أخبار رئيسية إضافيةمقالاتومضات

حرق القرآن في أوروبا.. سياسة ممنهجة ضد الإسلام في الغرب

الإعلامي أحمد حازم

عندما أقدمت جماعات متطرفة في السويد على حرق نسخ من القرآن الكريم، قالوا أن هذه المجموعات يمينية متطرفة مناهضة للهجرة والمسلمين، لتبرئة السلطات الرسمية مما جرى من اعتداء على كتاب الله. ما فعلته هذه الجماعات أسفر عن مواجهات عنيفة شهدتها عدة مدن سويدية احتجاجا على حرق نسخ من القرآن الكريم. والحقيقة أن ما جرى ليس جديدًا وليس مفاجأة لأن ذلك يحصل نتيجة سياسة العداء للإسلام في أوروبا التي تتعامل مع العمليات المسيئة للمسلمين والإسلام بميوعة وغير جدية، الأمر الذي يشجع عمليات مثل هذه للتكرار.

إضافة إلى ذلك، فإن سياسة العداء للإسلام في أوروبا يتم استخدامها كورقة مهمة في الانتخابات لزيادة الشعبية في الشارع من أجل الفوز فيها.

السويد ليست الدولة الأوروبية الأولى التي تشهد أعمالًا معادية للإسلام بحجة حرية التعبير عن الرأي، فالدنمارك وفرنسا وهولندا على سبيل المثال، لهما تاريخ قذر في موضوع التطاول على الإسلام.

فقد نشرت صحيفة “جيلاندس بوستن” Jyllands-Posten، أكبر صحيفة يومية في الدنمارك، في 30 سبتمبر/أيلول 2005، نحو 12 رسمًا كاريكاتوريًا مسيئا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. تصرف الصحيفة الدنماركية إهانة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد أشعل نار الغضب في العالم الإسلامي بين احتجاجات ومقاطعات وغيرها، لترد صحف أوروبية أخرى بإعادة نشر الرسوم المسيئة، خاصة في هولندا وألمانيا وفرنسا ورومانيا وسويسرا، وفتحت بذلك الأبواب لتعميق الأزمة.

ليس هذا وحسب، إذ أعادت صحيفة “مجازينات” النرويجية في 10 يناير/كانون الثاني 2006 نشر الرسوم، تلى ذلك في مطلع فبراير/شباط من العام ذاته إعادة نشر الرسوم في صحف: “فرانس سوار” الفرنسية، وصحيفة “دي فيلت” الألمانية، وصحيفتي “إيه بي سي” و”البريوديكو” الإسبانيتان، وكل ذلك تمّ بدعوى “حرية التعبير”!!

دور السويدي لارس فيلكس جاء في عام 2007، بالتحديد يوم 18 أغسطس/آب عندما نشرت الصحيفة السويدية “نيريكس اليهاندا” رسما- من توقيع هذا السويدي الحاقد- مسيئا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنّ مجلة (شارلي إيبدو)، الفرنسية الساخرة، أعادت نشر رسومها الكاريكاتورية، المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، في أيلول/سبتمبر من عام 2020، وقد أدّى حينذاك إلى احتجاجات عنيفة للمسلمين في أنحاء العالم.

كما شاهدنا كراهية الإسلام أيضا، عندما نشر السياسي اليميني الهولندي المتطرف، “خيرت فيلدرز”، زعيم حزب الحريات اليميني، في نيسان/إبريل من العام الماضي، مقطع فيديو على حسابه على “تويتر” بعنوان “لا للإسلام لا لرمضان”، وهو الفيديو الذي أغضب المسلمين في أنحاء أوروبا، كما أثار غضب ملايين المسلمين في كل العالم.

ويبدو أن السويدي راسموس بالودان، زعيم حزب “سترام كوكس” اليميني المتطرف، الذي أقدم في العام 2019، على حرق مصحف، ملفوفا بلحم خنزير مقدد، يمضي على خطى كل زعماء التيار ذاته في أوروبا، الذين يعتبرون أن العداء للإسلام وللمهاجرين المسلمين، ورقة رابحة لكسب شعبية في أية انتخابات يخوضونها. ويعود بالودان مجددا إلى حرق نسخ من القرآن. وقد قال هذا اليميني المتطرف الحاقد على الاسلام والمسلمين، إنّه يرغب في فعل ذلك مرة أخرى، ويعتزم بالودان خوض الانتخابات السويدية، المزمعة في أيلول/ سبتمبر المقبل، وهو بهذا العمل وكما يبدو يريد كسب ود الناخب السويدي.

يقول لنا التاريخ، إن حرق نسخ من القرآن، حدث أول مرة عام 1530 وهي نفس السنة التي تُرجمت فيها أول نسخة من القرآن الكريم، من العربية إلى اللغة اللاتينية، وعندما ظهرت في البندقية أول ترجمة لاتينية له، أصدر البابا كليمنت السابع، مرسوما بإحراق هذه الطبعة، وقد صدرت بعد ذلك مباشرة، قرارات من محاكم التفتيش الإسبانية تحظر إصدار أية ترجمات لاتينية للقرآن. هذه هي صورة أوروبا السابقة والحالية في حرق القرآن.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى