أخبار رئيسية إضافيةالضفة وغزةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

تقرير| “أطباء حول العالم – تركيا” ترعى جرحى غزة

– الجمعية تقدّم رعاية طبية منزلية لجرحى التصعيد الأخير على قطاع غزة ومستفيدين آخرين من خدماتها
– الطفل محمد الضعيفي أحد جرحى التصعيد الأخير يتلقى خدمات الجمعية حتى يصل لمرحلة الشفاء التام
– مدير المشروع بغزة: تعاملنا مع 40 جريحًا تم شفاء 16 منهم ونفّذنا خلال 2022 33 ألف جلسة علاج طبيعي

داخل منزله في بلدة جباليا شماليّ قطاع غزة، يتلقّى الطفل محمد الضعيفي رعاية صحية تحت إشراف طبّي، لمعالجته من جرّاح أُصيب بها خلال التصعيد الإسرائيلي الأخير.

الضعيفي (9 سنوات) أصيب في 6 أغسطس/آب الجاري بشظايا صاروخ في رأسه ويديه وأقدامه، الأمر الذي أعاق قدرته على الحركة بشكلٍ طبيعي.

إلى جانب الرعاية الصحية المنزلية، يخضع الطفل إلى جلسات علاج طبيعي على يد أطباء مُتخصصين ضمن طاقم يتبع لجمعية “أطباء حول العالم – تركيا”.

كما يُقدّم الطاقم خدمات الدعم النفسي للطفل الذي طرأ تغيّرٌ كبيرٌ على سلوكه بعد إصابته و”استشهاد” عدد من أصدقائه.

وفي 5 أغسطس، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية بالقطاع استهدفت حركة الجهاد الإسلامي طوال 3 أيام، وأسفرت عن مقتل 49 فلسطينيًا بينهم 17 طفلاً وإصابة مئات.

ويعدّ محمد واحدًا من عشرات الأشخاص الذين يتلقّون خدمة الرعاية الصحية المنزلية المُقدّمة من جمعية “أطباء حول العالم – تركيا”.

لحظة الإصابة

بعد خروجه من المسجد الذي يرتاده لحفظ القرآن، مساء 6 أغسطس، أُصيب محمد وعددٌ آخر من الأطفال في بلدة جباليا بصاروخ إسرائيلي، بحسب قول والده “حسن”.

وأضاف الوالد: “أُصيب محمد بـ 5 شظايا في رأسه، فيما أصابت شظايا أُخرى باقي أنحاء جسده كاليدين والحوض والقدمين”.

وأوضح أن الشظايا ما زالت داخل جسده حيث يتم إخراج بعضها أحيانًا، بانتظار أن يطرد الجسد ما تبقى منها بشكلٍ تلقائيّ.

وذكر الوالد أن “الشظايا الموجودة في الرأس تُسبب آلامًا للطفل مع مضاعفات صحية مثل الإغماء والاستفراغ”.

واستكمل قائلاً: “الأطباء قالوا إنه من غير الممكن التعامل حاليًا مع شظايا الرأس، وأمام محمد 3 خيارات، إما أن يتأقلم ويتعايش معها، أو يطردها الجسد تلقائيا، أو في حال سببت مضاعفات صحية يتم تحويله إلى قسم المخ والأعصاب في المستشفى للتعامل معها”.

محمد يعاني أيضًا من مشاكل في أعصاب القدم التي ما زال يستقر فيها عددٌ من الشظايا، إلا أن هذه المشاكل لم تتضح ماهيّتها بعد، حيث سيواصَل التشخيص نهاية الأسبوع، وفق والده.

هذه المشاكل تُعيقه عن الحركة بشكل سليم، حيث خضع لجلسات علاج طبيعي (فيزيائي) لتمكينه من المشي الصحيّ والسليم باستخدام العكاكيز، على يد طبيبة من الجمعية التركية.

ويشير الوالد إلى أن طفله يعاني كذلك من “انخفاض في نسبة الدم بالجسد بسبب النزيف الذي تعرّض له يوم الإصابة”.

إصابات محمد لم تقتصر على الجانب الجسدي وحسب، فقد خسر خلال هذه “الجريمة” صديقه المقرّب، وعددًا آخر من أبناء حارته، الأمر الذي أثّر بشكل سلبي على نفسيّته.

وهنا يوضح الوالد أن طفله “بات سريع الانفعال والعصبية ومنطويًا على ذاته ومكتئبًا أحيانًا، فضلًا عن فقدانه شهيّته للطعام”.

خدمات طبية

بدوره، يقول محمد حجّي، مدير مشروع غزة في الجمعية، إن الطاقم الطبي يُجري زيارة كل 3 أيام لمنزل محمد، لتقديم الخدمات اللازمة له.

ويضيف، إن الجمعية “تحرص على توفير كافة المستلزمات الطبية التي يحتاجها محمد أو أي جريح آخر، في الفترات التي لا يتم زيارتهم خلالها”.

ويتابع أن “طاقم الجمعية يقدم خدمات التثقيف الطبي لأحد أفراد العائلة للتعامل مع الجريح وكيفية تنظيف الجرح وتجديد غياراته”.

ويؤكد حجّي أن “الجمعية ستواصل تقديم خدماتها لمحمد، حتى يصل إلى مرحلة التعافي التام”.

وأفاد أنه “بعد انتهاء التصعيد الأخير على غزة، تعامل طاقم الجمعية مع 40 جريحًا، تم تخريج 16منهم بحالة شفاء تام”.

وتسعى الجمعية لزيادة أعداد الجرحى المستفيدين من خدماتها خلال الفترة المقبلة، وفق حجّي.

وأضاف أنه منذ بداية العام 2022، “نفذت جمعية أطباء حول العالم – تركيا، نحو 33 ألف جلسة لصالح 500 مريض، تم تقديم خدمات الرعاية الطبية وجلسات العلاج الطبيعي والدعم النفسي لهم”.

وأشار إلى أن “الوضع الصعب للقطاع الصحي بغزة في ظل النقص في الاحتياجات والإمكانيات الأولية نتيجة الأزمات المتكررة، يتطلب العمل المُضاعف والمتواصل لمساعدة الأشخاص المستهدفين”.

واستكمل قائلاً إن “وضع القطاع الصحي والوضع العام لم يكن يتحمّل اندلاع أزمة جديدة في غزة، فتداعيات أزمة مايو/أيار الماضية ما زالت قائمة ولم تتمّ معالجتها بعد”.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن المنظومة الصحية بالقطاع تعاني جرّاء استمرار الحصار الإسرائيلي من نقصٍ حادّ بنسبة 40 بالمئة بالأدوية الأساسية، و32 بالمئة من المستهلكات الطبية، و60 بالمئة من لوازم المختبرات وبنوك الدم.

وحذّر حجّي من الآثار السلبية التي تخلّفها هذه الأزمات (الحروب والعمليات العسكرية)، على الوضع النفسي لسكان القطاع، خاصة الجرحى منهم.

وبدأت جمعية “أطباء حول العالم” التركية نشاطها في المجالين الصحي والإغاثي في قطاع غزة، عام 2015، يستفيد منها الفقراء والمتضررون من الحروب.

ويعيش في قطاع غزة أكثر من مليوني فلسطيني، يعانون أوضاعًا معيشية صعبة، جرّاء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ عام 2007.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى