أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتشؤون إسرائيلية

اتهامات إسرائيلية متبادلة على خلفية نتائج التحقيق في عملية العوجا

تبادلت أوساط عسكرية إسرائيلية اتهامات بالتقصير وعدم معالجة “ظروف الحراسة الصعبة” لجنود الاحتلال في المناطق الحدودية، وذلك على خلفية نتائج عملية العوجا التي نفذها جندي مصري قتل خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين، وأصاب آخر السبت الماضي.

أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع ويللا، نقل عن جنود في كتيبة “الفهد” الحدودية شكواهم الموجهة لقيادة الجيش، متسائلين: “من يستطيع الوقوف لمدة 12 ساعة في هذه الظروف الجوية الحارة؟ وهناك ضباط بالكاد يخرجون من جيب عسكري غير محمي لمدة خمسة أيام، وكل هذا من أجل منع تهريب المخدرات، لا يوجد جندي قادر على تحمل مثل هذا التحول، رافضين التصريحات الأخيرة التي أرادت إلقاء اللوم في كل الفشل على عاتق الجنود الميدانيين”.

وأضاف في تقرير، أن “الجنود ألقوا باللوم على الضباط الكبار، زاعمين أنهم يعرفون الظروف الصعبة التي يعيشها الجنود، والإرهاق الذي يصيبهم، ونومهم في مهمة الحراسة”.

ونقل أن “تحقيق قيادة المنطقة الجنوبية بقيادة اليعازر توليدانو كشف أن الجندي المصري تخلى عن مناوبته في المخفر، وسار باتجاه الحدود لأربع ساعات على منحدر شديد، حيث تسلق جزءًا منها، دون أن تلاحظه القوات العاملة بأجهزة مراقبة ورادارات، ثم دخل إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر أمني عند السياج الحدودي الذي تم تأمينه بأصفاد بلاستيكية، ولاحقا تبين أن مسؤولين في القيادة الجنوبية للجيش، بمن فيهم مسؤولو الاستخبارات والمؤسسة الأمنية، علموا بالممرات التي اخترقها، مما يعني أنها غير مؤمّنة بشكل كاف”.

وأوضح أن “الجندي المصري مشى على عمق ثلاثة كيلومترات داخل المنطقة دون أن يلاحظه أحد من قبل المراقبة، حيث وصل خط السياج، لكنه تأخر عدة دقائق، وفي ذلك الوقت أمكن ملاحظته عند هذه النقطة، حيث لاحظ موقعين مأهولين على بعد مئات الأمتار، مما دفعه للتحرك نحو الموضع الأيسر متشبثًا بالجدار أسفل الموضع، وفي إحدى المرات تحرك زحفاً، ثم أطلق النار على الجنود الإسرائيليين وهو على بعد ثلاثة أمتار منهم فقط، حتى أنه تصرف بطريقة لا تختلف عن الجنود الإسرائيليين، ما يكشف عن تدرّبه وتخطيطه للهجوم بالتفصيل”.

وأشار إلى أن “التحقيقات أظهرت خلافات إسرائيلية حول ما إذا ارتدى الجنود الذين قُتلوا خوذة أم لا، حيث أصيب أحدهم في رأسه، وخلافات حول قرار الضباط بالعودة للروتين بينما كان المنفذ بعمق الأراضي الفلسطينية، وبعد عمليات مسح لساعتين على الأقل لم يتم العثور عليه، رغم وفرة أجهزة الاستشعار في المنطقة والرادار ونطاق صلاحيات والطائرات بدون طيار، لكن أيّاً منها لم تتعرف عليه، باستثناء ضابط شخّصه على مسافة 3 كم باستخدام المنظار، وتم التعرف عليه بدون سلاح، وارتدى قميصًا خفيفًا وبنطالاً أسود”.

ومن الواضح أن التحقيقات الإسرائيلية تذهب باتجاه إزالة عدد من كبار الرؤوس في قيادة المنطقة الجنوبية بسبب الأخطاء والأعطال والروتين التشغيلي ومستوى الانضباط، بما فيها استخدام القوات والتعليقات الشخصية، مما استدعى مسؤولي القيادة الجنوبية لكبار المسؤولين لتحديث التقييم الاستخباراتي لقطاع سيناء على خلفية الهجوم والقتال المستمر بين الجيش المصري والعناصر الجهادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى