أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

شيخ الأقصى… تهابه المؤسسة الإسرائيلية حرًا وتخشاه أسيرًا

ساهر غزاوي

قد أحسن التعبير وقد أحسن الوصف الإعلامي إلياس كرّام مراسل الجزيرة عندما قال في تقرير تلفزيوني أعدّه من أمام سجن رامون في صحراء النقب مطلع شهر تشرين الثاني من العام 2016 حيث كان يقبع هناك شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح في العزل الانفرادي لقضاء محكوميته آنذاك لمدة 9 أشهر على خلفية القضية، التي عرفت باسم “خطبة وادي الجوز” عام 2007، كان قد بدأ قضاء محكوميته يوم 8/5/2016، عندما قال كرّام: “تهابه حرًا وتخشاه أسيرًا ذلك أنه لم يتردد يومًا أن يدفع حريته ثمنًا لمبادئه”.

“تهابه حرًا وتخشاه أسيرًا” قالها الإعلامي إلياس كرّام معبرًا عن حال المؤسسة الإسرائيلية وواصفًا سياستها التي لا تنفك أبدًا عن ملاحقة الشيخ رائد صلاح، إن كان ذلك داخل السجن أو خارجه. ولا تنفك أبدًا عن شنّ حملات التحريض الشرسة عليه من قِبل مسؤولين ووزراء وأعضاء كنيست إسرائيليين حتى وصل بأحد الوزراء (يسرائيل كاتس) يومًا أن يهدد باعتقال الشيخ رائد ونفيه خارج البلاد. وكما أيضًا وصل الأمر يومًا بالباحث الإسرائيلي “بار طال” أن يقول عن الشيخ رائد صلاح إنه “يجسّد بمسيرته ومواقفه “مسيرة التطرف” التي تلازم الكثيرين من المسلمين في إسرائيل”، على حد تعبيره.

“ذلك أنه لم يتردد يومًا أن يدفع حريته ثمنًا لمبادئه”.. مناسبة هذا الكلام في التقرير التلفزيوني الذي أعدّه إلياس كرّام والذي تزامن مع حملات التضامن الواسعة مع الشيخ رائد في ذلك الوقت، هو التحريض الإسرائيلي على الشيخ في عزله الانفرادي كما عنونَ أحد المواقع العبرية يومها تقريره التحريضي بـ “رائد صلاح يبعث رسالة من السجن ضد إسرائيل” وزعم الموقع أن “الشيخ رائد صلاح يتهم إسرائيل بتزوير التاريخ والسعي لفرض روايتها الكاذبة على الفلسطينيين”.

نعم، ما زال الشيخ رائد صلاح يدفع من حريته ثمنًا لمواقفه المدافعة عن القدس والمسجد الأقصى المحتلين وعن قضايانا الدينية والوطنية وعن ثوابتنا الإسلامية والعروبية والفلسطينية، ولم يتردد ولو للحظة أن يدفع ثمنًا لما يحمله من عقيدة وفكر ومشروعٍ حضاري، وهو من قال قبيل دخوله السجن يوم 16/8/2020 لقضاء محكوميته في السجن الفعلي مدة 28 شهرًا في قضية ما يعرف بملف “الثوابت”، في مقابلة صحافية له مع موقع “الجزيرة نت”: “ما أصرح به انتصارا لله والتاريخ وللثوابت، وبهذه القضية أعتبر نفسي أنا المنتصر، فالسجن قضية ثانوية جدا، فالتضحيات لا بد منها في مسيرة تحرير الشعوب، فأي شعب لا يستعد أن يدفع التضحيات لا يمكنه الحفاظ على وجوده والتقدم بمسيرة التحرير”.

مشهد ملاحقة الشيخ رائد صلاح السياسية التعسفية الانتقامية لم ينتهِ ولن ينتهي هذا المشهد إلا بانتهاء المشروع الصهيوني وزواله. وحقيقة أن المؤسسة الإسرائيلية تهابه حرًا وتخشاه أسيرًا، لأن الشيخ رائد صلاح، الشخص والرمز والفكرة والمشروع والقضية وما يمثله من ثوابت إسلامية وعروبية وفلسطينية، يمثل خطرًا إستراتيجيًا على المشروع الصهيوني ومستقبله، وفق ما تراه السلطات الاسرائيلية، وأذرعها السياسية، والأمنية، والإعلامية.

فماذا يعني أن تضع سلطات السجون الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح الذي تجاوز الـ 63 من عمره، تحت ظروف قاسية في قسم العزل الانفرادي القاسي في سجن رامون الصحراوي منذ نحو عام، وهذا التعذيب يُعتبر مخالفًا للقانون الإسرائيلي نفسه وللقوانين والأعراف الدولية ويعتبر جريمة بحق الإنسانية ومساسا صارخا بحقوق الشيخ الأسير. ويعتبر مخالفة واضحة للقانون الدولي ولميثاق مناهضة كل أشكال التعذيب الذي أقرّته الشرعية الدولية. كما صرّح بذلك بيان طاقم الدفاع!!

الشيخ رائد صلاح، شيخ الأقصى، الذي ارتبط اسمه بالمسجد الأقصى المبارك، قاد على مدار أكثر من أربعين عامًا، مسيرة نضالية نصرة لقضية القدس والمسجد الأقصى ومسيرة نصرة قضايا شعبنا، وانتصر لمبادئنا ولثوابتنا الإسلامية والعروبية والفلسطينية، وتبنى أجندة الدفاع عن القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية والهوية الدينية والقومية والوطنية، ووقف سدًا منيعًا أمام مخططات التهويد ومشاريع الأسرلة، لا يدفع اليوم فقط حريته ثمنًا للدفاع عن هذه الثوابت والقضايا، إنما تمارس ضده أيضًا سياسات تعسفية انتقامية في عزله الانفرادي، فأقل الواجب وأضعف الإيمان يا أهل الثوابت والمبادئ ويا أيها القابضون على الجمر، أن لا يتخلف من يستطع منكم عن المشاركة في صلاة جمعة حاشدة أمام سجن رامون الصحراوي يوم 13/8/2021. ولا يتخلف من يقدر منكم عن التفاعل والمشاركة في الخطوات الاحتجاجية الأخرى التي ستعلن عنها لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة ضد ممارسات مصلحة السجون تجاه شيخ الأقصى الأسير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى