بعد انسحاب فرنسا من مالي.. الجهاديون يسيطرون على 3 أرباع البلد ومرتزقة فاغنر وجها لوجه معهم
حذر خبير أممي من أن الجهاديين باتوا يسيطرون على 3 أرباع دولة مالي، فيما ذكرت صحيفة فرنسية أن مرتزقة فاغنر موجودون في الجبهة الأمامية للتصدي لهم.
ونسبت صحيفة “لوتان” Le Temps السويسرية إلى خبير مستقل مكلف من قبل مجلس حقوق الإنسان قوله إن الوضع في مالي ما فتئ يتدهور في الوقت الذي غادر فيه آخر الجنود الفرنسيين البلد، وأصبحت باماكو تعتمد على القوة العسكرية الروسية.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء في العاصمة السنغالية دكار قال الخبير السنغالي عليون تاين المعين من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن 3 أرباع الأراضي المالية خرجت الآن عن سيطرة باماكو.
وشدد تاين -الذي لم يكتف بالبقاء في العاصمة باماكو، بل زار مدنا أخرى بما في ذلك مينيكا في الشمال والتي تسيطر الجماعات الجهادية على جلها- على أن العنف لا يقتصر على تلك الجماعات، بل يشمل أيضا جماعات الدفاع المحلية التي ترتكب هي الأخرى انتهاكات لا تقل بشاعة عن أعدائها، كل هذا في ظل “عدم كفاءة” القوات المسلحة الوطنية المالية في حماية السكان، حسب قوله.
فهل تنجح موسكو حيث فشل الفرنسيون والأوروبيون وتبسط الأمن في مالي؟ تتساءل صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) في تقرير لها ذكرت فيه أن القوات العسكرية الفرنسية -التي كان عددها في وقت من الأوقات أكثر من 5 آلاف جندي في مالي- حل محلها بضع مئات من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية.
ولفتت لوفيغارو إلى أن هؤلاء المرتزقة هم الموجودون الآن على خط المواجهة للتصدي للجهاديين في مالي.
وعد لافروف
وأوردت الصحيفة الوعد الذي قدمه رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف للمجلس العسكري في مالي أول أمس الاثنين بأن موسكو ستقدم لباماكو “مساعدة متعددة الأوجه لمحاربة الإرهابيين من جميع الأطياف”.
لكن الصحيفة شككت في قدرة مرتزقة فاغنر على الاضطلاع بهذه المهمة الشاقة، قائلة إنهم مطالبون اليوم بإثبات خبرتهم في مكافحة الإرهاب، خصوصا أن اختصاصهم الأساسي هو الأمن الرئاسي كما هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى، وسجلهم في تدريب القوات رديء للغاية كما يظهر بشكل خاص في سوريا، حسب زعم لوفيغارو.
وأوضحت لوفيغارو أن مشاركة فاغنر بالعمليات في مالي تزامنت مع عمليات للجيش في ظل اتهامات بانتهاكات ضد السكان المدنيين وثقتها منظمات غير حكومية كما حدث في مورا وموبتي، حيث قتل 200 شخص على الأقل في نهاية مارس/آذار الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن التقدم الروسي في أفريقيا يقاس بمعيار الحرب الهجينة، إذ لا يقتصر على العمليات العسكرية، بل يشمل أيضا مجموعة كاملة من “الوسائل غير النظامية، وغير القانونية في كثير من الأحيان” التي تهدف إلى توسيع نفوذ روسيا، مثل التضليل الإعلامي والتدخل في الانتخابات ودعم الانقلابات وصفقات السلاح مقابل الموارد.
وأشارت لوفيغارو إلى أن تاريخ الوجود الروسي في أفريقيا قديم، فقد وصل عدد المستشارين السوفيات بأفريقيا إلى 40 ألف “مستشار” في ذروة الحرب الباردة.
ونسبت الصحيفة إلى نيكولا نورماند -وهو سفير فرنسي سابق في باماكو- قوله إنه لا يتوقع أن تستمر روسيا في الاستثمار المكلف في مالي، خصوصا أن “المرتزقة يكلفون 10 أو 12 مليون يورو شهريا، فيما يقع البلد تحت طائلة العقوبات، وقد لا يمكنه الاستمرار في الدفع”، حسب قوله.
لكن ما يحز في نفس الخبير السنغالي عليون تاين هو أن تتم التضحية بحقوق المدنيين في مالي في ظل الاستقطاب الدولي الحالي بسبب حرب أوكرانيا، وهو ما عبر عن تشاؤمه بشأنه بسبب ما يضعه المجلس العسكري في مالي من عراقيل في وجه القوات الأممية بمالي، حسب رأيه.