أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

“عاشق الأقصى” الدكتور سليمان أحمد يتحدث عن تجربته في السجن

في سراديب التحقيق لدى المخابرات الإسرائيلية

طه اغبارية

حين اعتلى “عاشق الأقصى” الدكتور سليمان أحمد إغبارية، المنصة لتحية مهنئيه وإخوانه “عشاق الأقصى”، بالحرية وإغلاق ملفهم، ظهر مبتسما وممازحا أحيانا، حين تطرق إلى تجربته في أروقة وسراديب التحقيق لدى المخابرات الإسرائيلية، وبثّ الإصرار والصمود لمستمعيه، مؤكدا أن تجربة السجن والاعتقال في زنازين التحقيق، زادته صبرا وتمسكا بالثوابت وعدالة قضيته وإخوانه “عشاق الأقصى”.

وتحدث إغبارية إلى وفود التهنئة التي أمّت يومي الجمعة والسبت الفائتين، منتجع الواحة في مدينة أم الفحم، لتهنئة عشاق الأقصى بحريتهم وانتصار قضيتهم على المؤسسة الإسرائيلية ولائحة الاتهام التي أريد من خلالها الزج بـ “عشاق الأقصى” في السجن لسنوات طويلة.

وقال إن التحقيق معه في ملف “عشاق الأقصى” كان مختلفا عن التحقيق في ملف “رهائن الأقصى” عام 2003، حيث الذي اعتقل خلاله 20 شهرا، وأشار الدكتور سليمان إلى أنه في ملف “رهائن الأقصى” حافظ طوال فترة التحقيق، 30 يوما، على “حق الصمت”، بينما أعلن في ملف “عشاق الأقصى” الإضراب عن الطعام منذ اللحظة الأولى لبدء التحقيق واستمر إضرابه 12 يوما، فيما امتد التحقيق على مدار 40 يوما.

وأضاف: “في البداية امتنعت عن الطعام والشرب كليا، ثم بعد ذلك بـ 3 أيام اكتفيت بالماء فقط، وهذا الأمر والحمد لله زادني شعورا بالقوة وصلابة في مواجهة المحققين”.

وتحدث إغبارية عن تنقله بين عدة زنازين خلال التحقيق، كان من بينها الزنزانة رقم “13” وهي مزودة بكاميرات تراقب كل حركة على مدار الساعة، وقال إنه مكث فيها 11 يوما، وتعرف خلالها على عدد من نزلاء الغرفة الذين اقتيدوا إليها، ومن بينهم: سجناء من الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة.

واستعرض “عاشق الأقصى” أشكال المعاناة التي يتعرض لها الأسرى خلال فترة التحقيق، ومنها: الشبح، والتعذيب النفسي، وتقييد الأيدي والأرجل إلى كرسي لساعات طويلة، وقال إن عددا من الأسرى جرى تقييدهم لـ 20 ساعة ومنهم 60 ساعة، أثناء انتظارهم للمحققين في سراديب المخابرات، هذا بالإضافة إلى إحاطة عدد كبير من المحققين بالأسير، بهدف الضغط النفسي.

وحذّر من وقوع السجناء فريسة التحقيق أو الخضوع للأساليب المتبعة وقال: “رغم كل ما يمارسونه من ضغوط، لكن الصبر واليقين بالله، يؤدي إلى تجاوز هذه المرحلة، والخطورة تكمن في أنهم قد يفبركون التهم للبعض، بسبب الضغط النفسي الذي يمارس عليهم خلال التحقيق وينهارون خلال التحقيق”.

واكد أنه قال للمحققين بعد التشاور مع محاميه: “أنا رجل جمهور وعندي علاقات مع لجان شعبية ومؤسسات وأعطي استشارة لكل من يطلب مني استشارة، ولا يوجد عندي غير ذلك”.

وأضاف: “عندما لم يصلوا إلى نتائج خلال التحقيق، جلبوا لي أحد المحققين الكبار، الذي تباهى أمامي أنه كان منخرطا في التحقيق بقضايا كبيرة، وحين سألني لماذا لا تريد أن تتحدث، أجبته: لا يوجد عندي شيء سوى ما قلته”.

وعن تجربته مع ما يسمى “العصافير” من عملاء المخابرات، قال “عاشق الأقصى”: “موضوع العصافير بحاجة فعلا إلى محاضرات إرشادية في كيفية التعامل معهم، وأكاد أجزم أن “العصافير” يستخرجون بأساليبهم واحتيالهم العدد الأكبر لاعترافات الأسرى عموما، بما لا يقارن عما يجري لدى المحققين، لذلك وجب أن نحذر الوقوع في شباك “العصافير”.

وكانت ابتسامته، كما يقول إغبارية، تزعج المحققين وتغضبهم، وحين كانوا يسألون عن أسباب هذه الابتسامة كان يجيبهم: “أنتم تحققون معنا على أوهام وعن جمعيات إرهابية وهذا كذب وتزوير، نحن ننشط في العمل الإنساني وخدمة الناس، إن كنتم تريدون محاربة الإرهاب فلاحقوا الاجرام وفوضى السلاح”، وكان المحققون يردّون “هذا لا يعنينا”.

وتطرق إلى ظروف الزنازين أثناء مرحلة التحقيق وأنها كانت لا تتسع إلا لواحد في فترة النوم، لدرجة أنه كان يتناوب مع زوار الغرفة من الأسرى في النوم، مستدركا: “لكننا والحمد لله صبرنا رغم هذه الظروف السيئة بالاتكال على الله تعالى”.

ثم تطرق الدكتور سليمان إلى مرحلة السجن وانتقاله إلى قسم أسرى “حماس”، بناء على طلبه في أنه “يفضل التواجد مع أسرى لا يدخنون ويحافظون كثيرا على العبادات والصلوات” وقال عن هذه المرحلة: “تم استقبالنا والحمد لله استقبال رائع من الاخوة الأسرى، بل عملوا على خدمتنا بشكل متفان، كما أنها فترة ثرية جدا من حيث الفائدة والدراسة والانضباط، كانت كل يومياتنا منتظمة في العبادات والرياضة وفترة المطالعة وتدارس القرآن الكريم والأذكار، كذلك درسنا دورات تعليمية في كافة المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية والتربوية”.

وقال إن “الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، نجحت على مدار سنوات في انتزاع الكثير من الحقوق التي حرموا منها، لذلك تشعر في السجن أنك تعيش حياة متكاملة، كما تتعلم وتستفيد وتقوي معنوياتك وأنت تنظر إلى محكوميات الأسرى، منهم المؤبد ومنهم عشرات المؤبدات، يبتسمون وكأنه لا يوجد شيء، يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، في السجن تتعرف على نماذج عظيمة من أبناء شعبنا وتتساءل “هل هؤلاء بشر مثلنا!!”.

وتابع: “في السجن لا يمكن أن تنكسر إن كنت مؤمنا وراضيا بقضاء الله وما كتبه عليك، أرادوا انهاء الملف بكل قوة، وجاؤونا بمندوب من مكتب رئيس الحكومة، ما يؤكد أن هذا الملف كان يدار في الكواليس السياسية، قالوا لنا اعملوا ولكن ابتعدوا عن القدس فإنها خط أحمر، وهذا يؤكد أن هدفهم هو ضرب العمل الإنساني والأهلي والمؤسساتي في القدس المحتلة”.

ودعا الدكتور سليمان أحمد في ختام مداخلته إلى التواصل الدائم مع المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف وقال: “يريدون ابعاد اهل الـ 48 عن الاقصى، ولكن علينا ان نتواصل بكل الوسائل المشروعة، وعلى الجميع اخذ دورهم تحت إطار لجنة المتابعة من اجل القدس والأقصى، عليهم ان يعلموا أن القدس، بالنسبة لنا، خط احمر وهي تهم كل الجماهير في الداخل الفلسطيني”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى