أخبار عاجلةمقالاتومضات

عاشوراء رسالة الله لكل الطغاة!!

أمية سليمان جبارين (أم البراء)

وافق أمس الخميس، العاشر من محرم، يوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي يفرح به المؤمنون أن مَنَّ الله عليهم بالنصر والتمكين وكُسِرت شوكة الظالمين. فكان يوم عاشوراء، يوم نجاة موسى عليه السلام مع المؤمنين من بني إسرائيل من ظلم وطغيان فرعون. نعم، فرعون الطاغية الذي تجرأ على الله عز وجل وكان ينادي ويقول أنا ربكم الأعلى، وقد أمدّ الله له الحبل ليعيث إفسادا في الأرض وظلما وطغيانا، وقد تهيأت له كافة الظروف العسكرية والمادية. أربعون عاما وفرعون وهامان وقارون يشكلون مثلث الكفر الشيطاني وتحالف التحدي لله، فلم يوفر فرعون وزبانيته جهدًا عن أية وسيلة في سبيل ثني موسى عليه السلام والثلة المؤمنة عن الإيمان بالله الواحد القهار، فأمر فرعون بذبح الأطفال وسبي النساء واستعباد الرجال في الأعمال الشاقة، وموسى عليه السلام يدعوه للإيمان بالله الواحد، وهو يكابر ويقول: ما لكم من رب سواي!! حتى جاء الأمر الإلهي إلى موسى: أن اخرج بقومك إلى فلسطين، الأرض المباركة، وكلنا يعرف القصة وكيف غرق عدو الله فرعون وقومه في البحر، وكيف نجى الله جثته لتكون عبرة للناس. هذا باقتضاب شديد السبب في تعظيم هذا اليوم، لأنه يوم نصرة لأنبياء الله وأوليائه وإهلاكه للكفار وأعدائه، وهنا تجلّت الحقيقة اليقينية بنصر الطائفة المؤمنة ولو بعد حين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) فلا تبتأس أيها المؤمن، مما يعانيه عالمنا الإسلامي اليوم من ضعف وهوان وقتل وتشريد، فالنصر قادم حتى لو تأخر، لأن إهلاك الظالمين، سنة كونية. أيها المؤمن، لا يهولك انتفاش أعداء الإسلام وحجم قوتهم العسكرية وتطورهم الاقتصادي، وإلا بالله عليك أين طغاة العالم؟! وماذا كانت نهايتهم! أين النمرود الذي قتلته بعوضة؟!، أين أبو جهل الذي قُتل على أيدي أصغر غلامين في معركة أحد؟! أين هتلر وموسوليني وأين تشاوتشيسكو وأين القذافي وأين حمزة البسيوني وشمس بدران طاغية القرن الماضي، الذي قال لأحد المعتقلين أثناء تعذيبه وبينما كان يستغيث بالله قال له: لو نزل ربك لأودعته بالزنزانة المجاورة!! أين هؤلاء الطغاة الآن؟!! مصيرهم كمصير فرعون. لذلك يعتبر عاشوراء يوما للتفاؤل ويوما للفرح ويوما لشكر الله على إهلاكه الطغاة ونصره للمؤمنين، فيمثل عاشوراء لنا صراع الحق مع الباطل على مر الأزمان، ونستدل من خلال هذا الصراع أن ملّة الكفر واحدة مهما اختلفت مسمياتها.

صيام عاشوراء

لقد عبّر موسى عليه السلام عن شكره لله على نجاته ونجاة قومه من فرعون وأصحابه بصيام هذا اليوم (عاشوراء) وقد اتّبعه المؤمنون من بني إسرائيل في ذلك، وعندما جاء النبي المدينة وسأل اليهود عن سبب صومهم وقالوا: “إن موسى عليه السلام صامه تعظيما وشكرا لله على تخليصه لموسى وبني إسرائيل من فرعون وظلمه ونحن اتبعناه”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “نحن أولى وأحق بموسى منكم، وقد صام النبي ذلك اليوم وأمر الصحابة الكرام بصومه، وحين سأله الصحابة عن فضل صوم عاشوراء قال: يكفّر سنة قبله، وهذا دلالة على توحيد الرسالات وأن مصدرها واحد وهدفها واحد وأن الإسلام جاء متمما ومكملا لتلك الرسالات السماوية (اليوم أتممت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).

 

أهم الأحداث في عاشوراء

  1. توبة الله على آدم عليه السلام بعد معصيته لله.
  2. نجاة نوح عليه السلام ومن معه من الطوفان.
  3. نجاة موسى وبني إسرائيل من فرعون.
  4. غزوة ذات الرقاع التي خرج لها النبي صلى الله عليه وسلم مع 700 من الصحابة لقتال قبائل من نجد من بني غطفان بعد قتلهم 70 من الصحابة، خرجوا للدعوة إلى الله، وما أن تقارب الفريقان حتى دبّ الرعب والوهن في قلوب المشركين، وفرّوا تاركين خلفهم النساء وكفى الله المؤمنين القتال.
  5. استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

عاشوراء رسالة خالدة

نعم، إنها رسالة الله الخالدة للطغاة والجبابرة بقدرة الله عليهم وأن الله يمهل ولا يهمل، بل يعطي الظالمين الفرصة تلو الفرصة حتى يعودوا عن ظلمهم وجبروتهم، لكن إن استمروا فليواجهوا غضب الله عز وجل، وليواجهوا نهايتهم على أيدي جنود الله المجندة ودمار دولهم وعروشهم، فما الفيضانات إلا جند من جنود الله، وما الحرائق المستعرة إلا جند من جنود الله، والصواعق والهزات الأرضية كذلك، ونحن إذ نسينا فلن ننسى جنود الله المخلصين من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تلك الفئة المؤمنة التي تدافع وتنافح عن الحق وأهله في كل مكان وزمان، تلك الفئة التي تضرب أروع الأمثلة في الثبات على الحق ومقارعة أعداء الله مهما طالها من قتل وتشريد وسجن ونفي، لأنها على يقين بنصر الله لعباده المؤمنين مهما طال الزمان، ومهما قست الظروف. فطوبى لهذه الفئة الثابتة المنصورة حتما، بإذن الله.

وأخيرا وليس آخرا، وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إذا رأيت ظالما مستمرا في ظلمه فأعلم أن نهايته محتومة، وإذا رأيت أن مظلوما مستمرا في مقاومته فاعلم أن انتصاره محتوم)، وأتذكر في هذا المقام الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب اللذان يستمران في مقاومة الظلم الإسرائيلي وعنجهيته المغرورة بثباتهما على الثوابت العقدية والوطنية، ويدفعان ضريبة هذا الثبات غاليا، ونتمنى على الله أن يجعلنا وإياهم من الطائفة المنصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى