أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

الشيخ رائد صلاح يطالب الأحزاب العربية أن تعيش واقع الجماهير لا أن تخاطبها أيام “الانتخابات” فقط

 ما دام هناك احتلال فالأقصى سيبقى في خطر

دخول “الموحدة” إلى الائتلاف الحكومي والتصريحات الصادرة عن قيادتها صادمة جدا للجميع ولكل ثوابتنا

 

موطني48| طه اغبارية

طالب الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الأحزاب العربية أن تعيش واقع الجماهير العربية وتلتحم مع همومها لا أن تخاطبها فقط في مواسم انتخابات السلطات المحلية أو انتخابات الكنيست الإسرائيلي.

جاءت تصريحات الشيخ رائد خلال مقابلة صحفية لموقع “الحمرا” في منطقة الجليل مع الإعلامي إيهاب حنا.

 

“حتى ينام كل طفل فينا قرير العين”

 

في مستهل اللقاء، تحدث الشيخ رائد عن مشروع إفشاء السلام وما نجح في تحقيقه إلى الآن ودخوله إلى معظم البلدات العربية وتشكيل لجان افشاء سلام محلية، مؤكدا أنه “مشروع مصيري لكل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، نطمع في آخر سطر من هذا المشروع أن ينام كل طفل منا في بيته قرير العين، سواء كان هذا الطفل من أهلنا المسلمين او المسيحيين أو الدروز في كل بلدة من بلداتنا في الداخل دون استثناء”.

واستهجن رئيس لجان إفشاء السلام، قرار وزيرة الداخلية الإسرائيلية الأخير، تمديد أمر منعه من السفر خمسة أشهر، وربط القرار في نشاطاته بمشروع إفشاء السلام، وقال بالخصوص: هذا موقف يدين الوزيرة ويجعلها متهمة لأنها يوم أن تهاجم لجان إفشاء السلام وكأنها تدفع مجتمعنا نحو العنف. حتى لو مُنعت من السفر فبيوت أهلنا في جليلنا ومثلثنا ونقبنا ومدننا الساحلية واسعة، بالإمكان أن نبقى فيها مع أهلنا الكرام حتى نلقى الله تعالى”.

 

اعتذر من عائلته

 

عن تجربة السجن ومعاناة عائلته، أكد الشيخ رائد أن همه هو الحفاظ على الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية بلا مساومة، وطلب من عائلته، الوالدة والزوجة والأولاد والاحفاد والأصهار، أن يسامحوه على تقصيره معهم خلال فترات غيابه القهرية.

 

الأحزاب العربية وانتخابات الكنيست

 

حول أسباب رفضه المشاركة في انتخابات الكنيست، أكد الشيخ رائد أن موقفه مرتبط بالأساس من خلال “تجربة الكنيست التي عاشها مجتمعنا منذ أكثر من 70 عاما، نتائجها واضحة للجميع وثمارها تكاد تؤول الى الصفر لم تحق لنا حقا ولم ترفع عنا ظالما، رغم الفتات، وهي بقيت مجرد منصة إعلامية للاحتجاج لأعضاء الكنيست العرب، حتى لو كانوا في دائرة الائتلاف الحكومي او خارجه”. كما قال.

وأضاف أن “الكنيست الأخيرة، اعطتنا تجربة متكاملة، بعض أعضاء الكنيست بقي في المعارضة والمحصلة لا شيء، والبعض دخل إلى الائتلاف الحكومي، وهي القائمة الموحدة، فماذا كانت النتيجة؟! استمر هدم البيوت في كل مواقع مجتمعنا، استمرت مأساة التمييز التي تعاني منها السلطات المحلية العربية، استمرت آفة العنف تتعمق وتنتشر، باختصار استمرت مأساة حياتنا في ظل كل الحكومات الإسرائيلية بدون استثناء، وآخرها كانت حكومة بنيت لبيد، ظلت مأساتنا كما كانت في الماضي”.

وأكد ان مسيرة شعبنا في الداخل، يجب أن تمر بانتخاب لجنة المتابعة بصورة مباشرة وتفعيل لجان المتابعة في مختلف مجالات حياتنا وإقامة صندوق مالي قومي لدعم صمود شعبنا في الداخل، مشيرا إلى ان تفعيل لجان المتابعة سيحدث تلاحما حقيقيا بين القيادة والجماهير.

حول مشاركة القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي، رأى الشيخ رائد أن خط الانحراف عند الأحزاب العربية المنخرطة في الكنيست، بدأ حين أوصت القائمة المشتركة على غانتس ثم لبيد لرئاسة الحكومة، مضيفا “ثم جاءت القائمة الموحدة وبالغت في خط الانحراف ودخلت في ائتلاف حكومي ولم تقف عند حد الدخول كعضو في الحكومة، بل صدر منها مواقف وتصريحات كانت صادمة جدا للجميع ولكل ثوابتنا بشكل صارخ، وحتى الآن لا استطيع ان اعقل أو أتفهم تلك المواقف والتصريحات”.

وتابع بالقول “بالمقابل كانت هناك وعود انه ستكون هناك إنجازات جبارة، ولكن مآسينا ظلت كما هي عليه الآن إن لم تتفاقم مع شديد الأسف، وهذا يعني ان كل الحكومات الإسرائيلية تعاملت معنا من خلال مواصلة تكريس الظلم في مسيرة حياتنا”.

 

الانقسام

 

عن الانقسام الذي حدث في الحركة الإسلامية على خلفية انتخابات الكنيست عام 1996، قال الشيخ رائد “عشنا مع الشيخ عبد الله نمر درويش- رحمة الله عليه- لسنوات طويلة في وحدة دائمة، ثم كان هناك تباين في الاجتهادات، وشعرنا اننا حتى نحافظ على ثوابتنا التي نمونا عليها في مسيرة حياتنا في دائرة الحركة الإسلامية في تلك الأيام، يجب ان نبقى على العهد مع تلك الثوابت دون الميل عنها، بناء على ذلك حدث الانشقاق وكان مرا على القلوب وآلامه لا يمكن ان ننساها ولا تزال في داخلنا”.

وفي سؤال حول ادّعاء الدكتور منصور عباس انه تلميذ الشيخ عبد الله نمر درويش، قال الشيخ رائد “صحيح أن الشيخ عبد الله- رحمه الله- كان من أصحاب الاجتهاد لدخول حلبة الكنيست، ولكن اجزم انه لو كان حيا الان، لرفض بالمطلق كل هذا الاجتهاد الذي قامت به القائمة الموحدة من دخول الى الائتلاف الحكومي وما صدر عنها من مواقف ومن تصريحات”.

في رسالته إلى الأحزاب العربية، قال الشيخ رائد “حتى الآن الأحزاب العربية بحاجة إلى أن تعيش الشارع مع جماهيرنا والواقع، تلتحم مع آلام جماهيرنا بشكل دائم، سهل جدا ان نخاطب الجماهير فقط في مرحلة دعاية انتخابية للسلطات المحلية العربية او الدعاية لانتخابات الكنيست ثم نغيب عن هذه الجماهير، للأسف في غالب الأحيان هذه المعادلة هي التي تحكم جدلية العلاقة بين احزابنا وجماهيرنا. لذلك جماهيرنا تعاني وتتمنى ان يكون هناك التفاف حول همومها والعمل الجاد من خلال مشاريع جادة مستديمة.

 

الأقصى في خطر

 

فيما يخص تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، قال الشيخ رائد صلاح: “ما دام الأقصى يخضع للاحتلال فهو في خطر، والواقع يؤكد ان مظاهر الاعتداء على الأقصى تزداد وتتصاعد، لدوام خضوعه للاحتلال. فيما مضى كان يعاني من اقتحامات متباينة من حيث البعد الزمني ثم تحولت الى أسبوعية ثم الى شبه يومية وبأعداد كبيرة، ثم بدأ يرافق الاقتحامات مطلب إقامة صلوات تلمودية وغيرها من طقوس. هذه الأمور تدل ان الأقصى ما دام الاحتلال فهو في خطر”.

 

“التهديد المصيري لمجتمعنا”

 

في ختام اللقاء الصحفي توجّه الشيخ رائد صلاح برسالة إلى أبناء المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني قائلا: “أعبر عن حبي لكل مجتمعي في كافة البلدات بدون استثناء، للأهل رجالا ونساء من أهلنا المسلمين والمسيحيين والدروز، لكل أبناء مجتمعنا على اختلاف اجتهاداتهم السياسية. نحن في لحظات بحاجة للحفاظ على وجودنا أمام تهديد مصيري اسمه غول العنف، تعالوا بنا لنصنع من لجان افشاء السلام سفينة نجاة تنقل مجتمعنا الى بر الأمان والأمن. إن وثقنا بأنفسنا متوكلين على الله سننجح ولو بعد حين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى