تواصل الترحيب باتفاق السودان.. وقوى رافضة تدعو لإسقاطه

دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، الاتحاد الإفريقي إلى إنهاء تجميد عضوية الخرطوم في المنظمة القارية.
وفي 27 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، قرر الاتحاد تجميد مشاركة السودان في أنشطته، بعد يومين من الانقلاب على الحكومة، وحلها.
ومساء الأحد، التقى البرهان، في العاصمة الخرطوم، مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية، كريستوف أبالا، الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الإفريقي، بحسب بيان لمجلس السيادة.
وشدد البرهان، وفق البيان، على “أهمية عودة السودان للأسرة الأفريقية وإزالة الفهم المغلوط عن الخطوات الأخيرة التي وضعت الثورة في مسارها الصحيح”.
ودعا البرهان إلى “تضافر الجهوية الإقليمية الدولية لاستكمال عملية السلام لإنجاح الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي”.
وتوالت ردود الأفعال على الاتفاق الذي أبرم الأحد بين القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، لاختيار حكومة كفاءات، لإنهاء الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد.
وأعلن نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان، محمد حمدان دقلو “حميدتي” ، الإثنين، الاستعداد للعمل مع حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتحقيق تطلعات الشعب السوداني.
وقال حمديتي، في تدوينة عبر فيسبوك: “مستعدون للعمل مع حكومة حمدوك لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم”.
واعتبر أن توقيع الاتفاق السياسي جاء معبرا عن مبادئ وأهداف ثورة كانون أول/ديسمبر 2018، التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
ودعا حمديتي الشركاء الدوليين والإقليمين إلى مواصلة دعم السودان وصولا للتحول الديمقراطي المنشود وقيام الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية.
ترحيب عربي
ورحبت مصر والسعودية والكويت والإمارات، مساء الأحد، بتوقيع الاتفاق السياسي.
ورحبت الخارجية المصرية، في بيان، بتوقيع الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك.
من جانبها، أعربت الخارجية السعودية في بيان، عن ترحيب بلادها “بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من اتفاق”.
وأفادت بـ”ثبات واستمرار موقف المملكة الداعم لكل ما من شأنه تحقيق السلام وصون الأمن والاستقرار والنماء في السودان”.
كما أعربت الكويت عن “الترحيب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أطراف المرحلة الانتقالية في السودان”.
من جهتها، رحبت الإمارات بتوقيع الاتفاق وفق بيان للخارجية الإماراتية.
وأعربت الوزارة، عن “أمنياتها بالتوفيق والسداد للمكونات السودانية في مسيرتها المقبلة”
بدورها، رحبت الخارجية اليمنية في بيان، بالاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان.
وثمنت الوزارة “كافة الجهود المبذولة لتوحيد الصف السوداني وبما يفضي إلى نجاح المرحلة الانتقالية ويلبي تطلعات شعب السودان الشقيق”.
بدورها أعربت دول الترويكا والاتحاد الأوروبي وسويسرا وكندا عن ترحيبهم بتوقيع اتفاق سياسي بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة الانتقالية، عبد الله حمدوك، في محاولة لإنهاء الأزمة بالبلاد.
جاء ذلك في بيان مشترك نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم، مساء الأحد، بعد ساعات من مباشرة رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، مهامه بمكتبه في الخرطوم.
وذكر البيان أن دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي وسويسرا وكندا ترحب باتفاق اليوم لإعادة تنصيب الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء في حكومة انتقالية بقيادة مدنية.
وأضاف البيان “لقد تحمسنا بتجديد الالتزام بالوثيقة الدستورية 2019 كأساس لعملية الانتقال نحو الديمقراطية”.
ودعا البيان إلي الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الآخرين في جميع اتحاد البلاد كخطوة حاسمة نحو استعادة الانتقال والنظام الدستوري وسيادة القانون.
واكد البيان علي تضامنه مع الشعب السوداني ودعم عملية انتقال ناجحة تؤدي إلى سودان حر ديمقراطي.
وأعرب عن اسفه وادانته للخسائر في الأرواح وانتهاكات حقوق الإنسان التي َوقعت منذ 26 أكتوبر الماضي، داعيا إلى تحقيق شامل ومستقل في الوفيات و َالإصابات.
وفي وقت سابق، رحبت كل من الأمم المتحدة وهيئة “إيغاد” للتنمية، بتوقيع الاتفاق بين البرهان، وحمدوك.
وقالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، عبر بيان، إنها ترحب بـ “الإعلان المبدئي الذي تم اليوم بين الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك للتوصل إلى توافق حول حل الأزمة الدستورية والسياسية التي كانت تهدد استقرار البلاد”.
اتفاق خيانة
وداخليا، أعلن تجمع المهنيين السودانيين،في بيان رفضه “جملة وتفصيلا” لتوقيع الاتفاق السياسي بين البرهان، وحمدوك، ووصفه باتفاق “الخيانة”، و”محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب”.
وسرت دعوات لتظاهرات، وإغلاق شوارع، بعد توقيع اتفاق البرهان وحمدوك، في الخرطوم مدن أخرى.
وكان تجمع المئات بميدان “جاكسون”، قبل أن يرتفع عددهم إلى الآلاف؛ استجابة لدعوات من “لجان المقاومة” للخروج في مظاهرات أُطلقت عليها اسم “مليونية 21 نوفمبر”، ورددوا هتافات رافضة لإجراءات البرهان.
وأفاد شهود عيان، بأن الآلاف تظاهروا أيضا في مدن “عطبرة” و”ربك” ومدني، و”الفاشر”، وبورتسودان، ورددوا شعارات تدعو لعدم التفاوض مع المكون العسكري.
بدورها، أعلنت لجنة أطباء السودان، عن مقتل متظاهر برصاص الجيش خلال احتجاجات، الأحد، في مدينة أم درمان غربي الخرطوم.
وأعلنت أحزاب سودانية، رفضها لأي اتفاق سياسي بين “المكون العسكري” وحمدوك.
وذكر حزب الأمة القومي في بيان: “تم تداول معلومات عن اتفاق سياسي بين المكون العسكري ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك”.
وأضاف، “إزاء هذا الوضع، فإن الحزب يؤكد على موقفه المعلن برفض أي اتفاق سياسي لا يخاطب جذور الأزمة التي أنتجها الانقلاب العسكري وتداعياتها من قتل للثوار الذي يستوجب المحاسبة”.
بدوره، قال حزب المؤتمر السوداني ، في بيان، عقب إشارته للأنباء الواردة عن الاتفاق “نعلن عدم مشاركتنا في أي مفاوضات مباشرة أو عبر تمثيل من تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، ونؤكد على موقفنا الثابت المعلن سابقا”.
من جهتها، قالت هيئة محامي دارفور، إن “أي مبادرة أو مساومة لتسوية بين أطراف الأمس لتأتي بحمدوك أو غيره وتتجاوز مطالب الشارع لن تأتي بنتائج سوى المزيد من التمسك بالمطالب والحقوق”.
وأوضحت في بيان أن “الحل يبدأ بالتأسيس لنظام حكم مدني انتقالي وليس الاتفاق على رئيس ومجلس وزراء مدني”.



