أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

دومينو طرامب… القدس والاممية المحدثة..

صالح لطفي- باحث ومحلل سياسي

ها هو عام 2017 قد أزف على الرحيل وانتهت أيامه بخسارة فاضحة ومدوية للقضية الفلسطينية وإظهار العجز التام وغير المسبوق في تاريخ العرب والمسلمين في ملفاتهم الكبرى: العراق، سوريا، اليمن، فلسطين، الروهينغا. وكشفت حجم الخيانات العربية والفلسطينية وما ينتظرنا أشدَّ وأمر، ولكن َّهذه المرارة واللوعة تحمل في طياتها الخير الكثير، وكل هذه القضايا يربطها خيط واحد ووحيد هو الوهن– ذاك المرض العضال الذي حذرنا منه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم- الذي أصاب هذه الامة الا من رحم ربي، ولأنَّ القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك  هي بارومتر- المقياس- الامة العربية والاسلامية فأنّ الاخفاق في حلها يعني أنّ الأمة لَّما ترتقي بعد إلى طور العالمية الذي هو شرط تاريخي في تحرير فلسطين، فما فتحت القدس وطهرت الا بعملية معقدة رافدها الايمان وعمودها الفقري اليقين بأقدار الله الجارية على هذه الارض المباركة التي قدسها الله رب العالمين لتكون قداستها مفتاح تأسيسي لتطهير الانسانية من ارجاس الظالمين والطواغيت ولعل قرار طرامب الذي أخذ ابعادا عالمية يبشر بأننا قد دخلنا هذه المرحلة: مرحلة العالمية في القضية الفلسطينية، وهو ما سيلزم الأمة الإسلامية -بما فيها العرب- على الارتقاء لمواجهة الصلف العالمي الذي يؤسس لشطب القضية والقدس والمسجد الاقصى وبات يدغدغ عواطف بعضهم بضرورة الاستعجال في الشروع ببناء الهيكل الذي يزعمونه وقد بدأت تلكم البدايات بالإعلان عن تخصيص ربع مليار شيقل للحفر  تحت المسجد الاقصى والبلدة القديمة طمعا بإيجاد دليل على أثارهم التي يزعمون. وكأن هذا القرار أخذ مأخذ لعبة الدومينو التي إذا سقط حجرها الأول تداعت ورائه كافة الاحجار، وكأن هذا لقرار سينسحب على القضايا السياسية المحلية والاقليمية والدولية يسقط منظومات ومؤسسات وجهات فلسطينيا واقليميا ودوليا وهو ما سيؤسس لواقع محدث جديد قد لا تكون حساباته قد قُدِرَت جيدا في أروقة صناع الأفكار في المؤسسة الأمريكية والإسرائيلية ومن يدور في فلكهما.

عولمة القدس وتديين الصراع..

دفع قرار طرامب القدس والقضية الفلسطينية إلى العالمية الدينية لتكون القضية من الآن فصاعدا معولمة دينيا من المنظور المسيحي-الصليبي- الانجيليكاني الذي بستأثر بقوة هائلة تمكنه من طرح أفكاره بدون تردد، وفي الوقت ذاته يحذر ساستنا من تديين–أي جعله دينيا- الصراع، وذلك لحالتهم المعلمنة الفاقدة للحد الأدنى من استشعار معنى أن الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة عملت ولا تزال تعمل على تدين الصراع  لأنه هو السبب الوحيد الذي يمدهم بأسباب البقاء على هذه الارض، وألا فما الذي جعل البريطاني والفرنسي ومن ثم الأمريكي يأتي لاحتلال البلاد والنفط وكافة الخيرات بين يديه يحركها كيف يشاء، ولسنا هنا بصدد ذكر أقوال كبار الساسة والمفكرين الغربيين الذين يؤمنون بضرورة جعل الصراع ديني بينما يطالبنا الحكام ومن يدور في فلكهم بإبعاد الدين عن هذا الحور فهو صراع قومي، صراع حدود، صراع طبقي، وهكذا … وهذا الاستهبال للعقل العربي قد آتى أكله حينا من الدهر وما بات ينطلي على أحد بعد أن اتضحت سياسات الاحتلال الاسرائيلي في القدس والضفة الغربية والبلدة القديمة والمسجد الاقصى المبارك وبعد الأقوال المباشرة لعديد السياسيين الأمريكييين…..وبمقدار تراجع القضية الفلسطينية في الحيز العربي والإسلامي العام بمقدار ما يكون الانزلاق في آتون الحضارة الغربية التي تمثلها اليوم الولايات المتحدة الامريكية وبذلك يكون النصر ولو مؤقتا حليف من يعملون على تهويد المدينة المقدسة وشطب القضية الفلسطينية من قاموس الصراع خاصة وأن عددا من حكام العرب ممن تعلموا ودرجوا في مدارس الغربيين يؤمنون بمقولات الغربيين الصليبيين المعاصرين… ولعل نظرة متجردة إلى تصريحات سياسيين ومثقفين عرب حيال الصراع في المنطقة سيكتشف أننا بصدد تأسيس فسطاطين لا ثالث لهما… فسطاط يماليء الغرب وإسرائيل بل ومنحاز إليهما في كل شيء ووصلت أقواله وتصريحاته حد العداء لأمته ولرموزها كان أخرها ما صدر في مصر عن بعض المغنين وأهل الفن من اعتبار الاذان مجرد جعير، فهذه القافلة المرذولة هي التي تقود الركب اليوم ومعها عديد العسكر والساسة والمنتفعين وهناك فسطاط آخر ينحاز للامة وقضاياها هو اليوم إما مغيب في السجون والمعتقلات أو مطارد في أصقاع الأرض أو محاصر في شُعبِّ هنا وهناك ولكنها مرحلة تصقل فيها العقول وتكوى فيها القلوب وتصهر فيها الأفكار لأن ما يحدث يؤسس لمرحلة قادمة علينا وعلى أمتنا العربية وفي القلب منها فلسطين والقدس، ولقد علمنا التاريخ أن القدس ما ضاعت يوما إلا بسبب تواطئ وخيانات اخترقت أصحاب النفوذ والمعالي والعسكر وأصحاب المصالح  وما عادت إلا بعد إعداد وصهر وكي..

المؤسسة الاسرائيلية تسارع الخطوات لإبقاء القضية الفلسطينية في الزاوية وواضح أن عمليات خض مستمرة تحدث في كرب العرب والفلسطينيين هدفها الأساس تمرير قرار طرامب والتعاطي معه عربيا وفلسطينيا -بشكل ايجابي- في الدرجة الأولى ولذلك من يراقب التقارير الإعلامية والسياسية حول علاقة السلطة مع هذا الملف سيلاحظ حجم التراجع سواء فيما تعلق فيه أو تعلق بملف المصالحة الذي يبدو أنه لن يتم قط لأسباب تتعلق بحركة فتح ومن يدور في فلكها من فصائل ومنتفعين فضلا عن عوامل عربية ودولية خارجية تراهن على أن مصالح الفئات الحاكمة أهم بكثير من القضايا الأساسية للأمة وفي مقدمتها القدس والأقصى. ولكن من هذا الوهن المضلل والمحبط من آتونه تخرج الرحمات كأنها جدلُّ بين قوة خفية وادعة وواعدة لا يراها إلا القليل وأخرى قد استأسدت ودبَّ فيها مرض الأمم، فتكون عملية الخروج من التيه مؤلمة بمقدار تيه المجتمعات لا تيه الأرباب والطواغيت والعسكر وجيوش المرتزقة من مثقفين فهؤلاء وإن عاثوا في الارض الفساد وكانت نتائج أفعالهم كارثية فأنها لا تقارن بمجتمع متهالك انتهى أمره مفككا مدمرا عقديا وأخلاقيا ومعيشيا، واستبطن الذل والخزي وتحول إلى مطية للصليبية المعاصرة فاقد للقوى الحية فيه، وهو ما لم يحدث مع شعبنا الفلسطيني- وكافة شعوبنا العربية والإسلامية- منذ أن وطئ الاحتلال البريطاني هذه الأرض المباركة وإلى هذه اللحظات، لذلك أرى أننا على خير قادم قد يطول انتظاره في حساباتنا المتعجلة ولكنه يقين حتمي تؤكده هذه الحركة المجتمعية الواعية التي حسمت بين الغث والسمين محليا  وإقليميا ودوليا وما عاد ينطلي عليها زعيق  هنا أو هناك…

المؤسسة الإسرائيلية واستغلال الفرص ..

ما زالت تداعيات تصريحات طرامب بقراره  نقل سفارة بلاده إلى القدس وتأكيد أنها موحدة تحت السيادة الإسرائيلية تلقى بتداعياتها كأنها أحجار دومينو، على المسرحين الدولي- الاقليمي والمحلي والواضح أنَّ المؤسسة الاسرائيلية استوعبت هذه اللحظة التاريخية وتعمل جاهدة لفرض وقائع حاسمة في القدس والضفة الغربية كنتيجة طبيعية لهذا القرار تتمتع حتى هذه اللحظات بحماية مباشرة من طرامب وفريقه المقرب من التيارين الصهيوني-المسيحي واللوبي الصهيوني وتريد أن تطوي صفحة هذا العام بتحقيق مجموعة إنجازات في الأبعاد السياسية والميدانية.. ففي الأولى تعمل على اقناع الدول بنقل سفاراتها وتفتخر وزارة الخارجية الإسرائيلية بعملها الدؤوب وفي أنها تتواصل مع عدد من الدول العربية في المنطقة لفتح قنوات ومباشرة والاعلان عن ذلك ونشرت الوزارة صفحتها في التويتر أول أمس كاريكاتيرا ينضح بالعنصرية والاستعلاء وتشبه الرافضين لفتح علاقات معها بالحمير وتتفاخر وزارة التخطيط الإستراتيجي بأنها تعمل على اختراق كافة المؤسسات العالمية بالتعاون مع الجاليات اليهودية لتأكيد حق إسرائيل في القدس وأنها دولة عدالة في بحر من الدماء. وفي الثانية تواصل المؤسسة الليل بالنهار لبناء أكبر قدر ممكن من المستوطنات في الضفة والقدس وذلك للحيلولة المطلقة دون قيام دولة فلسطينية ولو على ما تبقى من أراضي الضفة والقدس غير المصادرة والتي لا تتعدى7-8% من مجموع الأراضي المقررة للضفة والقطاع ونسبتها 22,5% من مساحة فلسطين التاريخية. وقد تقاطعت هذه الخطوات السريعة جدا مع فحيح الانتخابات التي باتت تقرع الأبواب في ظل مسلسل الفضائح الذي يطرق أبواب الإئتلاف الحاكم والعديد من المستويات السياسية فيه، بله، واختلط الحابل بالنابل في هذا السياق الى درجة إننا شاهدنا وعلى البث المباشر المأفون المدعو أوران حزان، من حزب الليكود، المتورط بفضيحة كازينو يملكه في مدينة بورغاس الرومانية، وجلب فتيات دعارة لزبائنه يقوم بالاعتداء على الماجدات من أمهات المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة بتواطيء مقرف ومهين من قبل الصليب  الأحمر الدولي والشرطة الإسرائيلية وصمت فلسطيني رسمي وكأنَّ القضية مسلمة وطبيعية، وأنا أجزم أنه ما كان ليفعل ذلك لولا أنه حاصل على غطاء من رئيسه بنيامين نتنياهو المتورط بقضايا فساد سيكشف عن حجمها قادم الأيام، وما كان ليفعل هذا المستهتر الطائش هذه الفعلة لولا حالة الصلف والعلو والغرور الذي أصابه وأمثاله من سوائب اليمين المتطرف، وما كل ذلك ليحدث إلا من أجل إبعاد شبح المحاكمات التي تلاحقه وأمثاله من قيادته وتحصيل نقاط انتخابية مسمما الأجواء الإسرائيلية عبر جلد الضحية الفلسطينية التي لطالما كانت الجسر الذي يمر عبره أمثاله ليقود البلاد مرحلة خامسة.

هل نحن أمام تشكيل أممي جديد؟.

إسرائيل تمارس سباقا مارتونيا مع الزمن لتحقيق سلسلة من الأهداف تحسم مستقبل القضية الفلسطينية ويتم ذلك كله بالتعاون مع الإدارة الأمريكية والمحيط العربي المترهل، ووفقا لما يرشح من معطيات فنحن أمام دولة فلسطينية– هذا إن قامت فعلا ولو بحدها الادنى- ستقوم وفقا للطرح الأمريكي في القطاع وأجزاء من شمال سيناء وتكون عاصمتها أبو ديس وترتبط هذه العاصمة بسلسلة من الطرق الكانتونية الممتدة داخل مناطق الضفة وتصل بهم إليها ومن هناك يتم بناء جسر أرضي يربط الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك وستكون زيارات المسلمين الفلسطينيين للمسجد الاقصى وفقا لطروحات ومبادئ تقرها الإدارات الأمريكية-الإسرائيلية-العربية تحت سيادة إسرائيلية بحيث ستلتزم إسرائيل باحترام الأديان الثلاثة، في الوقت ذاته يدرك المراقبون أن إسرائيل على الرغم من تغلغلها داخل نسيج الإدارة الأمريكية إلا أنها تتحسب من وزارات الدفاع والخارجية وجهاز السي أي ايه الرافض لتصريحات طرامب والرافض لنقل السفارة واعلاناته العديدة التي احالت واشنطن الى دولة مارقة وفقا للعرف الدولي تستوي وكوريا الشمالية أن لم تبزها اخلاقيا، وتمنح الامبراطوريات الآخذة بالتطور حق اتخاذ القرار المناسب وان تضرب بعرض الحائط كل قرار اممي أي كان، ويبدو أنَّ الفريق المعارض في ادارة طرامب سيعمل على تأخير تنفيذ هذا القرار اكبر وقت ممكن ارضاء لغلمانهم العرب الذي يقدمون في هذه اللحظات لهم خدمات جليلة في حربهم الخفية مع مجموعة ايران-تركيا-روسيا-الصين- كوريا الشمالية وبسبب حربهم المعلنة على التيار الاسلامي وفرضهم نمط جديد من التدين سيحيل الأمة الى ركام وحطام يسبح بحمد الرئيس والامير والملك بناء على فلسفات وتصورات تتخلق في مراكز ومؤسسات بحثية “شرعية” مهمتها خلق عقلية جديدة تؤمن بحرمة الخروج على ” الرئيس\الملك\الامير ..” وتعتقد ان ما يقوم به من اعمال سياسية يصب في مصلحة الامة ولا يجوز الاعتراض عليه ولو أدى الى بيع مقدرات الامة وثرواتها واوطانها بالتقسيط او المجان فهو لا يسأل عما يفعل.

السكر الاسرائيلي وصل مداه في سلسلة من الاجراءات بدأت بالإعلان عن تخصيص 250 مليون شيقل للحفر تحت المسجد الاقصى وقبة الصخرة والبلدة القديمة بحثا عن مَعلَم لعلهم يكتشفونه متعلق بهيكلهم المزعوم ومرورا بإعلان وزير الاسكان عن بناء 300 الف وحدة سكنية في القدس في القسم المحتل منها عام 1967 -شرقي المدينة– واخيرا عمل الحكومة على انشار مليون ومئة الف وحدة سكنية في الضفة الغربية والعمل على سن قانون يحول التفاوض على القدس الا بعد موافقة ثلثي النواب وضم المستوطنات في الضفة الغربية رسميا الى القانون الاسرائيلي، وهو ما يعني انتهاء رسمي لمسيرة او سلو ولحل الدولتين وخلق الدولة الواحدة بشعبين يعاني الضعيف فيه من عنصرية وابرتهايد غير مسبوق في علاقات المستعمر مع المستَعمَرْ، وهذا كله يتم بالتنسيق المطلق مع مجموعة طرامب للمفاوضات ومع سفيرها اليهودي المستوطن دايفيد فريدمان  ومع مجموعات الضغط اليهودي العاملة داخل الكونغرس والبيت الابيض، وهذه العملية الامريكية تعمل على عدة محاور: دولية واقليمية ومحلية امريكيا وعلى المستوى الدولي ثمة محاولات امريكية لإنهاء منظمة الامم المتحدة التي يبدو وفقا للتصور الامريكي انها انهت مهامها الكونية المتعلقة بإسرائيل من حيث اقرار وجودها ودعمه عالميا وهي تتهم اليوم من قبل هذه الادارة بالمعاداة لإسرائيل، وقد وعد طرامب انه سيعمل على تخفيض الدعم المالي لهذه المنظمة للعام 2018 علما انه منذ عام 1985 لم تدفع الولايات المتحدة مستحقاتها المالية التي وصلت الى 1,3 تريليون دولار، ولكن يبدو انه كما كانت يوما ما وظيفة عصبة الامم تنفيذ وعد بلفور وتحويله الى قرار سياسي فقد كان دور الامم المتحدة التي اسماها كذلك ووضع قوانينها روزفلت العمل على شرعنة وجود اسرائيل والاعتراف بها وتحقيق وجودها وها هي لحظات الوعد الثالث قد اقتربت ممثلة بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل وإنهاء المسألة الفلسطينية الى غير رجعة – كما يظنون- وهو ما يتطلب مؤسسة عالمية جديدة تشرعن هذا الوضع وتدفع به الى الدورة الثالثة المتمثلة بخلق منظمة دولية جديدة تقر وعد طرامب القاضي بالإقرار الاممي في حق اسرائيل المطلق على مدينة القدس وفرضها السيادة على الاماكن المقدسة ويقف بحزم ضد كل رافض لهذا القرار-الوعد، ولأن هذه المنظمة رفضت هذا الطلب بأغلبية الثلثين وهو ما يعني تحويل هذا الامر من مجرد توصية اممية الى قرار اممي يستطيع العرب والمجموعة الاسلامية متابعته وفرض تطبيقه على ارض الواقع وهو ما يعني ولو نظريا تدمير المشروع الصهيوني في مرحلته الثالثة، وامكانية خلق مواجهات مع الدول الصاعدة المنافسة للهيمنة الامريكية وهو ما يستدعي عددا من التساؤلات حول مستقبل هذه المؤسسة العالمية التي لم تنصر أي قضية عربية او اسلامية منذ قامت والى هذه اللحظة اللهم الا قرارات دمرت بلادنا وما العراق عنا ببعيد.

فهل نحن امام مرحلة تغيير عالمي يؤسس لواقع جديد عالميا وإقليميا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى