دعت إليه “المتابعة” ومجلس المزرعة المحلي… مشاركة واسعة من أبناء المشروع الإسلامي في فعاليات يوم العمل التطوعي بمقبرة “الزيب”
الشيخ كمال خطيب: حفاظنا على المقابر هو حفاظ على هوية وتاريخ ومستقبل سيظل يصرخ في وجوه الظالمين

طه اغبارية، ساهر غزاوي
يشارك العشرات من أبناء الداخل الفلسطيني من مختلف البلدات العربية، اليوم السبت، في فعاليات يوم العمل التطوعي في مقبرة قرية “الزيب” المهجّرة والذي دعت إليه لجنة المتابعة العليا والمجلس المحلي في قرية المزرعة.
تقدّم المتطوعون، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب، والذي جرى تغييبه عن العمل الوطني والإسلامي مدة تزيد على الأربعة أشهر، بفعل قيود الظلم الإسرائيلية التي فرضتها السلطات الإسرائيلية عليه بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية بعد دام 37 يوما وتقديم لائحة اتهام ضده بزعم “التحريض على الإرهاب”.
وتشتمل أعمال اليوم التطوعي في “الزيب” على تنظيف المقبرة من الأعشاب والأوساخ التي غطت قبورها.
وتبرز مشاركة واسعة لأبناء المشروع الإسلامي في اليوم التطوعي، من مختلف البلدات العربية.
وقال الشيخ كمال خطيب، لـ “موطني 48” وهو يقف على شاطئ “الزيب”، إن معالم القرية وقبورها التي تضم المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، تؤكد هوية المكان وتاريخه ومستقبله وأن هذه الأرض كانت تنبض بالحياة وليس كما زعم المشروع الصهيوني بأنها كانت أرض بلا شعب.
وأضاف: “هذا المعسكر التطوعي المبارك، لصيانة وتنظيف المقابر الإسلامية التي استولى المشروع الصهيوني على قراها، نحن اليوم في قرية الزيب هنا في شمال فلسطين، فقط على بعد 5 كيلومترات من “راس الناقورة” شمالا، هذه القرية الفلسطينية الساحلية كانت واحدة من 539 قرية ومدينة تم تهجير أهلها في العام 1948، عام النكبة، ليس فقط انهم هجّروا أهلها، وإنما قد دنّسوا مقبرتها. هذه المقبرة التي تضم المئات من القبور”.
وبيّن الشيخ كمال خطيب ان قسما كبيرا من مقبرة “الزيب” جرى تسييجه من قبل السلطات الإسرائيلية وتحويله إلى منتجع سياحي، كذلك جرى تحويل المسجد الواقع داخل السياج إلى مخزن تابع للمنتجع السياحي المقام على قبور المئات من الآباء والأجداد.
وأكد أن “الحفاظ على المقابر إنما هو حفاظ على هوية وتاريخ ومستقبل سيظل يصرخ في وجوه الظالمين في أن هذه الأرض لم تكن أرضا بلا شعب كما زعموا، واعطيت لشعب لا أرض، أبدا، فنحن الأرض ونحن الشعب”.
وحيّا خطيب السواعد المباركة التي هبّت لنداء الواجب في خدمة مقبرة “الزيب” وصيانتها وخصّ أبناء المشروع الإسلامي في الداخل الفلسطيني الذين لبوا النداء بأعداد كبيرة من مختلف البلدات العربية مضيفا “جئنا إلى هنا للسلام على الآباء والأجداد في قبورهم ولنقول لهم: العهد علينا أن نصونكم ونصون قبوركم، لأن قبوركم هي من تدافع عنا وعن هويتنا بأن لهذه الأرض أصحاب وأن لها تاريخ وحتما سيكون لها مستقبل إن شاء الله”.
وقال مركز اليوم التطوعي وعضو لجنة المتابعة العليا، الأستاذ توفيق محمد جبارين، لـ “موطني 48″، إن المعسكر التطوعي في مقبرة “الزيب” هو الثاني خلال عامين، حيث كان المعسكر الأول قبل عام كورونا، مشيرا إلى أن “اليوم جئنا إلى هنا بهدف تنظيف مقبرة الزيب في هذه الفعالية التاريخية، فالمقبرة الإسلامية تعني الجذور والتاريخ والحضارة والحفاظ على قبور الآباء والأجداد وصيانتها من الأعشاب والأوساخ التي تحيط بها بحكم الإهمال المؤسساتي المقصود الذي يسعى لمصادرة هذه المقدسات، لذلك طبعا وجب علينا الحفاظ على هذه المقابر لأنه من خلال ذلك نحافظ على جذورنا على هذه الأرض”.
د. حسن صنع الله، القيادي في حزب الوفاء والإصلاح، قال لـ “موطني48” خلال مشاركة في يوم العمل التطوعي في مقبرة “الزيب”: “نحن هنا ضمن فعاليات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني لصيانة المقدسات والمقابر. نحن هنا اليوم مقبرة قرية الزيب الساحلية التي كانت عامرة قبل عام 1948، قبل الاحتلال الإسرائيلي، كان تعداد سكانها حوالي 750 نسمة، كان فيها مسجد ومستوصف ومدرسة، وكانت القرية تقوم على صيد الأسماك وزراعة الحمضيات والفواكه والعديد من المزروعات، وهي اليوم قرية مهجّرة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، ونحن اليوم هنا لصيانة هذه المقبرة التي ما زالت شاهدة على الوجود الفلسطيني والإسلامي في هذه الأرض”.
[video
وأضاف صنع الله: “كما نرى فإن المقبرة مهمة حيث تعمد الاحتلال الإسرائيلي إهمالها، ونحن هنا اليوم لنؤكد على هويتنا ووجودنا وروايتنا. نحن بإذن الله سبحانه وتعالى باقون على هذه الأرض نصون مقدساتنا ومقابرنا”.