بحث داخلي في السلطة: الجيل الشاب محبط من قيادة فتح ويؤمن بنموذج المواجهات في القدس لمواجهة المؤسسة الإسرائيلية

طه اغبارية
الجيل الفلسطيني الشاب مصاب بالإحباط من قيادة حركة فتح ويعتبرها قيادة مترددة وضعيفة، هكذا تبين من خلال بحث داخلي أجرته السلطة الفلسطينية على يد طاقم من الأكاديميين المحسوبين على حركة فتح.
كما يتبين من البحث بحسب ما نقلت صحيفة “هآرتس” اليوم الأحد، أن المواجهات التي اندلعت في شهر أيار/ مايو في القدس المحتلة، هي النموذج الأمثل لمقاومة الفلسطينيين لإسرائيل.
وذكرت “هآرتس” ان تحليل معطيات البحث التي قامت بها السلطة وصلت إلى أيدي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وهي تثير قلقها لأن الأجواء في الشارع الفلسطيني يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع الأمنية الإسرائيلية.
وأجري البحث بناء على طلب قيادة حركة فتح في أعقاب تدني شعبيتها غير المسبوقة في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة كذلك بعد نشر المركز الفلسطيني لبحث الاستطلاعات والسياسات، الشهر الفائت، نتائج استطلاع أفاد بارتفاع شعبية حركة حماس بعد المواجهة العسكرية الأخيرة. يضاف إلى أسباب استدعاء البحث غليان الشارع الفلسطيني والغضب المتصاعد ضد سلطة رام الله، في أعقاب اغتيال المعارض نزار بنات.
وأكدت نتائج البحث أن المقاومة الشعبية التي اندلعت في شهر أيار/ مايو في القدس المحتلة بعد اقتحام قوات الاحتلال للأقصى ومخاطر التهجير التي تتهدد أهالي الشيخ جراح “هي النموذج الأنجح لحشد الرأي العام الدولي لدعم مقاومة الفلسطينيين لإسرائيل”.
وأشار معدو البحث إلى وجود فجوات واسعة وعميقة بين قيادة فتح وناشطيها في الميدان، جموع الفلسطينيين وخاصة الجيل الشاب “محبط”، بحسب تحليل معطيات البحث، ووفق الباحثين فإن الجيل الفلسطيني الناشئ يرصد غياب فاعلية لدى القيادة وفشلها في قراءة الشارع والفرص السانحة ثم استغلالها. كما كشف البحث أن الأحداث الأخيرة أظهرت منظمة التحرير الفلسطينية كجسم ميت بلا أي حراك.
ويدّعي الباحثون أن الجيل الشاب في حركة فتح يعتقد أن النزاعات الداخلية في حركة فتح والسلطة وقلقها من انتفاضة أخرى فضلا عن الصراع على خلافة محمود عباس أدت إلى حيبة الأمل الموجودة.
وبحسب النشر في “هآرتس”، فإن البحث طرح توصيات أمام قيادة السلطة بهدف التحرك السريع لتلافي الحالة القائمة وتقوية مكانة السلطة وحركة فتح في أوساط الفلسطينيين في الضفة والقدس وقطاع غزة. ويعتقد الباحثون أن “الاحتلال، الحركات الإسلامية، والفساد في مؤسسات السلطة، هم أعداء حركة فتح”، وأوصوا بضرورة الفصل الواضح بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية والمبادرة لتوحيد الصفوف مقابل حركة حماس.
وزعم أن الانقسام الذي قادته حماس عام 2007 مكّن الحركة اقتسام السلطة مع حركة فتح، ولكن في الحقيقة بحسب ادعاء الباحثين فإن “حركة حماس تشكل اليوم بديلا لحركة فتح وليس فقط شريكا في السلطة” وهذا بسبب السلاح الذي تمتلكه والدعم الذي تحظى به في المنطقة في أعقاب المواجهة العسكرية الأخيرة.
واقترح الباحثون من حركة فتح من أجل استعادة الحركة لدورها لا سيّما في القدس المحتلة، ضخ الحركة بدماء شابة والاهتمام بالشباب المقدسي والانخراط أكثر في المواجهات مع سلطات الاحتلال في القدس المحتلة وعدم ترك الساحة لنشطاء حركة حماس.



