أخبار رئيسية إضافيةمقالات

الاتحاد الدولي لكرة القدم يعاقب اندونيسيا بسبب مواقفها من فلسطين

الإعلامي أحمد حازم

 

في السابع من الشهر الماضي، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنَّ وزارة الخارجية الإسرائيلية تجري حاليا اتصالات مع أربع دول عربية وإسلامية (موريتانيا، الصومال، النيجر وإندونيسيا) بهدف التطبيع مع إسرائيل وضم هذه الدول إلى “اتفاقيات أبراهام”. وفي الأسبوع الأخير من شهر فبراير/شباط الماضي تحدث وزير خارجية اسرائيل ايلي كوهين في مقابلة مع قناة “i24NEWS” العبرية عن إمكانية عقد اتفاقيات سلام جديدة مع دول عربية وإسلامية خلال الفترة القريبة والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام.

في وقت سابق من شهر مارس/آذار الماضي، كتبتُ مقالًا بعنوان “أربع دول إسلامية تحت مجهر التطبيع”، ذكرت فيه ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين عن إمكانية اقتراب التطبيع مع الدول الأربع المذكورة وعن حديثه عن ثلاثة منها فقط، إذ لم يتطرق لا من بعيد ولا من قريب إلى إندونيسيا، وقلت في المقال إنّ كوهين كاذب فيما يتعلق بإندونيسيا، وكنت محقًا في قولي. اسمعوا الحكاية: كان من المفترض أن تجرى بطولة نهائيات كأس العالم للشباب في كرة القدم بين 20 مايو/أيار و11 يونيو/حزيران المقبليْن، غير أنَّ الاتحاد الوطني لكرة القدم في إندونيسيا قرر إلغاء قرعة دور المجموعات قبل ساعات من إجرائها لأن حاكم جزيرة بالي رفض استضافة المنتخب الإسرائيلي، ضمن مباريات المجموعة التي تقام على الجزيرة. وبما أنَّ الأمر يتعلق بإسرائيل، فقد كانت ردَّة فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قوية وسريعة تتناسب مع موقف الاتحاد المتملق لدولة الاحتلال، إذ أعلن فورًا عن سحب حق الاستضافة من إندونيسيا. ليس هذا فقط. فقد وصل الانحياز والتملق بالاتحاد إلى أكثر من حق سحب الاستضافة وأعلن عن احتمال فرض عقوبات على هذا البلد الإسلامي اندونيسيا، ولم يحدد حجم وشكل هذه العقوبات، وكل ذلك من أجل عيون إسرائيل.

السؤال الذي يطرح نفسه، والذي يظهر بوضوح كذب وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين: كيف يمكن لإندونيسيا أن تقيم علاقة مع إسرائيل وهي لا تستطيع رؤية حتى فريق رياضي إسرائيلي على أراضيها؟ يا ريت يشرح لنا كوهين ذلك.

برهان آخر على كذب كوهين: نائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري الاندونيسي، هدايت نور، أوضح أنَّ رفض إسرائيل في إندونيسيا مسألة قانونية ودستورية، وهناك حظر للتطبيع في كل أشكاله، إذ أصدرت وزارة الخارجية الإندونيسية، في 8 شباط/فبراير 2019، قرارا لتنظيم العلاقات الخارجية والتعاون الدولي للحكومات المحلية المنتخبة في المحافظات والأقاليم والمدن الإندونيسية ونصت المادة 150 من القرار على أنه “لا علاقة لإندونيسيا بإسرائيل، التي تُعَدّ محتلة لفلسطين، ولهذا السبب، فإن إندونيسيا ترفض كل أشكال العلاقة بها”.. وبعد كل ذلك يتشدق الوزير الكاذب الكوهيني ايلي بكلام فارغ لا أساس له من الصحة عن قرب التطبيع مع اندونيسيا.

هذا الموقف الرسمي يشبه مواقف رسمية أخرى في تاريخ إندونيسيا، فمثلا في عام 1958، رفض الرئيس السابق أحمد سوكارنو مواجهة منتخب بلاده لمنتخب اسرائيل في تصفيات كأس العالم، ولم يدعُ الفريق الإسرائيلي إلى دورة الألعاب الآسيوية في عام 1962 في العاصمة جاكرتا.

وأخيرًا… إندونيسيا وهي ليست دولة عربية، تخلت انطلاقًا من الالتزام بالمبدأ عن استضافة حدث رياضي دولي في غاية الأهمية بالنسبة إليها، من أجل اقضية الفلسطينية، في وقت يفتخر به “عرب اتفاقيات أبراهام” بفعلتهم الشنيعة انطلاقًا من خيانة المبدأ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى