أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

قمة جدة.. ترتيبات إقليمية و”احتواء” ملفي إيران والنفط

– القمة تعقد بمشاركة قادة السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وعمان ومصر والأردن والعراق.

– ستبحث وفق خبراء، “احتواء” إيران وبرنامجها النووي وتمددها بالمنطقة، وضبط أسعار النفط، وملف الأمن الغذائي الذي يهدد دولا عربية.

– كما تناقش القمة، أزمات المنطقة والملف الحقوقي، فضلا عن تشكيل “ناتو” شرق أوسطي، والملف الفلسطيني الإسرائيلي والتطبيع، وفق الخبراء.

بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة عرب وخليجيين، تشهد قمة جدة، السبت، 7 قضايا “ملحة”، في أولوياتها “احتواء” إيران وأسعار النفط وأزمات المنطقة.

كما تأتي القمة في ضوء بحث “ترتيبات إقليمية” تريد بعث فكرة تشكيل تحالف دفاعي بمنطقة تشهد خطوات أمريكية للأمام ووقوف عربي بالمنتصف.

فيما سيتوارى الحديث الحقوقي ولن يحسم تشكيل “ناتو شرق أوسطي” يشمل إسرائيل رغم مناقشته بالقمة، وفق رصد للأناضول وخبراء معنيين بقضايا المنطقة.

واستشرف الخبراء، 7 قضايا للقمة المرتقبة في ظل حرب روسية أوكرانية مندلعة منذ فبراير/ شباط الماضي، التي أثرت على إمدادات الطاقة وتحالفات المنطقة ودفعت بأول زيارة لبايدن إلى المملكة منذ وصوله السلطة، رغم تعهدات سابقة بـ”نبذها”.

وتشمل القضايا السبعة، “احتواء إيران وبرنامجها النووي وتمددها بالمنطقة، وضبط أسعار النفط، وملف الأمن الغذائي الذي يهدد دولا عربية مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية”.

كما تضم “أزمات المنطقة لاسيما في اليمن وليبيا ولبنان وسوريا وتناول هامشي للملف الحقوقي الخليجي العربي، وآخر رئيسي لتشكيل ناتو شرق أوسطي، والملف الفلسطيني الإسرائيلي العربي وما يتضمنه من حديث عن التطبيع”.

كما تأتي القمة وسط تمسك خليجي عربي بسياسية العصا من المنتصف وأولوية مصالحهم في أزمة أوكرانيا وتداعياتها على المنطقة العربية متعددة الحلفاء لاسيما المتنافسين واشنطن وموسكو وبكين.

ويقابل ذلك سعي واشنطن نحو ترتيبات إقليمية بالحديث عن “ناتو” شرق أوسطي والتقدم خطوات للأمام في اتجاه البحث عن مصالحها الاستراتيجية، واستعادة بريقها بالمنطقة وتعزيز وجودها الحيوي بوجه منافسيها، وفق الخبراء.

ترتيبات ونقاشات ما قبل القمة

 

بحضور بايدن الذي سيكون قادما من جولة بدأت الأربعاء وشملت تل أبيب والضفة الغربية، ستلتئم القمة السبت، بمشاركة قادة دول السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والعراق، وفق ما أعلنته المملكة في 14 يونيو/ حزيران الماضي.

بعد الإعلان السعودي نشطت لقاءات عربية لاسيما على مستوى القادة المشاركين بالقمة، أبرزها قمة مصرية أردنية بحرينية بشرم الشيخ في 19 يونيو، وجولة إقليمية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شملت مصر والأردن وتركيا بين 20 و22 يونيو.

بجانب لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (23 يونيو)، وأول زيارة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمصر (25 يونيو) ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسلطان عمان هيثم بن طارق وملك البحرين حمد بن عيسى ( 27 و29 يونيو).

وركزت تلك اللقاءات وفق رصد الأناضول على الملف الإيراني، ورفض تدخل طهران بالمنطقة، وملفات الأمن الغذائي المتضررة من دول عربية جراء أزمة أوكرانيا والقضية الفلسطينية، والترحيب بقمة جدة، ودعم استقرار المنطقة والحلول السياسية لأزماتها.

وفي 24 يونيو، تحدث ملك الأردن الذي تخشى بلاده من تواجد “مليشيات” إيرانية على حدود المملكة مع سوريا عن دعم “مشروط” لتشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف “الناتو”، وفق حديث لقناة “سي إن بي سي” الأمريكية.

وفي 10 يوليو/ تموز الجاري، كشف بايدن في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن اهتمام بلاده بالعلاقات مع السعودية ولعب دور قيادي حيوي بشرق أوسط أكثر “استقرارا”، متحدثا عن تحديات بملفات إيران والأمن الغذائي وأزمات المنطقة.

وتلاه ذلك بيوم تأكيد، من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أن بايدن سيحمل خلال زيارته “رسالة سلام” من تل أبيب إلى الرياض.

والإثنين، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في تصريحات صحفية، أن بلاده “ستستمر في الانخراط بشكل مكثف في الشرق الأوسط الذي أصبح أكثر تنافسية وإنشاء منطقة أكثر استقرارا وتساعد في معالجة أمن الطاقة العالمي، وتعزيز اندماج إسرائيل فيها”.

وأفاد بأن بايدن سيقدم للقادة خلال زيارته، استراتيجية عن الشرق الأوسط، وسيطرح ملفات منها دعم فلسطين وحل الدولتين واستمرار هدنة اليمن، والملف الإيراني و”ضرورة تزويد سوق النفط بكميات كافية” والأمن الغذائي، ولم يستبعد طرح تحسين علاقات إسرائيل بمزيد من الدول العربية، وضرورة تحقيق تقدم في حقوق الإنسان.

مصطفى يوسف، مدير المركز الدولي للدراسات التنموية والاستراتيجية (مركزه كندا)، توقع أن تسعى “زيارة بايدن لجمع كل الحلفاء التقليديين في مواجهة محور روسيا-الصين، واحتواء إيران إرضاءً للسعودية وإسرائيل، وتناول أزمة الأمن الغذائي المتضررة منها دول عربية جراء أزمة أوكرانيا”، في ظل موقف عربي يقف بالمنتصف وخطوات أمريكية للأمام بالمنطقة.

 

وتوقع أيضا أن تشهد الزيارة “طرح الملف الحقوقي بشكل غير مؤثر لكنه سيثمر عن إفراجات بالمنطقة”.

 

وأوضح أن بايدن “سيركز في الزيارة على النفط ثم النفط فهناك انتخابات تجديد بالكونغرس (نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل) واستمرار ارتفاع سعر النفط سيؤدي لتباطؤ في الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ما يعني خسارة الديمقراطيين”، في إشارة لحاجة واشنطن لضخ المملكة كميات نفط مناسبة لعدم رفع سعره.

 

ورجح “مناقشة الناتو الشرق أوسطي بالقمة، لحاجة بايدن للوبي الصهيوني في الانتخابات المقبلة، وسرعة دمج إسرائيل بالمنطقة بوتيرة أسرع”.

 

وتابع: “لكن مخرجات النقاشات ربما تكون عبر تنسيق غير معلن وغير رسمي لعدم إحراج أي أطراف لم تدخل بتطبيع مع إسرائيل، بمعني أنه سيكون مثل النموذج الذي تم مع البحرين والإمارات (من اتفاقات تطبيع عام 2020)”.

 

قريبا من طرحه، قال نبيل مخائيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “جورج واشنطن”: “زيارة بايدن تريد استمرارا للدور القوي لواشنطن عسكريا واقتصاديا بالشرق الأوسط”.

 

وأضاف: “هناك موضوعات أكثر إلحاحا وأهمية وسرعة مثل برنامج إيران النووي وأسعار النفط وأزمات المنطقة فيما لن تشمل قضايا حقوق الإنسان والجماعات الإرهابية أو تواجد الإسلاميين بمناقشة مستفيضة”.

 

وزاد: “إيران ونفوذها بالمنطقة امتحان صعب لبايدن وسنرى مدى مهارته في تقديم أجوبة عن أسئلة استراتيجية يطرحها عليه القادة العرب”.

واستبعد الخروج بآليات لتطبيع عربي سريع مع إسرائيل “في ظل عدم حل القضية الفلسطينية التي لا تزال هامة للسعودية قبل أي خطوة تطبيعية”.

 

ورجح صدور تعهد خليجي بمقترح أمريكي لدعم برنامج الغذاء العالمي لتأكيد مكانة الخليج في حل مشاكل دولية كالغذاء في ظل تداعيات الصراع الأوكراني الروسي.

 

وأفاد بأن “القمة ستكون لحد كبير ناجحة لأنه لا أزمة خطيرة في علاقات أمريكا بالخليج لاسيما بالسعودية، ولن تفسدها أي خلافات عابرة”.

 

في المقابل، توقع الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية خيري عمر، أن تكون “أسعار النفط والملف الحقوقي قضيتين هامشيتين بالمناقشات الرئيسية بينما ملف إيران رئيسيا”، مستدركا: “لكن الأهم بالقمة هو ترتيبات إقليمية تسعى لها واشنطن”.

 

ولفت أن “ملف الناتو شرق أوسطي أو العربي الإسرائيلي هو ملف رئيس بأجندة القمة وسيناقش ولن يؤخذ بشأنه قرارا لأسباب أبرزها اختلاف العقيدة العسكرية وتباينات المصالح”، معتقدا أن “مصيره سيكون مثل مصير صفقة القرن” التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولم تنجح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى