أخبار رئيسيةمقالاتومضات

غزة جابرة الخواطر في الماضي وفي الحاضر

الشيخ كمال خطيب

 

الجرح الذي لا يندمل:

لعل أصعب الجراحات، وأكثرها إيلامًا هي جراح اللسان، فليس أنها فقط تؤلم وتوجع وتلهب، بل إنها جراح قد يطول أمد اندمالها والتئامها، وقد لا يتحقق ذلك وإن طالت الأيام كما قال الشاعر:

جراحات السنان لها التئام    ولا يلتئم ما جرح اللسان

قيل يومًا لأعرابيّة: “ما الجرح الذي لا يندمل؟ قالت: حاجة الكريم إلى اللئيم، ثم يرده فلا يعطيه. ثم قيل لها وما الذل؟ قالت: وقوف الشريف بباب الدنيء، ثم لا يؤذن له”.

وإن أصعب الجراحات ليست تلك التي يوقعها بك الأعداء، لأن هؤلاء يُتوقع منهم ذلك، وإنما الأصعب هي تلك التي يوقعها بك الأصدقاء والأقارب كما قال الشاعر:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة      على المرء من وقع الحسام المهند

لقد وصفت الأعرابية الرجل الكريم الذي يحتاج إلى اللئيم، فلا يعطيه حاجته ويرده، بأنه جرح لا يندمل. ووصفت وقوف الشريف على باب الدنيء، ولا يسمح له بالدخول وهو صاحب الأيدي المفتوحة، والأبواب المشرعة، فيكسر خاطره، بأنه الذلّ. وقد كان أحد الصالحين يستعيذ بالله من هذه اللحظات، وهذه المواقف فيقول: “اللهم لا تنزل دموعي عند من لا يقدر خاطري”. لأن من لا يقدر خاطر أصحاب الدموع، فيعتبرها دموع ضعف أو خوف أو مصلحة، أو ما سوى ذلك، فإنها تسيء وتضعف مكانة من نزلت دموعه بصدق.

 

الله يجبر خاطر حبيبه ﷺ

ولقد تكرر هذا المشهد كثيرًا في السيرة الشريفة، وفي مسيرة رسول الله ﷺ في دعوته، وقد يكون أن يمر بالظروف الصعبة والمواقف المؤلمة، وحينها كان الله جل جلاله يواسيه ويعزيه ويجبر خاطره المكسور. فلا يدعه للئيم ولا لدنيء يتشفيان فيه.

عن عبدالله بن عمرو أن النبي ﷺ تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُۥ مِنِّى) سورة ابراهيم آية 36. وقول الله في عيسى عليه السلام:(إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) المائدة آية 118. فرفع ﷺ يديه إلى السماء وقال: “اللهم أمتي أمتي”. فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد (وربك أعلم) فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله بما قال (وهو أعلم) فقال الله: “يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنّا سنرضيك في أمتك، ولا نسوءك”. هكذا جبر الله خاطر حبيبه محمد ﷺ، وجبر الله خاطر حبيبه محمد ﷺ بعد رحلة الطائف، حيث لاقى فيها ما لاقى من إساءات وشتم وتطاول صبيان وسفهاء ثقيف عليه ﷺ، حتى سال الدم من جسده الشريف، فليس أن الله قد جبر خاطره فقط يوم أرسل إليه جبريل كما ورد في الحديث الشريف: وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلّم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا”. بل جبر الله خاطر حبيبه محمد ﷺ بعد رحلة الطائف، وبعد موت خديجة برحلة الإسراء والمعراج، واستضافة الله له في السموات العلى عند العرش عند سدرة المنتهى.

وجبر الله خاطر حبيبه محمد ﷺ يوم الهجرة التي ما زلنا في أفياء ذكراها، وقد أخرج من مكة موطنه وهي أحب البقاع إلى قلبه وقد وقف على تلٍ يقال له “الجزورة” وهو موضع يطل على مكة فقال وهو يبكي، والعبرات تخنقه: “ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك، والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت”. فجبر الله خاطر حبيبه محمد ﷺ وأنزل عليه : (إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍۢ) القصص 85. أي أنه سيعود إلى مكة فاتحًا منتصرًا ووعده أن يعطيه حتى يرضيه، (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى 5.

 

الله يجبر خاطر أحبابه في الدنيا وفي الآخرة 

إن الله سبحانه وتعالى يعلم أننا لسنا ملائكة ولا أنبياء معصومين، وإنما نحن من بني آدم، وكل ابن آدم خطاء، وجبر خاطرنا لمّا قال لنا بأنه سيغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا إذا استغفرناه وتبنا إليه فقال : (قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) الزمر 53. وقال: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء 110.

 

وإنه سبحانه يجبر خاطرنا ويجبر كسرنا ولا يتركنا لنفوسنا في لحظات الضعف كما حصل بعد هزيمة أحد لمّا قال: (وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) آل عمران 139.

وإنه سبحانه يجبر خاطرنا لما أنه يجبر نقصنا وتقصيرنا، بل والخلل الذي يكون منا في عباداتنا له سبحانه، ففي الحديث الشريف: “إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ”.

وإنه سبحانه يجبر خاطر عباده المؤمنين بأن يهوّن عليهم أهوال يوم القيامة وطوله، فلما نزل قوله سبحانه: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ*تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) سورة المعارج. فقيل لرسول الله ﷺ: “يومًا كان مقداره خمسين ألف سنة، ما أطول هذا اليوم. فقال النبي ﷺ: “والذي نفسي بيده إنه ليُخفف على المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا”. فهل جبرٌ للخاطر أعظم من هذا أيها الناس؟

وإن الله يجبر خاطر عباده المؤمنين يوم القيامة بما سبق وجبروا هم خواطر الناس في الدنيا. وقد قال في هذا رسول الله ﷺ: “من نفّس عن مؤمن كُربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة، ومن يسرّ على معسر، يسرّ الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه”. فإذا كنت أنت تجبر خاطر مسلم، فتنفس عنه كربه، أو تيسر على معسرٍ، أو تستر مسلمًا، فإن الله سيجبر خاطرك في موقف أحوج ما تكون إليه، إنه موقف يوم القيامة، ينفس كربك وييسر أمرك ويستر عيبك.

 

الحبيب محمد يجبر خاطر أحبابه:

كل مسلم يُحب أن لو كان عايش ورأى رسول الله ﷺ، ولأن هذا شرفٌ لم ننله في الدنيا، فإنه ﷺ قد جبر خواطرنا نحن الذي نحبه ونحن إليه ونشتاق إليه، ونتمنى أن لو كنا إلى جانبه نذود عنه، وننافح عن دعوته، فكيف كان ذلك؟

عنْ أبي هريرةَ أَنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ أَتَى المقبرةَ فَقَال: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَار قَومٍ مُؤْمِنينِ وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّه بِكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أَنَّا قَدْ رأَيْنَا إِخْوانَنَا قَالُوا: أَولَسْنَا إِخْوانَكَ يَا رسُول اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابي، وَإخْوَانُنَا الّذينَ لَم يَأْتُوا بعد قالوا: كيف تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسولَ الله؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحجَّلَةٌ بيْنَ ظهْريْ خَيْلٍ دُهْمٍ بِهْمٍ، أَلا يعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بلَى يَا رسولُ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّهُمْ يأْتُونَ غُرًّا مَحجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأَنَا فرَطُهُمْ على الحوْضِ” رواه مسلم.

لا بل إن جبره ﷺ لأحبابه، يتجلى يوم القيامة وهم الذين فاتتهم صحبته في الدنيا وقد قال ﷺ لأصحابه: “أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي رَبِّيَ اللَّيْلَةَ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ”. وفي رواية الإمام أحمد: “قالوا يا رسول الله ننشد الله والصحبة لمَا جعلتنا من أهل شفاعتك، قال: فلما أضبّوا عليه (كثر عليه الناس ازدحموا وهم يطلبون أن يكونوا من أهل الشفاعة) قال: فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك بالله شيئًا من أمتي.

 

غزة جابرة الخواطر في الماضي وفي الحاضر

 

في الوقت الذي كانت الأمة الإسلامية تعيش أصعب ظروفها وهي تتلفع بعباءة الذل والهوان، وتداس كرامتها بسنابك خيل الجيش الذي لا يقهر يومها، التتار. الذين سبقوا واحتلوا بغداد ودمروها، وقتلوا مليونين من أهلها، وأصبحت الإمارات الإسلامية المتصارعة فيما بينها تنتظر دورها لترفع الرايات البيضاء أمام زحوف التتار، في الوقت الذي كانت فيه الأمة مهيضة الجناح مكسورة الخاطر، وإذا بغزة العزة تجبر خاطر الأمة كلها، يوم آلت غزة على نفسها وأخذت على عاتقها ألا ترفع الراية البيضاء، وإنما أن تعلن تحديها للتتار حين تقدم الأمير المملوكي بيبرس وجنوده من الحامية المصرية ورجالات غزة وأبطالها لملاقاة طلائع الجيش التتري على أبواب غزة، وكان الانتصار الحاسم وغير المتوقع في ظل الفوارق الهائلة في القدرات بين المعسكرين.

صحيح أن انتصار غزة يومها كان على طلائع الجيش التتري، وليس كل الجيش، لكن هذا الانتصار الذي جاء بعد سنوات وعقود الهوان، والهزائم قد تحول إلى رافعة معنوية كبيرة، وأنه بالإمكان إذًا مواجهة التتار، وأنهم ليس كما قيل لا يُهزمون، فوصلت الأخبار إلى الإمارات الإسلامية في بلاد الشام، فالتقت جيوش الشام مع جيش مصر في مواجهة التتار في سهل عين جالوت في فلسطين، وكانت المعركة الخالدة عين جالوت في تموز ١٢٦٠ ميلادية، التي هُزم فيها التتار شر هزيمة بفعل تأثير هزيمتهم على يد أبطال غزة، وانتصر المسلمون بفعل تأثير انتصار أهل غزة وبطولاتهم في مواجهة التتار، فكانت غزة هي جابرة خاطر الأمة يومها.

وها هو الزمان يعود، وحيث تعيش الأمة أصعب ظروفها، وهي تتلفع بعباءة الذل والهوان، وتداس كرامتها تحت سنابك جيش إسرائيل الذي أصبح يقال عنه ما قيل عن جيش التتار “إذا قيل لك أن التتار قد انهزموا فلا تصدق”. ففي الوقت الذي فيه ليس فقط قد فُتحت لإسرائيل السفارات في بلاد العرب والمسلمين، وفُتحت الأجواء لعبور الطيران الإسرائيلي بفعل مشاريع التطبيع والتركيع، بل إنها المناورات والتحالفات العسكرية بين أنظمة عربية وبين إسرائيل، وفي الوقت الذي أصبح الإسرائيليون يدخلون مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي الوقت الذي غرقت فيه السلطة الفلسطينية حتى أذنيها في مشاريع التنسيق الأمني الخياني، وكاد اليأس يدب في الأمة وهي ترى تدنيس الأقصى، والتهديد بهدمه لبناء الهيكل المزعوم، في هذا الوقت وإذا بغزة العزة تعود لوظيفتها ومهمتها التي لكأن الله سبحانه قد خلقها لأجلها، إنها جابرة خواطر ليس للفلسطينيين فحسب، بل لكل المسلمين، وهي تقف وحدها في مواجهة الجيش الذي قيل عنه أنه لا يُقهر.

ها هي غزة المحاصرة من العرب قبل الإسرائيليين تصمد في مواجهة تتار هذا الزمان في حرب 2008، وفي حرب 2012، وفي حرب 2014، وفي حرب 2019، وفي حرب 2021، وها هي تصمد في حرب 2022 ليس لتنتصر في معركة حاسمة لا تملك فيها مقومات هذا الانتصار، لكنها تنتصر معنويًا وترسل رسائل للأمة أن بالإمكان مواجهة تتار هذا الزمان كما واجهت غزة تتار ذلك الزمان.

وكما جبرت غزة خاطر الأمة مكسورة الخاطر، فإن الله سيجبر خاطر غزة وشهدائها (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 169-171.

وسيجبر الله خاطر أطفال غزة ونسائها ومن هدمت بيوتهم، ومن روعتهم قنابل إسرائيل وصواريخها. نعم سيجبر الله خاطرهم في الدنيا وفي الآخرة (وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ) ابراهيم 42.

وما أجمل ما قاله المرحوم الشيخ الشعراوي: “لو علم المظلوم ماذا ينتظره يوم القيامة لتمنى أن لا يلقى الظالم في الدنيا حتى لا يرد له حقه”.

ثقتنا ويقيننا بالله سبحانه كما غزة كانت جابرة خاطر الأمة في الماضي، فإنها ستكون جابرة خاطر الأمة في الحاضر وفي المستقبل، ولن يظل خاطرنا مكسورًا إلى الأبد بإذن الله، بل إن غيرنا من سيُكسر خاطره ولن يجبر أبدًا، وإن غيرنا من سيتمنى لو أن أمه لم تلده، إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لنفسه ولي ولوالدي بالمغفرة، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى