أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

القدس.. سيدة تحتضن شاهد قبر ابنها: لن يجرفوه إلا على جثتي

احتضنت السيدة علا نبابتة شاهِد قبر ابنها “علاء”، اليوم الإثنين، بالمقبرة اليوسفية في القدس الشرقية، وهي تجهش بالبكاء.

وعندما حاول عناصر من الشرطة الإسرائيلية، إبعادها، ألقت نبابتة (54 عاما)، بجسدها على الأرض قرب قبر ابنها، وقالت: “ادفنوني هنا”.

ووصلت نبابتة إلى المقبرة اليوسفية، بعد أن علمت أن طواقم إسرائيلية، وصلوا إليها، لنبش القبور.

شقّت نبابتة طريقها إلى قبر ابنها، الذي توفي في العام 2017، بقوة بين عدد من عناصر الشرطة الإسرائيلية، الذين حاولوا دون جدوى، منعها من المرور.

كانت الدموع تنهمر بغزارة من المرأة، التي ارتدت حجابا وجلبابا أسودَين.

وقالت نبابتة: “قبر ابني هنا ..على جثتي فقط سيجرفوه”.

وأضافت في تصريحات صحفية: “أنا هنا يوميا، والآن حاولوا منعي من الوصول، وهجمتْ علي الشرطية الإسرائيلية…حسبي الله ونعم الوكيل على هذا الاحتلال الغاشم”.

وكررت نبابتة مقولتها السابقة: “هذا قبر ابني، لن أسمح لهم بأن يجرفوه ولو على جثتي”.

وكانت طواقم البلدية الإسرائيلية في القدس، وسلطة الطبيعة الإسرائيلية قد جددوا، الإثنين، أعمال تجريف في جزء من المقبرة اليوسفية لإقامة حديقة قومية يهودية.

وعلى الفور، وصل العديد من المقدسيين الذين لهم مقابر في الجزء الجاري تجريفه من المقبرة، التي يعود تاريخها إلى مئات السنوات.

ولكن الفلسطينيين يخشون من أن يتم تجريف قبور أقاربهم، بعد أن تم مؤخرا اكتشاف عظام لرفات أموات، دفنوا بالمقبرة.

وفي حينه، أعاد الفلسطينيون دفن العظام من جديد في المقبرة، بعد أداء الصلاة عليها.

ولكنّ تجدُد أعمال التجريف المترافقة مع إقامة سياج حديدي في المقبرة، يُثير مخاوف الفلسطينيين.

وتقول نبابتة إن السلطات الإسرائيلية، تلاحق الفلسطينيين في المدينة “سواء أكانوا أحياء أو أمواتا”.

وقالت في إشارة إلى ابنها: “لا نرتاح، لا وهو على قيد الحياة ولا وهو ميت، عندما كانوا على قيد الحياة كانوا معتقلين (لدى السلطات الإسرائيلية) وعندما يموتون يلاحقون جثثهم”.

وتساءلت: “هنا مدفننا، أين ندفنهم؟”.

وقالت: “توفي ابني قبل 4 سنوات ومنذ ذلك الحين ونحن في معاناة دائمة، إذ إنهم كانوا يهددون بتجريف القبر، ولكن الخطر ازداد خلال الشهرين الماضيين”.

وأضافت: “كل يوم نأتي إلى هنا، نخشى أن يتم تجريف القبر، واليوم وصلوا إلى قرب قبر ابني، ولكن، على جثتي، لن أسمح لهم بتجريف قبره”.

وتابعت نبابتة: “لم أرَ هكذا وحشية، نسمع عن الوحشية ولكننا نشاهدها هنا، هل وصلت بهم الأمور إلى جرف قبور الفلسطينيين سكان القدس؟ هذه قمة الوحشية”.

وذكرت السيدة الفلسطينية أنها ستتواجد على مدار الساعة، عند قبر ابنها، مضيفة: “لن أغادره حتى لو قتلوني”.

وقالت: “أنا كأمّ، ماذا تعتقد كيف ستكون مشاعري وأنا أشاهدهم يحاولون تجريف قبر ابني؟ ألم ووجع وحسرة”.

وكان مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس(أهلية)، قد قال في وقت سابق، الإثنين، إن البلدية الإسرائيلية في القدس “أدخلت جرافات إلى المقبرة اليوسفية وشرعت بتجريف جزء من أرضها”.

وأضاف: “لقد أدخلوا معدات تمهيدا لطمس جزء من المقبرة، وتحويلها إلى حديقة توراتية”.

وقدمت لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، اعتراضات إلى المحاكم الإسرائيلية لوقف أعمال التجريف كان آخرها قبل أسبوع، إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية.

لكن أبو زهرة أضاف: “كنا قد قدمنا طلبا مستعجلا إلى المحكمة المركزية لوقف أعمال التجريف إلا أن المحكمة رفضت الطلب، وسمحت باستمرار أعمال التجريف”.

وأشار أبو زهرة إلى أن أعمال التجريف “تتضمن نبش قبور لشهداء وموتى مسلمين، ويجب وقفها فورا”.

وأضاف: “نريد من السلطات الإسرائيلية احترام حرمة الموتى والشهداء ووقف أعمال التجريف للقبور”.

ولفت أبو زهرة، إلى أن “المقبرة هي أرض وقف إسلامي، ويجب وقف الاعتداء عليها”.

وقال أبو زهرة إن السلطات الإسرائيلية منعته، الإثنين، من دخول الجزء الذي يجري تجريفه بالمقبرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى