أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

عوائل ضحايا جرائم القتل: الحكومة والشرطة شريكتان بالجرائم

في ظل تواطؤ الشرطة مع العنف والجريمة في المجتمع العربي، تحاول العائلات الثكلى التي فقدت أبنائها توفير وسائل جديدة للاحتجاج والضغط من أجل اجتثاث الظاهرة أو الحد منها، ويشارك عدد كبير من العائلات بالفعاليات المناهضة للجريمة المتفشية في المجتمع، وكان آخرها المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت من بلدات عربية إلى مدينة القدس، يوم الأحد الماضي، بمبادرة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد.

وخاضت عائلات ثكلى نضالا ضد الجريمة، بينها عائلة ضحية جريمة القتل في دير حنا جهاد حمود (31 عامًا)، والذي قُتل عام 2021 في جريمة إطلاق نار، وعائلة مهند شلبي (34 عامًا) من عين ماهل، والذي قُتل في جريمة إطلاق نار، الشهر الجاري.

وقالت هُدى حمود، شقيقة ضحية جريمة القتل، إنه “في الحقيقةً، وجع عائلات فقدت أبنائها نتيجة جرائم القتل لا يذهب أبدًا، بل يبقى مرافقا للعائلات طول الحياة، إذ أن القاتل لا يقتل الضحية وحده إنما يقتل عائلته وأحبابه معه، والوجع يزداد لدى العائلات مع مرور الوقت ولا يخف أبدًا، وعندما نسمع عن شخص قُتل نعود بالذاكرة إلى لحظات مقتل شقيقي جهاد، ونتألم بشكل كبير مع كل جريمة”.

وعن مشاركة العائلات الثكلى التي فقدت أبنائها في الفعاليات المناهضة للجريمة، أوضحت أنه “للأسف الشديد، نلاحظ أن مشاركة العائلات التي فقدت أبنائها نتيجة الجرائم المستشرية متواضعة، لكنني أعلم أن مشاركة العائلات الثكلى ليست سهلة أبدًا، ولكن نتمنى أن تزداد المشاركة ليرفع صوتها ضد جرائم القتل”.

وأضافت حمود أنه “من الممكن أن يكون سبب عدم مشاركة العائلات الثكلى هو الخوف أو الإحباط بسبب عدم وجود حلول بالأفق، على الرغم من كل النضالات التي كانت، ولكن نحن عائلة جهاد حمود نشارك بكل النشاطات حتى نُسمع صوتنا وكي نقول إننا لسنا أرقاما ولدينا حق بالعيش بأمن وأمان، وهذا من أبسط حقوق أي مواطن. التواجد في الميدان والنضال بالشارع هو القدوة للأجيال والجيل الصاعد، بينما الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم التواجد بالميدان ليس مثالا يحتذى به أبدًا. للأسف الشديد الكثير من أبناء شعبنا باتوا مخدرين، وهذا ما لاحظنا من الردود المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن نقول إنه ليس من حق أي شخص على وجه الكرة الأرضية سلب روح شخص آخر، هذه الروح ربنا منحنا إياها، وهو الوحيد المخوّل بأخذ أمانته، وليس أي شخص كان”.

وعن النضال الذي قامت به عائلة حمود، قالت هدى إنه ” منا بالعديد من النضالات من أجل شقيقي جهاد وأبناء مجتمعنا الذين قتلوا بدمٍ بارد. وصلنا إلى الكنيست وأيضًا تظاهرنا أمام الشرطة في منطقة الشمال، وأغلقنا مفارق طرقات حيوية بالبلاد، كل ذلك من أجل أن نُسمع صوتنا عاليًا ولنؤكد بأن دمنا ليس رخيصا”.

ووجهت حمود كلمة للعائلات الثكلى بالقول إن “قلوبنا مع كل العائلات الثكلى التي فقدت أبنائها نتيجة الجريمة، إذ أننا عشنا ونعيش ذات الألم، ونسأل الله أن يلهمها الصبر والقوة وإظهار حقها، وندعوها إلى المشاركة وإعلاء صوتها عاليًا حتى لا يذهب دم أبنائها هدرًا، وحتى نوصل رسالة رفض وغضب إزاء ما يحصل في مجتمعنا”.

وقال عضو مجلس جسر الزرقاء المحلي، محمد جربان، والذي تعرض لإطلاق نار مرتين وفقد ابنه وأصيب ابنه الثاني بجروح خطيرة في جريمة إطلاق نار، أنه “في العام 2021 تعرضت أنا شخصيًا لإطلاق نار وخلال العام 2022 فقدت ابني نتيجة تعرضه لإطلاق نار وأصيب ابني الثاني بجروح خطيرة بذات الحادثة، وقبل ما يقارب أسبوعين تعرضت لإطلاق نار، وأصبت بثماني رصاصات كادت أن تودي بحياتي، وبلطف من الله نجوت من الموت”.

وأكد جربان، أنه “نوَجه أصبع الاتهام بشكل مباشر للشرطة والحكومة الإسرائيلية بكل ما يتعلق بالجريمة المنظمة المتفشية في مجتمعنا العربي، والتي تتقاعس في محاربة الجريمة التي تفتك بنا”.

وأضاف أن “الوجع كبير جدًا، إذ أنني فقدت ابني وأصيب ابني الثاني بجريمة إطلاق نار كادت أن تودي بحياته، وأنا شخصيًا تعرضتُ مرتين لإطلاق نار، وبالوقت الحالي أيضًا أنا مُهدد وهناك خطر حقيقي على حياتي. تواصلت مع الشرطة عدة مرات والإجابة كانت بأن أبقى في البيت أنا وأولادي وألا نخرج من المنزل. إلى متى سنبقى في البيت؟ هذا ليس حلا أبدًا، على الشرطة العمل وتأمين الأمن والأمان للمواطن العربي”.

وشدد جربان بأن “شرطة إسرائيل بكل أذرعها معنية بأن نقتل بعضنا البعض، وكل ذلك عن طريق الإجرام المنظم المدعوم من الشرطة والحكومة الاسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)”.

وقالت نور شلبي، شقيقة ضحية جريمة القتل في عين ماهل، إن “ما يحصل داخل مجتمعنا العربي فعليًا يوجع القلوب، خاصةً أن الحكومة تتظاهر بأنها عاجزة عن توفير الأمن والأمان للمواطنين العرب في البلاد. لا يعقل أنه في كل يوم يُقتل شاب. إلى متى ستستمر جرائم القتل؟ هذا القتل يُدمر العائلات وقلوب الأمهات الثكالى”.

وأضافت أن “الحكومة والشرطة الإسرائيلية بإمكانها الوصول إلى كل قاتل، ولكنها غير معنية بذلك، وعلى العكس هي تريد أن يقتل العرب بعضهم البعض”.

وأشارت شلبي إلى أن “الحراك الشعبي والمظاهرات مهمة للضغط من أجل تأمين الأمن والأمان للمواطنين، إذ أنه بحال كانت تحصل هذه الجرائم في البلدات اليهودية يتم الوصول إلى القاتل خلال ساعات”.

وقال الناشط مصطفى حبيب الله من عين ماهل، إنه “من حق أي شعب العيش بأمن وأمان، وحق مجتمعنا العربي العيش كباقي المجتمعات في العالم، ونحن نأمل ونعمل حتى نحدث تغييرا جذريا وحقيقيا للعيش بأمن وأمان، لذلك بدأنا بالتحرك في عين ماهل من أجل مكافحة الجريمة المتفشية”.

وعن “الحراك المهلاوي”، أوضح أنه “نعمل على تأسيس حراك في عين ماهل أطلقنا عليه اسم الحراك المهلاوي، والذي يعمل على تنظيم فعاليات رافضة ومناهضة للعنف والجريمة المستشرية في مجتمعنا، إذ يضم هذا الحراك جميع أطياف المجتمع في بلدة عين ماهل، ونأمل من خلال هذا الحراك أن نصل إلى بر الأمن والأمان”.

وختم حبيب الله حديثه بالقول إنه “للأسف الشديد، عشرات العائلات كل عام تصبح ثكلى في مجتمعنا نتيجة العنف والجريمة، وهناك الكثير من العائلات فقدت أبنائها دون أي علاقة لهم بالجرائم التي تحصل، ونأمل أن يكونوا شهداء، وألا يذهب دمهم هدرًا، وأن ينتقل مجتمعنا إلى وضع أفضل”.

 

 

 

المصدر: عرب 48

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى