أخبار رئيسية إضافيةمقالاتومضات

أربعون عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا.. التنفيذ لبناني والإشراف إسرائيلي

الإعلامي أحمد حازم

 

مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين يقع في الشطر الغربي من العاصمة بيروت، ومساحته كيلو مترا مربعا واحدا، ويبلغ عدد سكانه اليوم حوالي 12 ألف نسمة (رقم غير رسمي)، من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان. هذا المخيم أعرفه جيدًا، وقضيت فيه أياما عديدة في سنوات متفرقة كنت خلالها في مهام صحفية. هذا المخيم قالت عنه صحفية ألمانية: “العين تدمع لرؤيته” فما بالك عندما يمتلئ هذا المخيم بالقتلى فهل يبقى دمع في العين؟

تعرض مخيم صبرا وشاتيلا في شهر سبتمبر/أيلول عام 1982 لاقتحام من قوى اليمين المسيحي في لبنان ونفَّذوا مجزرة وحشية بحق سكانه. المجزرة خططت لها وارتكبتها ثلاث جهات: ميليشيات حزب الكتائب اللبنانية اليمينية، وجيش لبنان الجنوبي وإسرائيل. القتلة اللبنانيون اليمينيون اقتحموا المخيم والقوات الإسرائيلية أمَّنت لهم الدخول وغضت الطرف عمَّا يقومون به. هؤلاء القتلة قاموا بفعلتهم لمدة ثلاثة أيام 14-15-16 14، من ذلك الشهر ومن ذلك العام. حتى العدد 3 هو قاسم مشترك بين الضحايا والزمن والقتلة لأن عدد الذين سقطوا جراء العمل الوحشي الإجرامي في المخيم تجاوز الـ 3 آلاف حسب لجان التحقيق.

40 عامًا مرَّت على المجزرة بحق مخيم صبرا وشاتيلا ارتكبها أعداء القضية الفلسطينية، صهاينة وخونة من اللبنانيين، وفتحوا صفحة في تاريخ المخيم مليئة بحكايات القتل والبطش الوحشي في مجزرة هدفت الى تصفية الفلسطينيين وارغامهم على الهجرة من جديد.

صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رفائيل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي في تلك الفترة، وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك في حكومة مناحيم بيجن، هم أصحاب القرار في المذبحة. هم أبناء الناجين من “المحرقة” يرتكبون المجازر بحق الفلسطينيين.

يقول التاريخ إن ثلاث فرق دخلت إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلًا بلا هوادة: أطفال في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ، رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره.

من يقرأ تاريخ المخيم يرى أنه تعرض لمدة 48 ساعة من القتل المستمر، وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، والآليات الإسرائيلية أحكمت إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلاّ بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية: جثث مذبوحة بلا رؤوس، ورؤوس بلا أعين وأخرى محطمة، كان هناك قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني. هكذا يقول التاريخ والتاريخ لا يكذب.

والفلسطيني في كل مكان في العالم يتساءل لغاية الآن: أين القرارات التي نصَّ عليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولا سيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 (1948) واتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين. والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966). والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، وقرارات أخرى؟ يبدو أنها مجرد حبر على ورق.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى