أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

الأكاديمية لينة مدلج من كَفر قرع.. ريادية في العلم وخدمة المجتمع: الدين نهج حياة يرفعنا بأخلاقنا ويدفعنا للتفوق والعمل الدؤوب

عائشة حجار

مع بدء السنة الدراسية الجامعية في البلاد، يبدأ ما يقارب 60 ألف شاب وشابة في الداخل الفلسطيني مشوارهم الأكاديمي، لكن دمج هذا العلم بالعمل والعطاء للمجتمع ليس بالأمر السهل، وقلّما يبرز الطلاب بمبادراتهم حتى قبل إنهاء دراستهم.

لينة مدلج، إحدى هؤلاء الطلاب المبادرين، وهي طالبة التخنيون التي تميزت بمسيرة تطوع الى جانب تفوق علمي. صحيفة “المدينة”، التقت المهندسة لينة نظير مدلج، ابنة كفر قرع، للتعرف على ما يدفعها للعطاء والتميز العلمي، إضافة لمعرفة نظرتها المستقبلية. مدلج ستنهي هذا الاسبوع تقديم أطروحة اللقب الثاني في هندسة الكهرباء والحاسوب في معهد العلوم التطبيقية (التخنيون)، وانخرطت خلال سنوات الدراسة في نشاطات تطوعية عديدة، كانت بعضها ريادية لمصلحة المجتمع، والتي توجت مؤخرًا، بحصولها على جائزة مجلس التعليم العالي للمساهمة المجتمعية MALAG.

عن بداية مشاركتها في النشاطات الاجتماعية تقول مدلج: “في بداية دراستي للّقب الأوّل انضممت كمتطوعة إلى مبادرة “حاسوب” وهي مبادرة تعنى بنشر الوعي التقني في المجتمع العربي. خلال تطوعي في الجمعية، تعرفت على شخصيات بارزة معطاءة في مجتمعنا، وشاركت بتنظيم عدة نشاطات في التخنيون وخارجها مثل هاكثون Hasoub Hacking Health بالاشتراك مع مجموعة من MIT. على الصعيد العلمي، رأيت أهميّة بالغة بإتاحة العلوم العالية مثل: الرياضيات والفيزياء باللغة العربية، لذلك عملت على ترجمة مقالات علمية في ويكيبيديا العربية. وانطلاقًا من أهميّة دعم الطلاب العرب (وخاصة الطالبات) في التحديّات في التعليم العالي، عملت على مساعدة طالبات جامعيات ضمن مبادرة لندا (مشروع تكافؤ الفرص اليوم) وفي رواق في التخنيون (مبادرة طلابية تهدف إلى صنع إطار خدماتي طلابي يعنى بشؤون الطلاب العرب في مجالات عديدة”.

تضيف مدلج: “أذكر أنني انضممت إلى طاقم مساق يمرر في كلية علوم الحاسوب في بداياته، Internet of things، وعملت على تطوير المساق وبذلك حصلت على جائزة المعيدة المتميزة. يميّز هذا المساق أنه يدمج بين علوم الحاسوب وأساسيات هندسة الكهرباء، وهو مساق عملي يعمل الطلاب على مشاريع متنوعة منها ما يخدم المجتمع مثل تطبيق يحدّ من إهدار الطعام. في الواقع انضممت إلى هذا المساق خلال لقبي الأول، وذلك بعد تطوير مشروعي المعروف في “المصلى الذكي” الذي يساعد الطلاب في الوصول الى مصلانا الصغير في كلية علوم الحاسوب والصلاة بشكل منظم. المشروع في ذلك الوقت حصل على جائزة أمدوكس للمشاريع المتميّزة. اليوم أنا أيضًا معيدة في مساق مبنى الحاسوب، والذي يعدّ مساقًا لأساسيات بحثي في اللقب الثاني”.

لم يقتصر عمل لينة في الدراسة الاكاديمية فقط، بل شغلت وظيفة في شركة “انتل” العالمية خلال دراستها، إلا انها اختارت الاستمرار إلى اللقب الثاني كما تروي لـ “المدينة”: “عِلم هندسة الكهرباء والحاسوب واسع جدًا. أردت ان اتعمق أكثر واتعلم المزيد لذلك توجهت لدراسة اللقب الثاني في كلية الكهرباء والحاسوب. عنوان موضوع بحثي “إدارة مسرعات وأجهزة في أنظمة الحاسوب الموزعة”. الموضوع يتطرق باختصار إلى تسريع عمل الحاسوب عبر الاستفادة من الأجهزة الداخلية في الحاسوب مثل استخدام بطاقة الشبكة الذكيّة Smart NICs. الناتج من البحث هو طرق جديدة ومبتكرة يمكن للشركات الكبرى الاستفادة منها، مثل: شركة أمازون، جوجل، فيسبوك وغيرها التي تستخدم الكثير من الحواسيب والخوادم لتتيح خدماتها العديدة للمستخدمين. خلال اللقب الثاني اشتركت بمقال أول، Lynx، مع كاتب المقال مارون ترك. من فكرة المقال قمنا بتطوير بحثي بطريقة أوسع ليكون إدارة الأجهزة في نظام الحاسوب. قمت مؤخرًا، مع مجموعة مهندسين وباحثين بتسليم مقال آخر. اليوم، انهيت كتابة الاطروحة على أن أقدمها الاسبوع القريب”.

وتقول: “أعتقد أنه كوني طالبة عربية مبادرة هو أمر بات يكون منتشرًا بمجتمعنا، فبفضل الله، هناك الكثير من العقول والشخصيات البارزة التي تسعى إلى أن يكون لها رسالة وبصمة. أنا شخصيًا، أعتقد أن رسالتي الإسلاميّة هي العمل والاجتهاد والإتقان وعدم التواكُل. أيقِن أنّ الدين هو نهج حياة يرفعنا بأخلاقنا ويدفعنا للتفوق والعمل الدؤوب، والتميز. أما عن خدمة المجتمع فهو أمر بديهي الذي علينا دائمًا أن نأخذه بأيدينا. اخترت أن تكون رسالتي هي العلم، لأنني أيقن أن العلم هو ركن أساسي في النهضة وخاصة في ظل التقدم العصري، وما أجمل التاريخ الاسلامي الذي يشهد على ذلك. دائمًا أذكر جملة تسند إلى الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه: “تعلموا مَا شِئْتُمْ أَنْ تتعلموا، فَلَنْ ينفعكم اللَّهُ بالعلم حَتَّى تَعْمَلُوا”. وأذكر هنا عن أهميّة أن يكون في مجتمعنا علماء في شتى المجالات”.

بسبب تميزها العلمي والاجتماعي، تم اختيار لينة لتمثيل معهد التخنيون في تقديم دكتوراة فخرية للمستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل. أمّا عن تفكيرها بالمستقبل فتقول: “الاستمرار في الألقاب المتقدمة هو خيار متاح دائمًا، وأيضًا المعرفة عن طريق العمل في الشركات الهندسيّة هو أمر مهم، وأنا مقبلة عليهِ قريبًا جدًا. تخصصي يلزم الاجتهاد واتقان العمل دومًا، والطريق مفتوح للمستقبل سواء للعمل في الشركات الكبرى أو الاستمرار إلى الألقاب المتقدمة أو في كليهما. خلف نجاحي الكثير من الشخصيات الداعمة، التي جاء الوقت لأشكرها. الشكر، كل الشكر، لعائلتي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى