أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالقدس والأقصىومضات

“شبابيك النور”.. عمل فني عن نوافذ المسجد الأقصى وصناعتها

يروي “شبابيك النور” -وهو فيلم وثائقي- جانبًا من حكايات فنون العمارة الإسلامية بطريقة فنية، لتكون تفاصيلها وألوانها مصدر جذب للزوار، يمنحهم مساحة لتأمل الآيات القرآنية والأشكال الهندسية الدقيقة.

تقول الصحفية المقدسية منار الشويكي: “إن الفيلم يتناول مرحلة ما بعد تكسير الاحتلال الإسرائيلي شبابيك ونوافذ المصلى القبلي في المسجد الأقصى، والمراحل التي يمر بها لإعادة تعمير هذه التحف الفنية، التي يستغرق تصنيعها من ٦ أشهر إلى ٤ سنوات عمل”.

فهذه الشبابيك مستهدفة من الاحتلال الذي يتعمد تحطيمها، فعلى مدار عامين متتاليين كانت تلك الشبابيك أول ما يُكسر مع كل اقتحام للمسجد الأقصى، لإمطار المصلين داخل المصلى القبلي الذي يحتمي به المعتكفون بقنابل الغاز والصوت.

وتشير الشويكي إلى أن لهذه النوافذ أهمية تاريخية وفنية وجمالية كبيرة جدًّا، “فكان يجب تسليط الضوء على ما تؤول إليه هذه التحف الفنية بسبب الاحتلال وأفعاله في المسجد الأقصى المبارك”.

وتضيف: “الفكرة بالأساس هي لمصورة الفيلم مرام بخاري، كانت في البداية مشروع تقرير، وبعد البحث والاستسقاء والتعمق أكثر في الموضوع توجهنا للعمل على فيلم وثائقي يشرح كامل المراحل التي حدثت من تكسير وتهميش، وأهمية هذه الشبابيك، وأسباب استهدافها، وما بعد هذا الاستهداف كيف يعاد تصنيعها وتركيبها والاهتمام بأدق تفاصيل الموضوع من كل الجوانب”.

وتلفت إلى أن إعداد الفيلم يأتي ضمن توجه شبكة القسطل الإخبارية لتوثيق الحياة المقدسية بمختلف أشكالها.

نوافذ جصية المُعشّقة

وفي فيلم “شبابيك النور” تحدث مدير لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المهندس بسام الحلاق عن الغصة التي تصيبه لحظة تحطيم إحدى نوافذ الأقصى، يقول: “أبكي، وأشعر كأني فقدت أحد أبنائي، فعملية تحطيم النوافذ تجري بلمح البصر، على حين صناعة الواحدة منها تستغرق أكثر من 6 أشهر”.

هذه النوافذ الجصية التي تتزين بالأشكال الهندسية والزخارف النباتية يركب عليها الزجاج الأبيض لحماية النافذة الداخلية المُعشّقة، والحفاظ عليها من العوامل الجوية، ومن أجل السماح للضوء بالدخول إلى المسجد.

ويلفت الحلاق في الفيلم إلى أن عملية التصنيع والترميم للنوافذ تقوم بها أيدٍ فلسطينية بأدوات بسيطة، علمًا أن النقوش والرسوم تختلف في كل واحدة عن الأخرى.

رسالة واضحة

وترى الشويكي أن رسالتها من عمل هذا الفيلم واضحة، وهي لتأكيد أن كل حجر في مدينة القدس يقاوم، “كل زجاجة مستهدفة بالتنكيل والتهميش والتكسير ومحاولات سطو وسيطرة وطبع صورة بشعة على الأماكن، إلا أن كل ما في مدينة القدس يقاوم للحفاظ على القدس العربية بوهجها وتألقها وقدسيتها وعظمتها” وفقًا لحديثها.

وتوضح أن الفيلم سلط الضوء على استهداف الاحتلال نوافذ الأقصى، وماذا يعني ذلك، ويبين الكثير من الحقائق التي تؤكد تعمد الاحتلال تكسيرها وتخريبها، وجعلها مداخل عذاب للمعتكفين، وكيف يحاول تشويه الصورة البهية للمسجد القبلي وجعله مكانًا غير آمن.

وتحاول الشويكي وصف الصورة بأهمية تلك الشبابيك، بقولها: “تمثل صورة بهائية للمسجد الأقصى وبالتالي للقدس بأكملها، هذه الشبابيك تمثل الحماية، وبتكسيرها كأن الاحتلال يريد إثبات أن لا حماية ولا أمان في القدس، على عكس الواقع، فإن إعادة تعمير هذه الشبابيك أكبر دليل على تجديد التمسك بالمقاومة والأمان في تلك المدينة”.

وتنبه إلى أن هذه الأفلام الوثائقية تأتي للتذكير بما تواجهه القدس ومقدساتها، وإظهار التنكيل والترهيب والتكسير بحق القدس وأبنائها وشعبها، مؤكدة أهمية تركيز الإعلام أكثر على ما يحدث في القدس، لأن أي تغيير في المدينة إن لم يجد جهة توثقه فسيعتمد شكله الجديد التهويدي، في محاولة صارمة لأسرلة القدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى