أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتشؤون إسرائيليةعرب ودوليومضات

الأسرى الأردنيون في سجون الاحتلال.. معاناة مزدوجة

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتجدد معاناة ذوي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال؛ نتيجة حرمانهم من زيارتهم والتواصل الطبيعي معهم.

بعد 6 أعوام من الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني، كحّل الأسير الأردني المحرر أسيد أبو خضير عينيه برؤية ابنته التي تركها طفلة معانقا الحرية، ولكن الاحتلال منعه العودة إلى الأردن ليبقى في الضفة الغربية بعيدًا عن باقي أفراد أسرته، بالتالي تكرست معاناته التي استمرت طوال مدة الأسر، ويستشعر هو وباقي الأسرى مرارة هذا القرار الظالم في أجواء العيد التي تقوم على الاجتماع العائلي.

وجاء قرار منع أبو خضير من العودة إلى الأردن دون سبب واضح؛ تأكيدًا لبطش الاحتلال وغطرسته باقتراف أبشع حلقات التضييق على الفلسطينيين وخنق حرياتهم وحرمانهم من أبسط الحقوق التي كفلتها لهم المواثيق والمعاهدات الدولية.

وتعيش عائلة أبو خضير فرحة التحرير منقوصة بعد منعه من العودة إلى الأردن. يقول شقيقه، أنس أبو خضير لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن قرار منع أسيد من العودة إلى الأردن جائر وغير قانون، ويأتي ضمن حلقات مسلسل الاحتلال لخنق الشعب الفلسطيني وسلب حقوقه.

وأشار إلى أن الحكومة الأردنية لم تطالب حتى الآن بعودة شقيقه الأسير المحرر إلى الأردن، رغم أنه يحمل الجنسية الأردنية، داعيا وزارة الخارجية الأردنية إلى اتخاذ إجراءات لضمان عودة أسيد إلى الأراضي الأردنية.

وأضاف: “رفعنا كتابًا إلى الوزارة الخارجية ولم نتلقّ ردًّا، ولجأ شقيقي إلى تعيين محام عن طريق جمعية حقوق الإنسان في فلسطين لمتابعة وضعه وتحقيق عودته إلى الأردن”.

وفي تصريحٍ سابقٍ، قال أسيد أبو خضير: إنه يصر على موقفه انتزاع حقه القانوني بالسفر إلى الأردن؛ لأنه يحمل الجنسية الأردنية، مشيرا إلى أنه وكل محاميا لمتابعة إجراءات التقاضي أمام محاكم الاحتلال.

ومعاناة أبو خضير هي نموذج لمعاناة الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الذين يعانون معاناة متعددة الأبعاد؛ فهناك معاناة الأسر، والحرمان من الزيارة، وتنتظرهم معاناة خاصة بعد التحرر.

وفي حين تدور الإحصاءات الرسمية عن وجود 18 أسيرًا أردنيًّا في سجون الاحتلال، تشير معطيات أخرى أن العدد لا يقل عن 34 أسيرًا بعضهم من أصول فلسطينية ولديهم أرقام وطنية أردنية.

ومن الأسرى الأردنيين 8 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و7 يقضون أحكاماً تتراوح من 10 إلى 36 سنة، إضافة إلى ثلاثة أسرى يقضون أحكاماً أقل من 10 سنوات، وتتراوح أحكامهم من 5 إلى 8 سنوات.

عبد الله البرغوثي معاناة استثنائية

الأسير الأردني عبد الله البرغوثي الذي في زناين الاحتلال منذ ما يقارب 20 عاما، نموذج آخر للمعاناة، حيث تتهم جهات عائلية وحقوقية الحكومات الأردنية المتعاقبة بعدم متابعة قضيته، وهو صاحب أعلى محكومية في سجون الاحتلال (محكوم بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى 5200 عام، لاتهامه بقتل 67 إسرائيليا خلال سلسلة عمليات نفذت بين العامين 2000 و2003).

وعلق الأسير البرغوثي إضرابه الأخير عن الطعام بعد خوضه معركة الأمعاء الخاوية 14 يوما؛ رفضًا لنقله إلى العزل في معتقل ريمون محاولاً انتزاع أبسط حقوقه المسلوبة.

ونقل البرغوثي بعد العزل إلى سجن شطه ليقضي محكوميته متنقلا بين سجون الاحتلال معزولا ومحروما من أبسط حقوقه مع غياب متابعة الحكومة الأردنية لوضعه في سجون الاحتلال، وفق مصادر عائلية.

يقول شقيق البرغوثي رائف، إن زوجة أخيه الموجودة في فلسطين زارته خلال العشرين عاما 7 مرات فقطـ وحرم والداه من زيارته.

وأضاف “حتى المكالمات الهاتفية معه قليلة نتيجة عدم وجوده الدائم في سجن يحتوي على هاتف يعطي الأسير مدة ربع ساعة للتحدث مع عائلته”.

وبيّن أن عائلته (البرغوثي) عاشت لحظات عصيبة خلال إضراب شقيقه الأخير؛ لكونه يعاني أمراضا في الكلى نتيجة إضراباته السابقة، كما حرم من تعيين محام أردني يتابع وضعه في السجون.

وأشار إلى أن ما يصل إليهم من أخبار عن شقيقه مصدرها أهالي زملائه الأسرى.

ويعد الإضراب عن الطعام الوسيلة الوحيدة التي يعبر فيها الأسير عن رفضه لإجراءات الاحتلال التعسفية ووسيلة ضغط للحصول على حقوقه.

ويؤكد البرغوثي أن هناك مطالبات يقدمها أهالي الأسرى في الأردن لوزارة الخارجية وهي من أبسط الحقوق للأسير الأردني منها: تحديد أوقات معينة ودورية لزيارة الأسرى، وتعيين محامٍ أردني لمتابعة أوضاعهم في سجون الاحتلال، وإرسال ملابس وصحف وطنية داخل السجون.

وتلقت عائلة البرغوثي وعودًا من الوزارة الخارجية بمتابعة وضع ابنهم، وترتيب زيارة قريبة لها، وفق شقيقه.

وعود بتأمين زيارات

وتتابع اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية قضية الأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني وتفعيل حق الأسرى في الحرية وفضح انتهاكات الاحتلال بحقهم وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.

وأعلنت اللجنة رفضها الإجراء التعسفي بحق الأسير المحرر أسيد أبو خضير مطالبة بحقه الطبيعي في التنقل والعودة إلى الأردن بعدما أنهى محكوميته البالغة 6 سنوات.

وأشار الناطق الإعلامي للجنة، الأسير المحرر فادي فرح، إلى عقد لقاء مع وزارة الخارجية الأردنية طالبت خلاله اللجنة بعدة مطالب لتحسين أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال ومتابعة أوضاعهم والعمل على تلبية احتياجاتهم، في سياق استمرار الانتهاكات التي تمارس بحقهم.

وأضاف “طلبنا تأمين عودة الأسير الأردني المحرر أسيد أبو خضير، الذي منعته قوات الاحتلال الصهيوني من مغادرة الأراضي الفلسطينية والعودة إلى الأردن مع زوجته وابنته”.

وأشار فرح إلى أن الخارجية الأردنية طلبت منهم تقديم كشف بأسماء ذوي الأسرى الذين يرغبون بزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال، لتتابع.

وبالرغم من توقيع العديد من الاتفاقيات بين الأردن والاحتلال الصهيوني إلّا أن الأخير يضرب عرض الحائط بالاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان ليعاني أهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال إيقاف الزيارات ومتابعة أوضاع أبنائهم منذ عام 2008.

وقال فرح: “صحيح أن الزيارات متوقفة منذ 2008 بالرغم من قدرة وزارة الخارجية على الترتيب والتنسيق لها إلا أنه ومنذ ذلك الحين لم تتم زيارة جماعية لأهالي الأسرى الأردنيين لأبنائهم في سجون الاحتلال، وهي من أبسط الحقوق التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية”.

وعبّر عن أمله أن تولي الحكومة الاهتمام اللازم لقضية أسرانا، مطالبًا الشارع الحر بوقفة جادة لمساندة الأسرى وأهالهيم في هذه المرحلة الصعبة التي يمرون بها.

وفي تصريحات سابقة، كشف فادي فرح، عن وجود أكثر من 34 أسيراً أردنياً مسجلين لدى اللجنة، وهناك أسرى داخل سجون “إسرائيلية” سرية ولا معلومات عنهم.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى