قُبلات “الساندوتش” تعدل سلوك ابني.. كبسولات تعديل السلوك

سندس نعيم- علاج عاطفي عن طريق اللعب (جمعية سند لصلاح الاسرة وبناء المجتمع)
تزدحم شبكات التواصل الاجتماعي بعناوين تعديل سلوك الاطفال، آليات تعديل السلوك عند الأطفال، كيف أُعدّل سلوك طفلي، ومنها الكثير الكثير على أشكاله وأصنافه. فماذا نعني بتعديل سلوك طفلي؟ هل سألنا أنفسنا لماذا تعديل سلوك طفلي؟ ما هدفي من التربية؟ لماذا علي ان أعدل سلوك طفلي؟ والكثير الكثير من الافكار والتساؤلات تجول في خاطرنا.
لست أملك عصا سحرية لتعديل سلوك ابني، وبكلامي لا أطعن وأشكك في النظريات والأبحاث، وأهل العلم والاختصاص. وإنما أقول إننا نملك في جعبتنا مفتاحا يحرر القلوب، ويدخلها من دون استئذان، ما علينا كوالدين إلا حصانة أطفالنا نفسيًا، وإشباعهم عاطفيًا، أطفالنا بحاجة لقلوبنا، بحاجة إلى أحضاننا، بحاجة إلى حضن دافئ يحتوي المشاعر الجياشة، مشاعر تتقلب مع تقلبات الحياة مع مراحل التطور، على الوالدين الاهتمام بمشاعر الطفل واشباع رغباته وحاجاته النفسية، قيلَ الكثير الكثير إن أطفالنا ليسوا بحاجة فقط للطعام والشراب، ومن منبري هذا أقولها واُكرر أطفالنا ليسوا بحاجة للتغذية السليمة فقط، هم بحاجة إلى ما يفوق ذلك بكثير، بحاجة الى الحب، بحاجة للعطف والحنان، بحاجة إلى القبلة والرأفة بحاجة إلى النظر للطفل بعين القادر الواثق الفخور بعين الحنون.
يقول البراء بن عازب: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن على عاتقه (كتفه) وهو يقول: (اللهم إني أحبه فأحبه). ولا يخفى علينا نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع الاطفال، فعليه الصلاة السلام مدرسة في الحب وتكريم الصغير واحترام شخص الطفل، اللعب والمرح معه والأحاديث النبوية تطول بهذا السياق.
إشباع أطفالنا عاطفيا، يبني طفلا سليمًا معافى نفسيًا، قويًا مع ثقة في النفس، طفل مشبع عاطفيا وهو محصن من ضغوطات المجتمع، وحصن قوي من التنمر، سلوك سليم متين يمنحه القدرة والمهارة على ابداء الآراء والتعبير عن الرأي من دون خوف وتردد.
لكي أعدل سلوك أبني، أولًا عليه أن يكون مشبعًا عاطفيًا، يشعر بتقدير ذاتي عالي والقدرة على اتخاذ القرارات، وهذه كلها عوامل تسند الطفل وتدعم تطوره وتساعد في تعديل السلوك وتسهيل العملية التربوية.
قبلة الساندوتش! هل سمعتم بهذا المصطلح؟
تخيل معي أنك جائع جدًا ذهبت للمطعم وطلبت رغيفا من الخبز (ساندوتش) يحتوي على ألذ وأشهى أنواع الطعام الذي أخترته بعناية وحسب مذاقك، ماذا تشعر بعد الأكل؟ ستشعر بالشبع والراحة، والطمأنينة، وهكذا هي قبلة الساندوتش، سميناها بالساندوتش لأنها تشبه فكرة ساندوتش الطعام من كلا الطرفين، خبز وبالداخل نضع أشهى أنواع الطعام، ما علينا سوى ضم الطفل من قبل الوالدين أحدهم على يمين الطفل والآخر على يساره ويتوسطهم الطفل وكلا الوالدين يرسمان قبلة على خدي الطفل في نفس الوقت، إن لذلك بالغ التأثير في بناء شخصية الطفل والشعور بأنه طفل مهم مرغوب ومحبوب، فهذه كلها عوامل وأسباب أساسية لبداية تعديل سلوك الطفل. أولادنا هم ثمار قلوبنا، وهم عماد ظهورنا، فلنكن لهم أرضا خصبة، وسماء ظليلة، فإن طلبوا فاعطوهم، وإن غضبوا فارضوهم، وإن انحنوا فاسندوهم، فيمنحونكم ودهم. فما علينا الا أن نكون لهم عونًا وسندًا، وثمار هذه الجهود بعون الله ستؤتي أُكلها.