أخبار رئيسيةمحليات

بالتعاون بين المجلس الإسلامي للإفتاء ولجان إفشاء السلام.. المركز الجماهيري في كَفر كنا يستضيف مؤتمرًا عن الخلافات حول المواريث: الأسباب والحلول

موطني 48| طه اغبارية

وسط لفيف من الحضور من مختلف البلدات العربية، استضاف المركز الجماهيري في بلدة كَفر كنا، أول أمس الأربعاء، مؤتمرًا بعنوان “الخلافات حول المواريث: الأسباب والحلول”، وذلك بالتعاون بين المجلس الإسلامي للإفتاء ولجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا.

استُهل المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الشاب رامي زريقي، فيما تولى إدارة منصة اللقاء، الشيخ محمود وتد عضو المجلس الإسلامي للإفتاء، مرحبًا بالحضور، ومشدّدًا على أهمية مثل هذه اللقاءات في التثقيف وزيادة منسوب الوعي لدى الناس فيما يخص شؤونهم ومعاملاتهم.

ثمّ كانت كلمة ترحيبية من السيد عز الدين أمارة رئيس المجلس المحلي في كَفر كنا، وأشاد خلالها بدور المجلس الإسلامي للإفتاء ولجان إفشاء السلام في نشر الخير وحث الناس على الالتزام بالقيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام.

رئيس مجلس كفركنا

الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، رحّب بدوره في الحضور، وتمحورت مداخلته حول أثر الخلافات في المواريث بين الإخوة والأخوات وانعكاس ذلك على الواقع الاجتماعي، منوّهًا إلى أن الخلافات حول المواريث كانت في كثير من الحالات سببًا في نشوب مشاكل وصلت إلى العنف وسفك الدماء بين أبناء الرحم الواحدة.

وأكد الشيخ رائد أن من أهم أسباب نشوب الخلافات حول المواريث وغيرها هو غياب الوازع الديني والابتعاد عن تعاليم الشرع الحنيف، داعيًا إلى التراحم والتغافر وحل الخلافات انطلاقًا من ميزان الشرع والدين والنصوص القرآنية والنبوية التي وضعت حلولًا واضحة فيما يخص مسألة المواريث.

الشيخ رائد صلاح

إلى ذلك، تحدث المحامي حسين أبو حسين، معتبرًا أن الجهل وعدم الوضوح في تقسيم الميراث عبر الاكتتاب والتوثيق كما نصّت على ذلك الآيات القرآنية بهذا الخصوص، قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الخلافات بين الورثة ووصولهم إلى أروقة المحاكم.

وأكد على ضرورة أن يكون صاحب الميراث، الأب، واضحًا في مسألة تقسيم التركة خلال حياته حتى لا يختلف الأبناء والبنات من بعده.

كما دعا المحامي حسين أبو حسين إلى إنشاء جسم رقابي لمواكبة حقوق القاصرين وذوي الإعاقات حتى لا يظلموا حين تقسيم التركة، محذّرا من خطورة حرمان النساء حقهن في الميراث.

كذلك كانت مداخلة للمحامية ريم مصاروة، وتحدثت عن حرمان المرأة من الميراث وما قد يسببه ذلك من عنف مادي ونفسي داخل العائلة الواحدة وتداعيات ذلك على حياة الأسرة والمجتمع، محذرة من أن تكون المرأة محل استغلال عبر دفعها للتنازل عن حقها في الميراث.

وقالت: إن من الأسباب التي تدفع المرأة للتنازل عن حقها في تركة ميراث والدها، هو الضغط الاجتماعي وتصورها أن في تنازلها ما يوفر لها حماية داخل عائلتها في حال نشبت مستقبلًا خلافات بينها وبين زوجها.

وأوصت مصاروة بضرورة تقسيم التركة أثناء حياة صاحب الميراث من خلال الاكتتاب والتوعية والترشيد.

في ختام المؤتمر، تحدث أ. د. مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء، عن أسباب الخلافات حول المواريث، وذكر أنّ عدم الوضوح في الملكية سبب رئيسي للخلافات بين الورثة “وهذا يظهر بشكل جلي لما أن يكون هنالك شركة مالية قام الأب بإنشائها، فلما تقدم الأب في العمر استلم الابن الأكبر دور الأب وطور المشروع ثم يتوفى الأب دون توضيح حدود العلاقة بين الابن الأكبر والأب… هل هو شريك أو عامل؟!!! أو ادعاء أحد الورثة أنه اشترى العقار أو الشركة من الوالد أو وهبها له”.

وأضاف: أنّ التأخر في تقسيم التركة مع تقادم الزمان تُنسى بسببه الحيثيات والتفاصيل، مؤكدًا على أنّ تنازل الإناث للذكور سبب لنشوء الخلافات مستقبلًا.

وتابع: “كما أنّ الوصية لأحد الورثة خصوصًا لما أن تكون الوصية بالخفاء لا أحد يعلم بها من الورثة، ويتم الكشف عنها بعد عقود من الزمن، ما يكون سببًا مباشرًا للخلاف، ومثل ذلك التمييز في الهبات والعطايا”.

واختتم المؤتمر، بتوصيات أهمها:

  1. رفع سقف التوعية من خلال الدروس والمواعظ وخطب الجمعة وقنوات التّواصل الاجتماعي والتحذير من حرمان المرأة من الميراث والوصايا الجائرة، وكذا التحذير من التمييز بين الأبناء والبنات في الهبات والعطايا.
  2. يوصي المؤتمر الآباء بتقسيم الأملاك أثناء الحياة بين الأبناء والبنات بموجب العدل.
  3. يوصي المؤتمر الآباء بتوضيح حدود العلاقة المالية بينهم وبين الأبناء في حال وجود عمل مشترك بينهم.
  4. يوصي المؤتمر النساء بعدم التنازل عن حقوقهن في الميراث وعدم الخضوع للضغط الاجتماعي، وفي حال تنازلهن فإنّ الحق يسقط طالما أنه لم يمارس عليهن الإكراه والتهديد ولا عبرة للخجل والحياء. والأصل في الاخ ألاّ يشجّع أخته على التنازل، بل ينصحها بعدم التنازل.
  5. يوصي المؤتمر الإخوة بالإحسان لأخواتهم اللواتي تنازلن لهم، فكما أحسنّ لهم فليحسنوا إليهن فالإحسان جزاؤه الإحسان.
  6. يوصي المؤتمر بإقامة لجان تحكيم شرعية متخصصة وجهاز لرقابة حقوق القاصرين.
  7. يوصي المؤتمر الجد في كتابة وصية لأحفاده وحفيداته الذّين توفي والدهم في حياته، بقدر حصة والدهم لو كان على قيد الحياة، على ألا تزيد عن ثلث التركة، حتى لا يختلف الأحفاد مع أعمامهم أو أخوالهم مستقبلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى