أخبار رئيسيةالقدس والأقصىتقارير ومقابلاتومضات

صراعُ بقاءٍ في القدسِ.. معركةٌ تحتدمُ بين عائلة شحادة و”عطيرت كوهنيم” الاستيطانية

تخوض عائلة شحادة المقدسية صراع بقاءٍ محتدمًا ضد ما تسمى جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، والتي تسعى بقوة للسيطرة على منزل تقطنه العائلة في حي بطن الهوى بقرية سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى.

وتستغل الجمعية الاستيطانية ما تتيحه لها سلطات الاحتلال ومحاكمه من قرارات وتسهيلات للسيطرة على العقارات المقدسية ذات الملكية الفلسطينية.

وتبدو العائلة، كما يقول إبراهيم شحادة (50 عامًا) وهو أحد المُلّاك، في أشدِ حالات الاستياء بعد سنوات طويلة خاضتها في محكمتي “العدل العليا” و”المركزية” التابعتين لكيان الاحتلال بالقدس.

وقال شحادة: إننا لم نترك بابًا إلا وطرقناه ضمن جهودنا القانونية لمنع السيطرة على منزلنا، لكننا لم نحصل على قرار يحول دون تنفيذ مطامع “عطيرت كوهنيم”؛ الساعية لخلق أغلبية يهودية في القدس.

وتدعي هذه الجمعية الاستيطانية أنها صاحبة أحقية بالأرض المقام عليها المنزل لعائلة شحادة، وتنطبق مزاعمها هذه على جميع أراضي حي بطن الهوى المهدد بالإخلاء والتهويد.

لكن شحادة البالغ (50 عامًا) يؤكد لـصحيفة “فلسطين”، أن العائلة تملك جميع الأوراق والمستندات التي تثبت ملكيتها بالأرض منذ أن اشتراها والده عام 1966.

لكن ذلك لم يقنع محاكم الاحتلال التي تستجيب لمزاعم وادعاءات سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية على حساب المقدسيين مُلاك العقارات الحقيقيين، في موقف وصفه شحادة بأنه يجعلها شريكة للمستوطنين في تنفيذ أطماعهم بالسيطرة على المزيد من عقارات القدس.

ويتكون المنزل من 3 طبقات، تحتضن 35 فردًا من العائلة على الأقل، بينهم ما يزيد على 20 من الأطفال والنساء، سيصبح مأواهم جميعًا الشارع إذا لم تستجب سلطات الاحتلال للالتماس المقدم من العائلة ضد قرار إخلاء المنزل، بحسب شحادة.

وأضاف: أن ما تقوم به الجمعية الاستيطانية لن يدفعنا للحظة واحدة للتفكير بالاستسلام، ولا نزال نواصل خطواتنا القانونية في محاكم الاحتلال.

وبين أن أفراد عائلة شحادة يخططون للقيام بسلسلة فعاليات احتجاجية في حي بطن الهوى ضد قرار إخلاء المنزل؛ ستتصاعد إلى حد إقامة خيمة اعتصام دائمة للحيلولة دون تنفيذ مخطط “عطيرت كوهنيم”.

وتابع: أن صمود عائلة شحادة على أرض مدينة القدس لن ينقطع، ولا يختلف عليه أفراد العائلة الجاهزين للرباط فيها والدفاع عن أملاكهم دون رجعة في ذلك.

وتكمن خطورة تحقيق أطماع الجمعية الاستيطانية، بأن سيطرة سلطات الاحتلال على منزل عائلة شحادة، سيتيح لها مستقبلًا السيطرة على 87 منزلًا في حي بطن الهوى، تؤوي ما يزيد على 700 مواطن مقدسي، حسبما أفاد مسؤول لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات قرية سلوان مراد أبو شافع.

وأضاف أبو شافع: أن ما تتعرض له القدس يعكس مخططات ترحيل وتهجير الفلسطينيين التي تنفذها سلطات الاحتلال بواسطة أذرعها الأمنية والعسكرية وتشمل الهدم ومصادرة الأراضي وإخلاء المنازل.

وحذَّر من تداعيات ومخاطر عمليات التهويد في حي بطن الهوى بقرية سلوان التي تضم أكثر من 10 أحياء؛ منها: حي وادي حلوة، والبستان، ووادي الربابة، ووادي ياصول، وعين اللوزة، والقلعة، والفاروق، وحي بشير.

وبينما أكد أن جميع هذه الأحياء مهددة بالهدم والإزالة لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، نبَّه إلى أنها تضم قرابة 15 ألف مواطن مقدسي مهددين بالتهجير، مبينًا أن الاحتلال يسعى بقوة لتغير الواقع الديمغرافي لصالح المستوطنين في القدس.

ووفق معطيات أوردها لـ”فلسطين”، مؤخرًا، الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، فإن عدد المنشآت التي هدمتها (إسرائيل) منذ احتلالها بيت المقدس بالكامل سنة 1967 وحتى 31 أغسطس/ آب 2022، بلغ 5695 منشأة، 87 بالمئة منها منازل مواطنين مقدسيين.

وقد بلغ عدد المنشآت التي هدمها أصحابها المقدسيون ذاتيًا 579 منشأة في الفترة الزمنية ذاتها، بحسب أبو دياب.

المصدر: صحيفة فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى