“شوفو بنيم”.. قصة سجناء جنائيين ينشرون الجنس والاستيطان بالقدس

موطني 48
“شوفو بنيم” (שובו בנים) أو ما تعنيه باللغة العربية “عودوا أيها الأبناء”، هي إحدى الطوائف اليهودية المتشدّدة في المؤسسة الإسرائيلية، ومن أكبر مجموعات المستوطنين التي مثّلت ذروة النشاط الاستيطاني داخل الأحياء الإسلامية في البلدة القديمة في القدس.
وهي إحدى المجموعات الخمس التي تسعى لتحقيق أهداف الاستيطان في قلب القدس، وتنظّم المسيرات وتفتعل أسبابًا للتصادم مع المقدسيين في البلدة القديمة، وهي؛ عطيرت كوهانيم (التاج المقدّس)، تورات كوهنيم (العلم المقدّس)، حركة الشبيبة الإسرائيلية، شوفو بنيم (عودوا أيها الأبناء)، وعطارا ليوشنا.
افتتحت هذه الطائفة أولى مدارسها الدينية عام 1980 في القدس المحتلة، واليوم تتحكم في عدد من المدارس التوراتية في المدينة، وقد اعترف بها كطائفة دينية عام 2018.
معظم أفراد “شوفو بنيم” من سجناء جنائيين انتموا لليهودية الأورثوذكسية المتعصبة، ليس لهم قائد أو مرشد ديني معروف سوى أنهم يسترشدون بالحاخام أليعازر بريلاند؛ المتهم بعدة قضايا جنسية وجرائم قتل.
تُقيم هذه الطائفة قرب عقبة الخالدية في البلدة القديمة، وتتسم ممارساتها بالعنف والفوضى في أداء الصلاة والشعائر الدينية اليهودية، ويقيم أنصارها بين الفينة والأخرى جولات دينية هستيرية بين الأحياء والمنازل العربية مستخدمين الطبول.
معتقدات “شوفو بنيم” تتماشى مع معتقدات غيرهم من المدارس الدينية الاستيطانية الذين يؤمنون بوجوب بناء كنيس ضخم وعال يفـوق في ارتفاعه سائر المباني والمنشآت في قلب البلدة القديمة، وأبرز ما يسعون إلى تحقيقه الحصول على موطئ قدم لهم في الأحياء الإسلامية.
الحاخام “بريلاند” أدين بعدة تهم تتعلق بالاعتداءات الجنسية وتلقي الرشاوى، وهو يحظى بدعم كبير من أنصاره رغـم اعترافه بالتهم الموجهة إليه. واتهمته المحاكم الإسرائيلية بارتكاب جرائم جنسية بحق نساء وفتيات قاصرات مستغلا سلطته، ليتم الحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا قضى منها 10 شهور فقط.
أمر هذا الحاخام أتباعه بالاعتداء فورًا على نساءٍ كشفن تفاصيل ما تعرضن له. واندلعت معارك واسعة بين طائفته والطوائف اليهودية الأخرى بعد أن رفضوا السماح له ولأتباعه بالصلاة معهم، طالمـا أغلقت طائفتـه شـوارع القـدس الرئيسية وأقاموا الخيم بذريعـة أداء الصلاة واتخاذ الأماكن العامة للنوم.
عام 2020 نفذت الشرطة الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة في القدس المحتلة طاولت الحاخام وزوجته وأربعة من أنصاره، حيث كشفت التحقيقات أنه كان يستغل أتباعه للحصـول علـى الـمال، ويـزداد المال المدفوع بحسب طبيعة المرض.
تعتبر “شوفو بنيم” إحدى الجمعيات الاستيطانية التي تهدف إلى تغيير ملامح المدينة المقدسة وطمس حضارتها وتحويلها من مدينة فلسطينية مقدسية إلى كيان يهودي، مثلها مثل “عطيرت كوهانيم” و”عطريت ليوشناه”، فهذه الجمعيات الثلاث تحظى بدعم الملياردير اليهودي الأمريكي ارفين موسكوفتيش، الذي يتبرّع بمئات ملايين الدولارات لهذه الجمعيات.


