أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

من يمتلك الصواب ومن يمارس الخطأ.. شيخ الأقصى على حق

الإعلامي أحمد حازم

 

في المجتمعات بشكل عام، توجد فترات حياتية معينة يطلق عليها اسم مواسم، ومجتمعنا العربي الفلسطيني، الذي يطلق عليه البعض المجتمع العربي الإسرائيلي كما أسمته دولة قانون القومية قصدًا لإبعاد اسم فلسطين عن ذاكرة الأجيال، هو جزء من هذه المجتمعات وله مواسمه أيضًا.

فهناك مثلًا موسم الأعراس (دامت الأفراح في دياركم عامرة) والذي يحدث بكثافة في فصل الصيف، وهو بالتالي موسم يجني منه البعض عائدات مالية لأنه موسم يحدث سنويًا. فالذين لديهم هواية الغناء أصحاب الصوت الذهبي وحتى أصحاب الصوت النشاز، يكثر الإقبال عليهم للترفيه غناءً عن المشاركين في حفل العريس (عقبال عند أولادكو). ويتقاضى الشخص الذي يغني أو الزجّال، مبلغًا مرموقًا من المال في ليلة واحدة، ما يوازي دخل طبيب في شهر. لأنه موسم.

أما صاحب قاعة الأفراح فإنه يتقاضى أجر ليلة واحدة (حوالي ست ساعات) ما يتقاضاه بروفسور ألماني لمدة أسبوع. لأنه موسم. والوحيد الذي يعتبر أجره مقبولًا نسبيا هو الطباخ الذي يبذل كل جهده ليقول المعازيم “طبخو بشهّي”. ورغم ذلك فإن أجره لطبخة “رز بلبن وكدر” أي لساعات قليلة أكثر من الدخل الشهري لوزير في دولة إفريقية فقيرة. لأنه موسم.

حدث آخر يعيشه مجتمعنا العربي لا علاقة له بالطهي والغناء والأعراس، بل بالسياسة، وهو انتخابات الكنيست. صحيح أنه لا يحدث سنويًا، بل (رسميًا) مرة كل أربع سنوات، لكن المستفيدين منه، المرشح والناخب، ينتظرونه بفارغ الصبر. لأنه موسم.

فضيلة الشيخ رائد صلاح أصاب كبد الحقيقة عندما قال في مقال له الأسبوع الفائت: “إن دور الأحزاب المخلصة لرسالتها والوفيّة لشعوبها ليس محصورًا في المشهد الانتخابي المحلي أو العام، وإن حضور هذه الأحزاب ليس موسميا مرتبطا بعدة أحداث سنوية. بل يجب أن تبقى هذه الأحزاب في ارتباط دائم يومي مع شعوبها، مجتهدة أن تحمل هموم شعوبها كل شعوبها”.

نعم فضيلة الشيخ، أنت على حق، لكن ما يجري هو العكس تمامًا، لأن ما نعيشه أيام انتخابات الكنيست هو موسم مثل موسم الأعراس، وموسم له فائدة مالية ومعنوية للمرشح إذا فاز، وأخرى لبعض الناخبين، الذين يريدون ثمنًا مقابل أصواتهم. إذًا، حضور هذه الأحزاب شيخنا الفاضل، هو موسمي فقط. وعن الأحزاب المخلصة يقول الشيخ في مقاله: “هي التي تضحي من أجل شعوبها وليس العكس، وهي التي تعطي لشعوبها وليس العكس”. فهل أحزاب الكنيست هي كذلك؟

وجود الأحزاب العربية المؤيدة للكنيست يعتبر ضعيفًا كمًّا وتأثيرًا في هذه المؤسسة الصهيونية، وأنه مجرد شكلي فقط، ويراه البعض مساهمة في تعزيز الاحتلال وتجميل وجهه القبيح وقناعا خادعا لإخفاء ما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني. هذا البعض على صواب. أمَّا الذين يصفقون للكنيست من أفراد وأحزاب يمارسون الخطأ بعينه، بمعنى انهم يرتكبون خطأ بحق الشعب. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لأحزاب الكنيست العربية أن يكون لها دور وطني وإنجازات للمجتمع العربي في ظل كنيست الاحتلال؟ سؤال بحاجة إلى جواب، فهل من مجيب؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى