أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

الرئيس اللبناني يتسلم العرض الأميركي الخطي حول ترسيم الحدود

تسلّم لبنان، اليوم السبت، اقتراحات الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الخطية حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي في ظلّ ترقب لمضمونها والموقف اللبناني بشأنها.

واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، صباح اليوم السبت، سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا وتسلّم منها رسالة خطية من الوسيط الأميركي حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

واتصل الرئيس عون برئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتشاور معهما في عرض الوسيط الأميركي وكيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقتٍ ممكن.

وتشيع أوساط قصر بعبدا أن الاقتراحات الأميركية سترسل نسخ منها لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، وسط احتمالات عقد لقاء ثلاثي أو التشاور بشأنها، كما ستدرس من قبل لجنة مختصة.

توازياً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السفيرة شيا، وتسلّم منها العرض الخطي من الوسيط الأميركي.

ويقول وزير العمل مصطفى بيرم (من حصة حزب الله الحكومية)، لـ”العربي الجديد”، إن الإيجابية التي يتحدث فيها حول ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية تنطلق من معطيات متوافرة بأن مطالب لبنان تسير باتجاه تلبيتها، بانتظار أن نرى تفاصيل الرسالة الأميركية حتى يبنى على الشيء مقتضاه، مؤكداً أن الملف يتجه لخواتيم إيجابية لكن الحذر يجب أن يبقى قائماً.

ويشدد بيرم على أن “مطالب لبنان الأساسية التي لا يمكن أن يزيح عنها تتمثل في الحصول على حقل قانا كاملاً، الخط 23، عدم الانتقاص من السيادة البحرية، الحفاظ على النديّة في التفاوض، الاستخراج يكون للجميع أو لا أحد”.

ويلفت وزير العمل اللبناني إلى أن “المرحلة المقبلة لما بعد الاتفاق، ترتكز على بدء شركة توتال الفرنسية عملية التنقيب، كما أن مجرد حصول الترسيم سيعطي نوعاً من الاطمئنان ويشجع عملية الاستثمار التي تتطلب في الوقت نفسه استقراراً، وبالتالي، سنكون أمام مشهد حجر الدومينو الإيجابي، مع ما يعطي ذلك من ملاءة اقتصادية للبنان، وطبعاً هذا كلّه يجب أن يترافق مع إجراءات أخرى تتوافر في الداخل اللبناني لإعادة الثقة”.

وعما إذا كان الاتفاق سيقفل باب التصعيد العسكري والحرب الذي يلوح الحزب دائماً بها، يقول بيرم: “لا أحد يريد الحرب، أو يتمنّاها ولكن عندما وجدت المقاومة أنه يجب أن يكون هناك ندية في التفاوض، ويجب أن يشعر المفاوض أن لديه ورقة قوة، تدخلت بحكمة ووضعت ذلك بتصرّف الدولة اللبنانية، وقالت لها بوضوح أنا خلفك لنحافظ على الحقوق”.

وفي وقتٍ يتهم المسؤولون اللبنانيون بالتنازل عن مساحات بحرية عبر التخلي عن الخط 29، والدخول في تسوية على حساب لبنان، ما يضع التصرف الحاصل في خانة “الخيانة الوطنية”، يرى بيرم أن “هذا الكلام غير دقيق، كل ما يحدث اليوم أن هناك محاولة للاستفادة من المتغيرات الدولية للحصول على مكاسب من دون التنازل عن السيادة اللبنانية وهذا أمر بكل الأحوال تحدده الدولة لا جهة أخرى، فهي تحدد حقوقها وبعد ذلك يأتي دور الشعب اللبناني في حماية هذه الحقوق”.

ولا يستبعد بيرم أن تنعكس هذه الأجواء الإيجابية أيضاً حكومياً لنشهد حكومة جديدة للبلاد قريباً.

ومنذ أيام، لوحظ صدور تصريحات مكثفة من قبل فريق الرئيس عون، السياسي والإعلامي، تلمّح إلى أجواء إيجابية جداً في ملف ترسيم الحدود البحرية، وأن الأسبوع المقبل سيشهد حدثاً كبيراً يستعيد من خلاله لبنان حقوقه السيادية والوطنية.

ولم تقتصر التصريحات “التفاؤلية” على فريق الرئاسة اللبنانية، بل جاءت أيضاً من جانب حلفاء عون، على رأسهم “حزب الله”، وكان لافتاً قول وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، أمس الجمعة، إن موعد الإعلان عن تحرير حقوق لبنان في ثروته البحرية اقترب، في نصر جديد لكل لبنان.

ويسعى عون في الشهر الأخير من ولايته التي امتدت ستّ سنوات، إلى أن يسجّل لعهده الذي شهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد إنجاز ترسيم الحدود البحرية، في حين يسجل أيضاً لنفسه “حزب الله” هذا الإنجاز، ربطاً بالدور الذي لعبته “مسيراته” التي أطلقها عند حقل كاريش النفطي، وتصريحات الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، التي تصب في خانة التصعيد العسكري، والتي ساهمت في تأجيل الأنشطة في الحقل، وقوّت الموقف اللبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى