أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

هل سيلتقي بايدن محمد بن سلمان.. ولماذا غير موقفه؟

كشفت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس جو بايدن قد يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الشهر المقبل، لأول مرة منذ وصوله للبيت الأبيض.

وقالت شبكة “سي إن إن”، إن مصادر أمريكية أكدت أن اللقاء قد يعقد الشهر المقبل خلال جولة خارجية يقوم بها بايدن، دون تأكيد ما إن كان بايدن سيزور الرياض أم لا.

فيما لا يزال البيت الأبيض يرفض تأكيد أو نفي هذه الأنباء.

من جهته، نشر موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية مقالا، كتبه روب كريلي، كبير المراسلين السياسيين الأمريكيين للموقع، قال فيه إن هذه الأنباء هي أحدث مؤشر على تراجع الرئيس الأمريكي عن وعده بجعل السعودية “تدفع الثمن” بعد جريمة اغتيال الكاتب جمال خاشقجي.

وأشار المقال إلى أن “هذه الخطط تمثل شهورًا من المناورات الدبلوماسية، حيث يبحث بايدن عن علاقات أفضل مع أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وسط أسعار الغاز المتذبذبة في الداخل الأمريكي”.

ولفت الموقع إلى أن البيت الأبيض لم يرد على طلبه التعليق على هذه الأنباء.

ونقل موقع الصحيفة البريطانية عن مسؤول أمريكي سابق مطلع على هذه الخطط، قوله إنه “يجب أن تعتمد على حدوث شيء كهذا، فالأمر يتعلق فقط بالوقت، وليس إذا”.

من جهته، علق جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لمعهد تحليلات دول الخليج، على أنباء زيارة بايدن للرياض، بتغريدة له على موقع “تويتر”، قال فيها إن إصرار إدارة بايدن على التعامل مع الملك سلمان فقط دون نجله ولي العهد نهج غير ناجح، إذ إن الأمير الشاب سيصبح ملكا قريبا، وهو ما يعني أن واشنطن ستضطر إلى التعامل معه.

علاقة مستمرة ولكن؟

أثارت الأنباء عن نية بايدن لقاء ولي العهد السعودي، تساؤلات حول التغيير الذي حصل ودفع الرئيس الديمقراطي لتغيير مواقفه السابقة.

الكاتب والصحفي المتخصص بالعلاقات السعودية الأمريكية توماس ليبمان، قال إنه “لا توجد طريقة للإجابة عن هذا السؤال، لأننا لا نعرف إن كان بايدن سيلتقي بالفعل مع محمد بن سلمان”.

واستدرك بالقول: “سأفاجأ لو فعل ذلك، لأن موقفه هو أنه سيتحدث فقط مع رئيس الدولة، أي إلى الملك”.

وحول ضرورة لقاء بايدن بابن سلمان خلال الزيارة المفترضة، كون الأخير هو الحاكم الفعلي للمملكة وفقا للتقارير الإعلامية قال ليبمان: “بالطبع محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي، ولكن حاليا لا يوجد فائدة سياسية لبايدن من اللقاء معه”.

وأضاف: “البلدان يمارسان عملهما وعلاقتهما المعتادة حاليا في جميع المجالات، ولا يوجد للرئيس بايدن ما يمكن أن يكسبه من التراجع عن موقفه القوي والمبدئي إلا إذا استعدت السعودية للتخلي عن اتفاقها مع روسيا ولضخ مليوني برميل من النفط الإضافي يوميا”.

وأشار إلى أن “مساعد وزير الدفاع السعودي اُستقبل جيدا مؤخرا في واشنطن، ومدير الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) كان في الرياض. مبيعات السلاح مستمرة، لذلك لا يحتاج بايدن لأن يلطخ يديه”.

بايدن يغرد وحيدا

من جهته، قال المختص بالعلاقات الدولية، الأكاديمي السعودي د. لؤي بن بكر الطيار، إن “بايدن يغرد وحده خارج السرب، ودليل ذلك أن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية حاليا ممتازة برغم كل الأحاديث التي يطلقها الرئيس الأمريكي في الفترة الأخيرة عن المملكة وعدم رغبته بتوطيد العلاقات ومقاطعتها”.

وتابع الطيار في حديث صحفي: “لكن بالمقابل زار نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان واشنطن قبل أيام، وقابل خلال زيارته وزير الدفاع الأمريكي، وتمّ الحديث خلال الزيارة عن بعض التعاون في شراء الأسلحة والمعدات العسكرية، وهذا أكبر دليل على أن العلاقات السعودية الأمريكية، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية، قوية”.

وأشار إلى أن بايدن، “يغرد وحيدا ويتحدث بأسلوب استفزازي، وحديثه عن عدم رغبته بالسعودية وعدم توطيد العلاقات معها هو نفس ما قاله سلفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول عدم رغبة الأمريكيين بتوطيد العلاقات مع السعودية وحديثه، الذي قال فيه سنجعل الخليج كله يدفع رواتب الأمريكان من خلال الأسلحة”.

وأوضح أن “أمريكا لن تستطيع الاستغناء عن المملكة، فالسعودية اليوم هي دولة قوية استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا، وصاحبة عمق سياسي كبير، وكل الدول ترغب برضاها”، مستبعدا أن يزور بايدن المملكة دون لقاء ابن سلمان.

وحول قضية ارتفاع أسعار النفط، والتي قوبلت بامتعاض أمريكي، قال الطيار: “إن كان ارتفاع سعر النفط هو الذي يزعج أمريكا، فلكل شيء له شواذه أو لكل شيء له مساوئه ومحاسنه، أيضا الحرب بين أوكرانيا وروسيا هي أحد أسباب ارتفاع السعر، والمملكة ليست هي الدولة الوحيدة في أوبك التي تتحكم في مسألة رفع سعر النفط أو خفضه، حيث يوجد دول عظمى مثل روسيا وغيرها تتحكم في هذه الأسعار”.

بحسب الطيار، فإن السعودية لم تعد بحاجة ملحة إلى الولايات المتحدة، نظرا لوجود حلفاء آخرين، مثل الصين وروسيا، يطلبون ود المملكة دوما لتوطيد التعاون الاقتصادي والسياسي، لا سيما في صفقات مبيعات الأسلحة، بحسب قوله.

ونوه بأن الولايات المتحدة لم تعد بنفس قوتها السابقة، وأن هناك قوى عالمية أخرى باتت تتفوق عليها، ومن الممكن أن تقيم السعودية حلفا استراتيجيا معها.

وحول تأثير اللقاء إذا ما تم على علاقات السعودية بالصين وروسيا خصوم واشنطن، قال الطيار: “حتى لو حدث اللقاء، ستبقى روسيا والصين حلفاء للسعودية، وبالتالي لن تلغي الرياض تحالفها مع بكين أو موسكو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى