أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالضفة وغزة

بعد “المحنة” و”الشهرة”..فوزي الجنيدي يبحث عن عمل

عاد الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي (16عاما)، لعائلته في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد اعتقال دام نحو 20 يوما، وبعد أن تحول إلى إحدى أيقونات “الانتفاضة الفلسطينية الحالية من أجل القدس”.

وبالرغم من ظروفه الصحية، حيث يعاني من رضوض، وكسر في الكتف، إلا أنه بدأ يفكر بالعودة للعمل، وفتح محل تجاري يعيل أسرته، كما أكد للاناضول.

ومساء الأربعاء، أخلت السلطات الإسرائيلية سبيل الجنيدي بعد دفع كفالة مالية قدرها 10 آلاف شيكل (2860 دولار)، لحين استكمال محاكمته.

واعتقل الجيش الإسرائيلي الطفل الجنيدي في 7 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في منطقة باب الزاوية، وسط الخليل، حيث كانت تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية، احتجاجًا على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وانتشرت على مواقع التواصل ووسائل إعلام عربية ودولية صورة للطفل الجنيدي لحظة اعتقاله، وهو معصوب العينين، ويحيط به 23 جنديًا إسرائيليًا.

ومنحت تلك الصورة، الجنيدي شهرة على مستوى محلي ودولي.

وأثارت الصورة، تعاطف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الطفل الجنيدي، حيث تطرق إلى “محنته”، خلال أكثر من خطاب ألقاه.

ففي كلمة ألقاها أردوغان خلال مؤتمر لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في العاشر من الشهر الجاري، قال، وهو يشير للصورة:” انظروا كيف يجرّ هؤلاء الإرهابيون طفلا، وهو معصوب العينين”.

وفي كلمة ثانية، ألقاها أردوغان في افتتاح القمة الإسلامية، التي عقدت في مدينة اسطنبول التركية، في الثالث عشر من الشهر الجاري، أيضا، رفضا لقرار الرئيس الأمريكي بخصوص القدس، علّق أردوغان على الصورة، قائلا:” انظروا.. الجنود الارهابيون يلتفون حول طفل، ويحتجزونه ثم يضعونه في السجن”.

وأضاف:” أليست هذه تصرفات إرهابية، انظروا أكثر من 20 جنديا انكبوا على هذا الطفل، وجهه يُدمي، ماذا نشرح لك يا ترامب؟ كل شيء واضح للعيان، كل من يتسم بالإنسانية عليه أن يدين ذلك”.

كما اختار الرئيس التركي صورة الجنيدي، خلال تصويته على أفضل صورة لوكالة (الأناضول) للعام الجاري.

ويقول الجنيدي لمراسل وكالة الأناضول، بينما كان يستقبل بعض من أقربائه في منزله في البلدة القديمة من مدينة الخليل، مهنئين إياه بإطلاق سراحه:” الحمد لله.. أنا حر، عدت مرة أخرى لعائلتي”.

وأضاف:” أكثر ما كان يقلقني هو وضع عائلتي التي تمر بظروف صعبة، وكنت المعيل الوحيد لهم”.

ولفت إلى أنه سيعود لحياته الطبيعة، والمضي قدما في تنفيذ مخططه، لفتح محل تجاري يعيل أسرته.

وعمل “الجنيدي” عاملا بأجر يومي لدى محال بيع الخضار في مدينته، ويطمح أن يفتتح محلا خاصة به، أو افتتاح مقها صغيرا في حييه.

وأوضح أنه النجل الأكبر لأسرته، ويعيل والده ووالدته وأربع من إخوانه.

واضطر الطفل الفلسطيني، إلى ترك المدرسة للعمل، من أجل إعالة عائلته، حيث أن والده مصاب بكسر في رجله اليمنى، وتعاني والدته من مرض عضال.

وحول الشهرة التي نالها، جراء اعتقاله، قال “الجنيدي”، إنه “يعتز بحملة التضامن الدولية التي ساندته”.

وخصّ الجنيدي الرئيس التركي أردوغان، بالشكر، جراء الدعم الكبير الذي قدمه له.

كما وجّه التحية للشعب التركي، ولكافة “الأحرار”، الذين قدموا الدعم له.

لكنه أشار إلى أن هاك “عشرات الأطفال”، ما يزالون رهن الاعتقال، مضيفا:” هم أيضا بحاجة للتضامن للإفراج عنهم”.

وعن ظروف اعتقاله، قال الجنيدي، إنه تعرض للضرب المبرح، من قبل الجيش الإسرائيلي خلال اعتقاله، وتمت معاملته بشكل فظّ.

وأضاف إنه اعتقل من شارع وادي التفاح بمدينة الخليل، خلال هروبه من رائحة الغاز المسيل للدمع، والمواجهات، خلال توجهه لمنزل أحد أقربائه.

وتابع:” اعتقلت من قبل قوة عسكرية وبدأت بشكل فوري بضربي وألقوا بي على الأرض، ضُربت على كل أنحاء جسدي، وعلى رأسي، جلس فوقي عدة جنود، داسوا علي بأرجلهم”.

واستطرد قائلًا:” كنت بحالة خوف شديدة، لا أعرف ما يجري لي، تم تكبيلي ونقلي لأحد السجون، لا أعرف أين، كنت أنزف وجسدي يتألم، تم ضربي مرات عدة على كتفي”.

كما أشار إلى أنه تعرض للضرب داخل المعتقل، وهو معصب العينين، وتم سكب المياه الباردة على أرجله خلال التحقيق معه.

وكانت فحوصات طبية خضع لها الطفل فوزي الجنيدي، قد أظهرت وجود كسر في كتفه الأيمن، جراء الضرب الذي تعرض له خلال اعتقاله، بحسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين.

ورغم أن الإفراج عن الجنيدي، “مؤقت”، وتم بعد دفع كفالة مالية، لكنه يؤكد عدم خشيته من “المحاكمة”.

ويقول:” لم أعد خائفا، لا يوجد شيء يمكنه إدانتي”.

وحددت محكمة عوفر الإسرائيلية العسكرية تاريخ 14 يناير/ كانون الثاني موعدا لاستكمال محاكمة الجنيدي.

ويتابع قائلا:” أقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: مهما فعلت، ستبقى القدس عاصمة دولة فلسطين”.

بدوره، يقول رشاد الجنيدي، عم الطفل لوكالة الأناضول، إن اعتقال “فوزي”، والاعتداء بالضرب المبرح عليه، يكشف “الوجه القبيح للاحتلال”.

وأضاف:” تم اعتقاله من قبل 23 جنديا، اعتدوا عليه بشكل مبرح، أين الشجاعة في ذاك؟”.

وأشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فرع فلسطين (جمعية فلسطينية غير حكومية)، تقدمت بشكوى رسمية ضد الجيش الإسرائيلي، بالنيابة عن الطفل.

وتشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، منذ إعلان الرئيس الأمريكي يوم 6 من ديسمبر/كانون أول الجاري، اعترافه بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.

وقال نادي الأسير الفلسطيني أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت 610 فلسطينيًا، في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، منذ إعلان ترامب بشأن مدينة القدس بينهم 170 طفلًا.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى