أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

حملة تشويه ضد الشيخ كمال خطيب.. يا جبل ما تهزك ريح

الإعلامي أحمد حازم

الأنظمة الظلامية العربية مثل نظام محمد بن سلمان السعودي، الذي أباح المحرمات في بلد الحرمين، ونظام محمد بن زايد الذي فتح إماراته أمام إسرائيل لكل ما تريد، من خلال اتفاقات التطبيع، هذان النظامان أمرا جيوش الذباب الإلكتروني لديهما بالتحرك ضد الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا، بسبب ما جاء في خطبته الأخيرة يوم المجمعة الماضي، حيث وجَّه انتقادات شديدة اللهجة لنهج السعودية السياسي.

لم يرتكب الشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي، خطأ كبيرًا، بل ارتكب إثما لا يمكن غفرانه عندما أطلق صفة خادم المسجد الأقصى على العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، لأنَّ هذه التسمية لها خلفية سياسية لئيمة واضحة (لا مجال للخوض في حيثياتها الآن) بغض النظر انه لا يستحقها لأنه لا يخدم الأقصى، بل يخدم من هم وراء ومؤيدي من أحرق قبة الصخرة ومن يدنسون أرض الأقصى باستمرار دون تحرك من جانب من وصفوه بخادم الأقصى. صحيح أنني أعترف علانية بأن العاهل السعودي هو خادم، لكن ليس للأقصى، بل لأعدائه.

المقالات التي أكتبها، أرسلها في العادة إلى أصدقاء من إعلاميين كبار وغيرهم في السعودية والإمارات وسوريا، وذات يوم طلب مني بعض هؤلاء أن لا أرسل لهم المقال إذا كان محتواه يتضمن انتقادًا للنظامين السعودي والإماراتي. حتى أن مواطنا سوريًا يعيش في هولندا اتصل به شقيقه من دمشق وأوصاه أن يبلغني بأن لا أرسل له أي مقال يحمل انتقادًا للنظام السوري، “لأنَّ الجماعة راحوا لعنده وهددوه”.

لقد وصلت الحقارة والوساخة بالزعران المأجورين السفلة، الى تجاوز كل الحدود من خلال التهجم والافتراء على الأعراض في حملتهم ضد الشيخ كمال، إضافة إلى اتهامات كاذبة وباطلة لا تمت للحقيقة بصلة، لكن الشيخ تصدى لهم وهو مرفوع الرأس شامخا في المواجهة لأنه يستعين بالله وبشعبه، وهم دبابير الاعلام المأجور يستعينون بأسيادهم، فمن يكون الله معه لا يخاف “ويا جبل ما تهزك ريح”.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض لها فضيلة الشيخ كمال لحملة تشويه مسعورة من الشتم والإهانات والكذب، بل سبق وأن تعرض لها في شهر يونيو/حزيران عام 2019 على منصات التواصل الاجتماعي في السعودية والإمارات. ولكن لماذا هذه الحملة؟ يقول الشيخ في مقابلة مع “عربي21” إنَّ السبب في الحملة ضده “هو خطبة جمعة ألقاها في أيار/ مايو من ذلك العام انتقد فيها السياسة السعودية ودورها فيما يعرف إعلاميا بـ “صفقة القرن””.

وقتها قال الشيخ صراحة، إن الحملة منسقة ما بين السعودية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، والشيخ كمال على حق فيما قاله لأن الإعلام الإسرائيلي تفاعل مع الخطبة التي ألقاها الشيخ وخصصوا لها حلقات وتساءل إعلاميون ومستشرقون إسرائيليون: “كيف يسمح لكمال خطيب المنتمي لحركة محظورة أن يتطاول ويسيء إلى حلفائنا الذين سيصنعون معنا سلام الشجعان”.

ردَّة الفعل هذه من الإسرائيليين، تظهر بوضوح وقوف الإعلام الإسرائيلي الى جانب السعودية في حملتها ضد الشيخ كمال، الذي لا تهتز شعرة في بدنه من حملات أعدائه، والقافلة تسير والكلاب تنبح.

وأخيرًا، الأنظمة العربية المتواطئة مع إسرائيل لا يمكن أن تصنع “سلام شجعان” بل تصنع “استسلام جبناء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى