أخبار رئيسية إضافيةمقالات

محمد صلاح (آخر)

الإعلامي أحمد حازم

إنها مجرد صدفة، أن يحمل شابان مصريان نفس الاسم: محمد صلاح، الرياضي لاعب كرة القدم المصري العالمي الذي رفع اسم مصر والعرب عاليًا في رياضة كرة القدم، وتهافتت عليه أندية عالمية ليرفع من شأنها ومستواها رياضيًا، ومحمد صلاح الجندي المصري الذي نظر إليه الشعب المصري خاصة والعربي عامة نظرة مميزة بسبب ما قام به على حدود بلده مع إسرائيل المصنفة “دولة احتلال” في قاموس الشعب العربي.

محمد صلاح الرياضي، يتهافت عليه الإعلام ليتحدث عن فوزه المتواصل وانجازاته المستمرة في عالم كرة القدم. ومحمد صلاح المجند تحدث الاعلام العالمي عن عمل واحد فقط لا غير قام به. هذا العمل يعتبره أحفاد هرتسل وبن غوريون “إرهابي” لكن بنظر الشعب العربي هو غير ذلك. من حق إسرائيل أن تعتبره كما تشاء، ومن حق العرب أيضًا أن يصنفوا العمل كما يرونه.

وإذا كان الرياضي محمد صلاح يحقق هدفا هنا وهدفًا هناك وربما هدفين في مبارياته، ويصفق له أبناء شعبه، فإن محمد صلاح الجندي حظي على تصفيق من نوع آخر. هذا التصفيق “مرفوض” إسرائيليًا وأمريكيًا ومرفوض أيضًا من جماعة “اتفاقات أبراهام”. الميدالية لها وجهين، وهذا ينطبق بالضبط على ما قام به الجندي محمد صلاح: وجه “إرهابي” بنظر البعض ووجه غير إرهابي بنظر بعض آخر. نعم، القاتل بطبيعة الحال حسب القوانين هو إرهابي. ولكن هل ينظر العالم إلى كل قاتل أنه “إرهابي” أم أن هذا التصنيف يتعلق فقط بمجموعة بشرية معينة؟ من يبحث عن التصنيف الفعلي عليه مراجعة التاريخ ليتأكد وجود فرق بين قاتل وقاتل.

الجندي محمد صلاح لم يتحدث عنه العالم لأنه فاز بمسابقة أزياء للرجال، وليس لأنه فاز بمسابقة أغاني، وليس لأنه دخل موسوعة غينيتس لأكبر صحن فلافل، فلماذا إذا تحدث عنه العالم يا ترى؟ عفوًا، غاب عن ذهني أنه “إرهابي؟؟”

اليميني المتطرف المستوطن إيتمار بن غفير الوزير في حكومة نتنياهو وصف محمد صلاح بـ”القاتل الحقير”. القضية أيها المستوطن لا تستطيع أنت ولا حتى إسرائيل فهمها، لأن القضية أبعد بكثير من الحدود التي تم تكليف “القاتل” بحراستها. القضية أيها المستوطن هي أكبر من الاتفاقات والمعاهدات، لأن مفهوم “القاتل” محمد صلاح ومفهوم “القاتل” سليمان خاطر ومفهوم “القاتل” خالد إسلامبولي يختلف كليا عن مفهوم من توقعون معهم اتفاقات تطبيع.

وأخيرا… لا ندري كم “محمد صلاح ” يوجد بعد في الجيش المصري. وكم “سليمان خاطر” موجود في القوات المسلحة المصرية، ومع قناعتي التامة بأن الأعمار بيد الله، لكن لا ندري إذا كان الجيش المصري سيظهر منه “خالد اسلامبولي” جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى