أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

توقف خدمة شراء الكهرباء.. فصل جديد من معاناة السودانيين تحت القصف

لم تكتمل فرحة بشير علي وأسرته بعودة التيار الكهربائي بعد 4 أيام من الانقطاع، ليفاجأ بتوقف التطبيق البنكي الذي يمكّنه من تغذية عداد الدفع المقدم وضمان استمرار التيار، ولم يكن مفهوما للرجل الأربعيني ألا يتمكن من شراء الكهرباء كما جرت العادة.

وزاد من معاناة بشير أنه لا يستطيع الوصول إلى مباني شركة الكهرباء البعيدة نسبيا من مسكنه، مع توالي أصوات القصف وخطورة الخروج إلى الشارع.

وهكذا وجد السودانيون أنفسهم في خضم أزمة جديدة لم تكن في الحسبان، فتوقف خدمات شراء الكهرباء يفتح بابا لمعاناة لا تنتهي، وهو ما استلزم ترشيد الموجود منها وعدم استخدامه إلا للضرورة القصوى، ويعكس ذلك أن عليهم معايشة أوضاع صعبة في ظل الاقتتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ السبت الماضي.

وهكذا أصبح بشير وأسرته المكونة من 5 أفراد مطالبين بوقف استخدام البراد وإطفاء غالب الإضاءة في المنزل والتخلي عن تشغيل مكيفات الهواء، والابتعاد كذلك عن تشغيل مضخة المياه ووقف أغلب الأجهزة الكهربائية.

 

وضع مأزوم

ويقول بشير، بنبرة غضب إنه لا فائدة من عودة التيار طالما كانت هذه هي الحال، فالوضع بعد رجوعه بات أسوأ، مع صعوبة الترشيد في ظل احتياجات الأسرة المتزايدة التي يفرضها شهر الصيام مقرونا بالوضع الأمني المأزوم وضرورة التزامهم المنزل والحاجة لتيار إضافي يمكنهم من توفير المياه وتبريدها وتشغيل قدر يسير من الأجهزة الكهربائية.

وأمام توقف خدمة تغذية الكهرباء عبر التطبيقات البنكية ومنافذ البيع المباشر، يستعد بشير وأسرته لمكابدة أيام غير معروفة العدد من الظلام والمعاناة، فالموجود من الكهرباء قد لا يكفيهم إلا ليوم واحد كما يقول.

وبعد 5 أيام من المعارك الضارية بين الجيش والدعم السريع تنهار الخدمات في العاصمة السودانية بنحو متسارع، ورغم عودة التيار الكهربائي تدريجيا في عديد من المناطق، ما زالت أزمة المياه تراوح مكانها وسط أنباء عن تضرر محطات المياه في الخرطوم بحري وغيرها بسبب القصف.

 

الأزمة ستحل قريبا

ومع تعاظم المخاوف من استمرار تعطل خدمات شراء الكهرباء، قال مسؤول رفيع في الهيئة القومية للكهرباء -في تصريح للجزيرة نت- إن الوضع لن يستمر طويلا مع محاولات حثيثة لمعالجة المشكلة التي سببها توقف نظام البيع “سودا فند” نتيجة تقلص إمداد الطاقة، بعد نقاد الوقود من المولدات التي كانت تغطي العجز عند انقطاع التيار، ولا يمكن دون تشغيل هذا النظام شراء كهرباء سواء من المكاتب بنحو مباشر أو بواسطة طرف ثالث “التطبيقات”.

وقال المسؤول إن المساعي مبذولة لتمكين المواطنين من الشراء أولا عبر منافذ البيع المباشر، للتمكن بعدها من تشغيل تطبيقات الهواتف، لكن ذلك سيشمل 5 بنوك فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى