أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

تنديد ودعوات لوقف الاستباحة الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الكبير في بئر السبع

-“التوجيه العليا” تنظّم وقفة الاثنين المقبل وصلاة جمعة الأسبوع القادم احتجاجا على الانتهاكات بحق المسجد

 

موطني48/ طه اغبارية

تواصل السلطات الإسرائيلية منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، استباحتها للمسجد الكبير في مدينة بئر السبع والذي شُيّد عام 1906 إبان الحكم العثماني في البلاد.

تتعدد صور الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد المنكوب، ومنها تحويله إلى “متحف” ثم محاولة بلدية بئر السبع عام 2002 إقامة مهرجان للخمور في ساحات المسجد، ما أدى إلى احتجاجات من قبل سكان المنطقة آنذاك جرى وقفه على إثرها.

مؤخرا، قرّرت بلدية بئر السبع تنظيم حفل غنائي في باحات المسجد، الأمر الذي استنكرته لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، وقالت في بيان لها إن “مسجد بئر السبع هو وقف إسلامي بحت وملك للمسلمين الذين هم السكان الأصلانيين لهذه البلاد ويجب إعادته إليهم فقط، وعليه إذ نطالب بالتوقف فورا عن المس بحرمة المسجد ومحيطه والسماح للمسلمين بالصلاة فيه لا سيما وأن ممارسة الشعائر الدينية حق أساس لكل الديانات وموثق في القوانين الدولية”.

ودعت لجنة التوجيه إلى تنظيم وقفة احتجاجية بجانب المسجد الكبير في بئر السبع، يوم الاثنين المقبل (الساعة السابعة مساء)، وإلى المشاركة يوم الجمعة المقبل (1/7/2022) في صلاة الجمعة في ساحة المسجد، وذلك احتجاجا على الحفل الغنائي (مهرجان الموسيقى) الذي تنظمه بلدية بئر السبع في المسجد.

وقال الشيخ أسامة العقبي عضو لجنة التوجيه لعرب النقب، إن الاستباحة المتواصلة للمسجد وعمليات تدنيسه من قبل بلدية بئر السبع وأوباش المستوطنين يجب أن تتوقف، داعيا إلى أوسع مشاركة في النشاطات الاحتجاجية التي دعت إليها لجنة التوجيه بهذا الخصوص.

وأكد العقبي في حديث لـ “موطني48″، أن “المسجد هو حق إسلامي خالص ويجب العمل بكل الوسائل المشروعة من أجل تحريره وإعادته لأهله المسلمين لأعماره بالصلوات وإقامة الشعائر”.

وتابع بالقول “مهما حاول الظالمون العربدة والسطو على مقدساتنا وأرضنا، لكن كل شبر فيها يثبت حقنا، وهذا المسجد وغيره من مساجد بلادنا إلى جانب كل معالم أرضنا تشير إلى فلسطينية وعروبية وإسلامية المكان في بئر السبع وفي كل وطننا الحبيب”.

إلى ذلك، ندّد حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني، بإقدام بلدية بئر السبع ومؤسسة ” كيفونيم”/ اتجاهات، على اقامة مهرجان صيفي موسيقي غنائي مع توابعه من خمور وغيرها، في المسجد الكبير ببئر السبع، وذلك مساء كل أثنين من شهرَي حزيران وتموز.

وجاء في بيان للحزب “لم تكتفِ المؤسسة الإسرائيلية بما قامت به من تهجير ومجازر بحق أهلنا في ديرة بئر السبع، فحاولت التنكر للمسجد فحولته الى “متحف” بمنطق القوة، ولكن هذا لا يغير من الحقيقة شيئًا، فمسجد بئر السبع له تاريخ ضارب في جذور هذه الأرض منذ العام 1906، حيث بناه العثمانيون، وفي ساحته حيث يريد الإسرائيليون الرقص والغناء، كان يلتقي الأهل والتّجار من كل أطراف الشام وسيناء”.

ودعا البيان إلى “رفع الصوت في وجه السلطات الإسرائيلية لتوقف نكأ جراح نكبة شعبنا بهذا الانتهاك الصارخ لحرمة المسجد”.

 

خلفية تاريخية

يقول الدكتور منصور النصاصرة، الباحث والمحاضر الجامعي في العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة بئر السبع وابن ديرة بئر السبع، إن المسجد الكبير في بئر السبع بناه آصف بيك الدمشقي في نهاية الحقبة العثمانية، وهو ليس الوحيد في المدينة حيث هناك المسجد الصغير في الجهة الجنوبية من المدينة.

وأضاف أن هذا المسجد وغيره من المساجد التاريخية في منطقة بئر السبع، هي إرث إسلامي فلسطيني تؤكد هوية المكان وفلسطينية بئر السبع التي كانت تعج بالحياة. مسجد بئر السبع رسخ الجمال العمراني من الفترة العثمانية وما زال شامخا يروي لنا حكاية عاصمة القضاء الجنوبي لفلسطين وبوابة بلاد الشام”.

ودعا النصاصرة إلى وقفة جادة من قبل القيادات العربية واللجان الشعبية في الداخل الفلسطيني لوقف الاستباحة الإسرائيلية المستمرة للمسجد منذ النكبة.

بعد نكبة 1948 حُوّل المسجد إلى معتقل ثم إلى مقر شرطة إسرائيلية ولاحقا لقاعة محكمة حتى سنة 1953 حيث حول إلى “متحف النقب” حتى سنة 1991، وبعدها أغلق وأخرجت منه معروضات المتحف. في عام 2002 تقدم أهالي النقب بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد بلدية بئر السبع والسلطات الإسرائيلية، مطالبين بإعادة المسجد إلى عهدة المسلمين. ورغم ذلك قامت بلدية بئر السبع بترميم المسجد غير منتظرة لقرار المحكمة واستخدمته كما تشاء.

في 22 يونيو/ حزيران 2011 أصدرت المحكمة العليا قرارًا برفض الالتماس، وجعل المسجد متحفًا للحضارة الإسلامية وشعوب الشرق، وفعلا تم افتتاحه كمتحف في 2012، ولكن ما عرض فيه لم تكن له أية صلة بالحضارة الإسلامية، وإنما جسد بمعروضاته الرواية التاريخية الصهيونية.

يشار إلى أنه في العام 2011م، اقيمت صلاة الجمعة في مسجد بئر السبع لأول مرة منذ النكبة، حيث جاءت هذه الصلاة لمنع اقامة “مهرجانات الخمور” التي تنفذها بلدية بئر السبع في المسجد، ونجح المصلون بالرباط في المسجد بمنع اقامة المهرجان المسيء، وخطب في ذلك العام بالمسجد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية قبل حظرها إسرائيليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى