أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

FT: الرياض رفضت طلبا أمريكيا بتأخير خفض الإنتاج.. وقلق إماراتي

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، تقريرا تناولت فيه الغضب الأمريكي المتصاعد ضد السعودية على المستويين لدى البيت الأبيض والكونغرس، معتبرة أن الرياض تخاطر وتختبر علاقتها بواشنطن، بعد قرار تحالف “أوبك+” خفض إنتاج النفط.

وكشفت عن أن واشنطن طلبت من الرياض تأجيل قرار خفض إنتاج النفط، إلا أن الأخيرة رفضت، في حين أن الإمارات قلقة من هذه التطورات.

وقال معدو التقرير سامر الأطرش وسيمون كير، وأندرو إنجلاند وفيليسيا شوارتز، إن بايدن يعيد تقييم العلاقة، بعد أن راهنت الرياض على استعداء حليفتها واشنطن من أجل متابعة أجندتها الخاصة.

وأشار التقرير، إلى أنه في الوقت الذي اصطف فيه السياسيون الأمريكيون لانتقاد السعودية بعد أن قام تحالف “أوبك+” بخفض إنتاج النفط، قدمت المملكة أحد أكثر دبلوماسييها خبرة لتوصيل رسالة عبر قنوات تلفزة أمريكية، بأن “هذا ليس استهدافا لكم بل هو قرار اقتصادي بحت”.

جاء ذلك في تصريحات الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والسفير السابق لدى الولايات المتحدة، لقناة “فوكس نيوز” نهاية الأسبوع الماضي.

وكانت الرسالة التي بعثتها الرياض، أنها تصرفت على أساس ظروف السوق، ولمصالحها الخاصة، في سعيها للحفاظ على أسعار النفط، لتمويل خطط الإنفاق الحكومي الهائلة.

لكن كلماتها لم تلق آذانا صاغية مع غضب الديمقراطيين بشكل متزايد من السعودية، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، لتجاهلها مناشدات واشنطن بعدم خفض الإنتاج.

وقال الرئيس جو بايدن الثلاثاء، إنه “ستكون هناك عواقب” على السعودية، دون الخوض في التفاصيل.

وكان يتحدث بعد أن قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن الإدارة تعيد تقييم علاقة واشنطن بالرياض “في ضوء قرار أوبك”.

وقال كيربي لشبكة “CNN”، إن بايدن على استعداد للعمل مع الكونغرس على اتخاذ خطوات عقابية ضد السعودية.

أبرز تخفيض الإنتاج كيف أن المملكة في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على استعداد متزايد لمتابعة أجندتها الخاصة حتى لو كانت تخاطر بإغضاب شركائها.

لكنها كانت أيضا مقامرة، لأن قرار “أوبك+”، بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، قد أضر بشكل أكبر بصورة السعودية في الولايات المتحدة.

وقال سنام وكيل، خبير شؤون الخليج للصحيفة: “كانوا يحاولون الإشارة بشكل مباشر إلى أن العلاقة بين واشنطن والرياض لم تعد علاقة مصالحة متوازية”.

وفي واشنطن، اعتبرت هذه الخطوة ازدراء لبايدن قبل انتخابات التجديد النصفي، ووسط ارتفاع التضخم العالمي في الطاقة.

وسلط الاتفاق الضوء على مخاوف الولايات المتحدة بشأن علاقة الرياض بموسكو، حيث صعد فلاديمير بوتين حربه ضد أوكرانيا.

ودعا بوب مينينديز، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الإدارة الأمريكية إلى “التجميد الفوري لجميع جوانب تعاوننا مع المملكة العربية السعودية، بما في ذلك أي مبيعات للأسلحة والتعاون الأمني”.

وقال: “لن أوافق على أي تعاون مع الرياض حتى تعيد المملكة تقييم موقفها في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا… لقد طفح الكيل”.

 

قلق إماراتي

وأصرت الرياض على أن جميع أعضاء “أوبك+” البالغ عددهم 23 يؤيدون الخفض، لكن الإمارات، أقرب شريك عربي لها، وكذلك العراق، أعربا عن مخاوفها، وفقا للعديد من الأشخاص الذين تم إطلاعهم على المناقشات، بحسب الصحيفة.

وقالت مصادر، إنه عندما فشلت مخاوف الإمارات في الحصول على تأييد لها، فإنها اقترحت تأخيرا، ولكن دون جدوى. واتفق وزير الطاقة الإماراتي ونظيره العراقي في وقت لاحق على مواكبة الخفض ودافعوا عنه بعد الاجتماع.

وكما هو الحال مع السعودية، فإن الإمارات سعت إلى اتباع موقف محايد من حرب روسيا في أوكرانيا. وتعتمد كلتا دولتي الخليج على أنظمة الأسلحة الأمريكية، وتضغطان من أجل التزامات أمنية أكبر من واشنطن.

لكن الروايات المتناقضة سلطت الضوء على التوترات في علاقة استمرت لعقود بين الرياض وواشنطن.

وقال محللون إن العلاقات تركزت تاريخيا على العلاقات الشخصية بين الرئيس بايدن والملك سلمان، لكنها اليوم تعاني من انعدام الثقة والتوترات وسوء التفاهم.

وكان للأمير محمد، علاقات جيدة مع الرئيس السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، وكلاهما وقف إلى جانبه بعد أن قتل عملاء سعوديون جمال خاشقجي في عام 2018.

لكن ولي العهد ليس له علاقة تقريبا مع بايدن، الذي شن حملة انتخابية للمنصب تعهد فيها بتحويل السعودية إلى دولة “منبوذة” بسبب مقتل خاشقجي.

وجمدت إدارته مبيعات “الأسلحة الهجومية” للرياض بسبب تدخلها العسكري في اليمن، ما يعزز التصور السعودي بأن الولايات المتحدة لم تعد شريكا يمكن التنبؤ به.

 

السعودية رفضت مقترحا أمريكيا

وقال المعلق السعودي المقرب من الديوان الملكي علي الشهابي: “ما وعدت به السعودية هو بذل قصارى جهدها لمنع وصول النفط إلى 200 دولار، وفعلت ذلك من خلال زيادة الإنتاج في الصيف، ولكن لم تلتزم المملكة أبدا بالسماح بانهيار أسعار النفط”.

وقال الشهابي إنه قبل اجتماع “أوبك+”، اقترح المسؤولون الأمريكيون على الأقل تأجيل التخفيضات إلى ما بعد انتخابات الكونغرس، وهو اقتراح رفضته السعودية.

وقال مسؤول أمريكي إنه “خطأ بشكل قاطع” أن الإدارة سعت إلى تأجيل في ما يتعلق بنصف المدة، مضيفًا أن قلق واشنطن هو التأثير على الاقتصاد العالمي.

ينظر المسؤولون والمعلقون السعوديون إلى انتقاد خفض الإنتاج على أنه أحد أعراض السياسة الداخلية للولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن “الولايات المتحدة تظل الشريك الأمني الأكبر للمملكة. وأعتقد أنه عندما يقيم السياسيون في أمريكا العلاقة في مجملها، فإنهم سيدركون أهميتها والفوائد التي تجلبها وسيواصلون التعاون مع المملكة العربية السعودية”. وقال لمحطة “العربية” السعودية، مساء الثلاثاء: “نحن حريصون على هذا التعاون”.

لكن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قال إن الرياض يمكن أن تتوقع عداء متزايدا من الكونغرس.

وقال: “سواء كان الأمر كذلك أم لا، فقد كانت هناك رائحة ثأر من التعليقات التي أدلى بها بايدن خلال الحملة الانتخابية والمحاضرات التي من المفترض أنه ألقى بها خلال زيارته للمملكة”.

وأضاف ألترمان: “قد يتسبب ذلك في فوضى لدى السعوديين بسرعة كبيرة، حيث إنه ليس لديهم أصدقاء كثيرون في الكونغرس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى