أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلاتومضات

هل فشلت “وثيقة جنين” في توحيد الفصائل الفلسطينية؟

غيّر مشهد اعتداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في نابلس شماليّ الضفة الغربية على جنازة منفذ “عملية حوارة”، الشهيد عبد الفتاح خروشة الأربعاء الماضي، سياق المشاركة لدى “حركة المقاومة الإسلامية”(حماس)، وتبعتها حركة “الجهاد الإسلامي”، بالمؤتمر الذي عقد اليوم السبت، لإعلان “وثيقة جنين”، الذي يفترض أن يكون مدخلاً لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.

وسط غياب أبرز فصائل المقاومة الفلسطينية (حركتا حماس والجهاد الإسلامي)، انعقد اليوم السبت مؤتمر إعلان “وثيقة جنين”، بدعوة من شخصيات وطنية ومؤسسات وفعاليات محافظة جنين شماليّ الضفة الغربية، بمشاركة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن جهود لإصدار وثيقة وطنية تدعو إلى صياغة برنامج وطني ونضالي موحد يحمل شعار “الشعب والسلطة والمقاومة في خندق واحد”.

كان من المقرر مشاركة حركة حماس في المؤتمر، بعدما أكدت الحركة في وقت سابق، حضورها، إلا أن ما جرى من اعتداء خلال جنازة الشهيد خروشة، دفعها إلى التراجع عن المشاركة، إضافة إلى تراكم أمور أخرى، أبرزها اعتقال الأمن الفلسطيني 26 ناشطاً بالحركة، وإصدار حركة “فتح” بياناً يتهم “حماس” بـ”خلق الفتنة وصناعة مخططات خبيثة”.

كذلك اتخذت حركة الجهاد الإسلامي موقفاً مماثلاً، معلنة أنها لن تشارك، موضحة أن موقفها واضح من المؤتمر، إذ نوقِشَت مخرجاته في كل الجلسات الحوارية للفصائل الوطنية في القاهرة وفي غيرها، وأنها تعمل على استغلال الوقت والجهد في تعزيز صمود ودعم المقاومة.

واللافت في مؤتمر “وثيقة جنين”، غياب المتحدث باسمه وأحد أبرز القائمين عليه، فتحي خازم، والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن، فيما حاول “العربي الجديد” التواصل معه، لكنه لم يرد.

وذكرت مصادر خاصة أن ممثلي حركة المبادرة الفلسطينية غادروا المؤتمر بعد ساعة من انطلاقه دون الإفصاح عن الأسباب والدوافع، فيما شهد المؤتمر غياب شخصيات وطنية من مخيم جنين، أبرزها: عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال حويل، وجمال الزبيدي والد الشهيد نعيم وأحد قيادات المخيم.

مخرجات الاجتماع كانت، بحسب حديث عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر “وثيقة جنين”، قاسم عواد، أنها “حبر على ورق”، داعياً في الوقت ذاته “الفصائل إلى ضرورة البدء بالعمل بها خلال أقرب وقت، حيث إن المخرجات بنظرهم ممتازة، لكن يجب ترجمتها على أرض الواقع، حتى تنتهي حالة الانقسام وتجسّد الوحدة”. واعتبر أن “الضامن لتطبيق المخرجات هي التزام الفصائل وتحويل مقترحات الوثيقة إلى برنامج تنفيذي”.

ستعمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر خلال الفترة القادمة على إخراج “اتفاق الجزائر” إلى النور

وستعمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر خلال الفترة القادمة على إخراج “اتفاق الجزائر” إلى النور، من خلال دعوة سريعة توجّه إلى كل الفصائل للاجتماع في جنين بلقاءات ثنائية وثلاثية، وتحديداً بين حركتي حماس وفتح؛ لجعل المواقف التنظيمية تحاكي حالة الاشتباك الميداني.

في الصدد، رأى مدير مركز الهدف للإعلام والدراسات (تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، عمر شحادة أن المؤتمر خطوة جيدة جزئياً يعكس المزاج العام الشعبي لحالة الصمود والمقاومة في مخيم جنين، وأعطى رسالة إلى ذوي الأمر (في إشارة إلى القيادة الرسمية الفلسطينية) بأن خيار حلّ الدولتين مرفوض وبات عبئاً على الشعب وأن “لقاء العقبة” الأمني مدان.

ورغم ما جاء في أول مبادئ “وثيقة جنين” التي عرضت على الفصائل الفلسطينية قبل انعقاده، من ضرورة الدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين وتفعيل القيادة السياسية والميدانية الموحدة التي يقع على عاتقها صياغة برنامج وطني نضالي موحد، إلا أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، قال في كلمته بالمؤتمر، “إن القيادة السياسية الوطنية هي قيادة منظمة التحرير ولا غيرها ولا سواها والأمناء العامين ليس إطار قيادي، بل هو من أجل تعزيز الوحدة الوطنية لمن هم داخل المنظمة أو خارجها”.

وعلّق شحادة على الكلمة التي ألقاها عضو مركزية فتح عزام الأحمد، قائلاً: “نظرنا بأسف شديد لتحويل المؤتمر لمهاترات وانتقادات على عكس الروح الشعبية التي مثلتها الوثيقة والمزاج الوطني الذي يطالب بوحدة كل البنادق لهدف واحد، ومنظمة التحرير بدلاً من أن تكون ذنباً للسلطة يجب أن تصبح تحت إمرتها”.

وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، توفيق الطيراوي أن “أهم مخرجات المؤتمر تعلّقت بالوحدة الوطنية وترتيب أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل”.

وعن السؤال للطيراوي، حول غياب الجهاد الإسلامي برفقة حماس عن المؤتمر، أجاب: “الجهاد الإسلامي أحترمهم شخصياً لأنهم مقاتلون ولا يريدون السلطة، لكن حماس لا تحب وجود شريك لها، ولا يحضرون شيئاً لا يتوافق معهم”.

وردّ الطيراوي على سؤال عن المطلوب من الفصائل بعد مؤتمر جنين، بالقول: “المطلوب من الفصائل ترك الكلام، والعمل بالنضال والالتقاء على أرض المعركة ليس في الضفة الغربية فقط بل قطاع غزة أيضاً، لأن مقاتلاً واحداً هنا يعطي خسائر للاحتلال أكثر من 1000 صاروخ”.

وعن المطلوب من القيادة السياسية الرسمية، أجاب: “عليهم توحيد الموقف مع كل فصائل المقاومة وفصائل العمل الفلسطيني”.

 

ويرى مراقبون أن مؤتمر “وثيقة جنين” لم يحقق غايته بتوحيد الفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة، إضافة إلى غياب شخصيات وطنية عن الحضور، وعدم التزام المؤتمر البرنامج الزمني الذي نشر حيث بدأ متأخراً وانتهى مبكراً وغابت عنه كلمات كان من المقرر إطلاقها خلال المؤتمر.

وتنص “وثيقة جنين” على مبادئ عدة، أبرزها: الدعوة إلى عقد لقاء اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وتفعيل القيادة الوطنية السياسية والميدانية الموحدة، وترسيخ مفهوم الوحدة السياسية والجغرافية والشعبية، إضافة إلى إعلان حالة الاشتباك السياسي والنضالي والقانوني مع المشروع العنصري الصهيوني ونظام الأبارتهايد في كل الساحات.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى