أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

“الصحة” الفلسطينية: الاحتلال يستخدم غازات مجهولة ضد المتظاهرين

اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية، قوات الاحتلال باتباع إستراتيجية تعمد القتل أو الإعاقة بحق المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، مطالبة المنظمات الحقوقية التدخل لوقف استخدام “القوة المميتة” بحق المتظاهرين.

وقال أشرف القدرة، الناطق باسم الوزارة في غزة في تصريحات صحفية: “إن الاحتلال يسير في خطة تتكون من محددين في استهداف المواطنين العزل على حدود قطاع غزة؛ المحدد الأول هو انتهاج سياسة القنص المباشر باستخدام الأعيرة النارية والمتفجرة وقنابل الغاز الموجهة، والمحدد الثاني استخدام مفرط من الاحتلال لغازات مجهولة ضد المواطنين العزل وطواقم الإسعاف والصحفيين”.

وأضاف: “هذه الإصابات تتركز وفق منهجية القنص المباشر في المناطق العلوية والسفلية من الجسم لا سيما في مناطق المفاصل، وهذا يعني أن الاحتلال لديه توجيه مباشر لجنوده بأن يكون إطلاق النار إما للموت أو لإحداث شلل أو لإحداث إعاقة”.

وأوضح القدرة أن هذا الأمر شاهدته وعاينته الطواقم الطبية من حجم الإصابات التي تصل إلى المستشفيات؛ حيث توصف إصابات الجرحى بأنها عميقة وواسعة إضافة إلى أنها تحدث تفتتًا في اللحم والعظم في المنطقة المصابة.

وأشار إلى أن جزءًا من الإصابات تسببت في بتر في الأطراف، موضحا أن أحد المصابين أمس بترت إحدى قدميه.

وتابع قوله: إن “هذا دليل على أن الاحتلال لديه شبق واضح في إحداث مزيد من القتل أو الإعاقات بين صفوف المدنين”.

وحول استخدام الغازات المجهولة أكد الناطق باسم وزارة الصحة أن جيش الاحتلال يستخدم في كل مرة غازات مجهولة في مجابهة المدنين العزل، وهو ما يدلل أيضا على نية مسبقة للقتل بشكل ممنهج.

وأكد أن “هذه الغازات تحدث تشنجات وإجهادًا عامًّا وتسارعًا في دقات القلب، إضافة إلى التقيؤ والغثيان والسعال الشديد الذي ينتاب المصاب”.

وأوضح أن “جزءًا من هؤلاء المصابين يمكث لساعات طويلة في المشافي، وهذا لم تعهده الطواقم الطبية من قبل في تعاملها مع الغازات المسيلة للدموع التي كان يلقيها الاحتلال سابقا”.

وكشف القدرة أن هناك عددا من المصابين لا يزال يرقد في مشفى غزة الأوربي منذ 14 يوما، وقد عانى من نقص حاد في الأكسجين بعد إصابته.

وطالب المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية بالتدخل الفوري للكشف عن طبيعة الغازات المستخدمة والتي أصابت العشرات من المواطنين والمسعفين والصحفيين بالاختناق الشديد والغثيان والتقيؤ وسرعة في نبضات القلب.

وقتلت قوات الاحتلال، أمس الجمعة، فلسطينيين اثنين، وأصابت العشرات بجراح منهم أطفال ومسعفون وصحفيون.

وعدّ المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في تقرير له اليوم السبت، ما تم هو استخدام مفرط للقوة المميتة ضد المشاركين في تظاهرات سلمية.

وقال التقرير: “يدلل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، لا سيما عمليات القتل، أنها تجرى بشكل مقصود من جنود الاحتلال، وعبر عمليات قنص مباشرة، لمدنيين في تظاهرات سلمية غير عنفية، يعزز ذلك، انتشار قناصة الاحتلال وتموضعها قبالة الأماكن التي تجرى فيها التظاهرات”.

وأضاف: “منذ بداية هذه الأحداث لم يسجل أي إيذاء أو تهديد جدّي لحياة الجنود، ومع ذلك تستمر قوات الاحتلال في جرائمها، واستخدام القوة المفرطة، غير المتناسبة، ودون تمييز، ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم”.

وكشف المركز الحقوقي أن قوات الاحتلال كثفت وبقرارٍ استخدامَ الذخيرة الحية، وبعضها من النوع المتفجر، في مواجهة المدنيين العزل؛ إذ ارتفعت أعداد المصابين بالأعيرة النارية شرق قطاع غزة، للجمعة الثالثة على التوالي هذا إلى جانب إصابات ارتطام مباشر بالقنابل المسيلة للدموع.

وعدّ أن ذلك يأتي ترجمة لتهديدات الجيش الإسرائيلي، قبل يوم واحد، على لسان الناطق باسمه افيخاي ادرعي، للمتظاهرين في القطاع بأن “وصولكم للجدار ومحاولاتكم لإلحاق الضرر به يعرّضكم للخطر”.

وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه يتابع بقلق عميق تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وينظر بخطورة بالغة، إلى استخدام القوة المميتة ضد مدنيين عزل، مشاركين في تظاهرات سلمية غير “عنفية”، بما يخالف معايير القانون الدولي الإنساني.

وندد باستخدام قوات الاحتلال “القوة المفرطة والمميتة غير المتناسبة” ضد المتظاهرين.

ويرى المركز أن استخدام القوة المميتة هي نتيجة الضوء الأخضر للاحتلال بعد القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ما يمثل اشتراكاً مباشراً في جريمة عدوان، ويهدد السلم والأمن الدوليين بشكل مباشر.

ودعا المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية للتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.

وحذر من استمرار التداعيات الخطيرة للإعلان الأمريكي؛ لكونه يؤجج المشاعر الدينية للمسحيين والمسلمين حول العالم، وليس في فلسطين فقط، ويظهر ذلك بوضوح من ردة الفعل المحلية والدولية الواسعة.

وجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية، والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية، وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين، وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

من جهته، عدّ الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عبد اللطيف القانوع، استهداف الاحتلال المتظاهرين السلميين على حدود القطاع هي محاولة يائسة لثني إرادة الشباب المنتفض، وتعبر عن حالة الإفلاس “الإسرائيلي”.

وقال القانوع في تصريح مكتوب له، اليوم السبت: “الشباب المنتفض الذي استطاع أن يقص السياج الفاصل ويضرم النار ببرج الجيش في مظاهرات الأمس يمتلك شجاعة عالية ونفسا طويلا في مواجهة الاحتلال، ولا يستطيع أحد أن يكبح جماح غضبه لمدينة القدس، أو يقتل همته، أو ينتزع إرادته”.

وطالب المجتمع الدولي بضرورة الوقوف عند مسؤولياته ولجم الاحتلال عن جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى