائيلية) هو بالفعل إسهام حقيقي في بلورة صورة واضحة لإحدى قضايانا المعاصرة ورفدٌ للرأي العام العالمي برؤية تميّز بين الصهيونية واليهودية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى