أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

دراستان غربيتان تؤكدان: اليمين واليسار في أوروبا متفقان على معاداة الإسلام

الإعلامي أحمد حازم
حالات العداء للإسلام والمسلمين في أوروبا تزداد باستمرار، وهذا ما أكدته دراستان في هذا الشأن نشرتهما مؤسستان أوروبيتان. الدراسة الأولى نشرتها مؤسسة الأبحاث البريطانية “تشاتام هاوس” المشهورة عالمياً، والثانية نشرتها صحيفة “دي تسايت” الألمانية المعروفة برصانتها ودقة معلوماتها. الدراسة البريطانية، والتي كانت بمثابة استطلاع رأي موسع وشامل، لمواقف الرأي العام الأوروبي من المهاجرين المسلمين، وشمل عشرة آلاف شخص من عشر دول أوروبي، نتائج الاستطلاع كانت صادمة ومخيفة، كما جاء في الدراسة، لأنها أظهرت رفضًا شديداً لفكرة استقبال لاجئين مسلمين، فقد ذكر 55% من هؤلاء أنهم ضد استقبال لاجئين مسلمين.
نقطة مهمة أبرزتها الدراسة البريطانية، وهي أن العداء للمسلمين لم يكن تعبيراً من جهة سياسية معينة، بل تجاوز الانتماءات السياسية، بمعنى أن اليمين واليسار على السواء يتفقون على ذلك بدرجات متفاوتة.
الدراسة الثانية، التي تناولتها صحيفة “دي تسايت” الألمانية، تتحدث عن الدور الخطير للإعلام الغربي في تشويه صورة الإسلام والتحريض على المسلمين. تقول الدراسة، إن نسبة 60 إلى 80% من تقارير الصحافة الألمانية والغربية وفي قنوات التلفزيون العامة، تتناول الإسلام عند الحديث عن قضايا سلبية مثل الإرهاب، واضطهاد المرأة، والتعصب، والتطرف، والتخلف.
وأشارت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام الألمانية لم تقدّم على مدى عقود، سوى الجوانب السيئة من المجتمع الإسلامي، وتتساءل: ألا يوجد في المجتمع الإسلامي قضايا أو نماذج أخرى أكثر إشراقا من ذلك؟ الدكتور كاي حافظ أستاذ الاتصال الدولي في جامعة ايرفورت الألمانية، يرى أن الخلل في وسائل الإعلام يكمن في تشويه صورة الإسلام وعدم إظهارها الجوانب الإيجابية، علماً بأن المجتمعات الإسلامية رائعة ومتنوعة.
الأمر الخطير الذي أظهرته الدراستان الألمانية والبريطانية، أن معدلات كره الإسلام في بعض مناطق أوروبا ارتفعت بنسبة 70 إلى 80%، وأن إدانة جوهر الإسلام أصبحت هي العناوين الرئيسية المزدهرة للصحافة السيئة في الغرب انطلاقا من اعتقاد واهٍ منهم بأن الإسلام يهدد المجتمعات المتسامحة في أوروبا.
والحقيقة التي لا بد من التطرق إليها، هي أن العداء للإسلام في الغرب ليس قضية دينية، بل قضية استراتيجية تخطط لها مراكز أبحاث نافذة وعقول استراتيجية غربية وليس رجال دين متعصبين، مركز مراقبة وسائل الإعلام في بريطانيا أصدر مؤخرا تقريراً تحدث فيه عن كيفية الإبلاغ عن الهجمات الإرهابية اعتماداً على مرتكبها. ووفقا للتقرير، “فإن أكثر من نصف التقارير الإخبارية البريطانية استخدمت بين عامي 2015 و2019 مصطلح “إرهابي” جنبا إلى جنب مع مصطلحات الإسلام أو المسلم، أي تسعة أضعاف الموضوعات التي يتم فيها تحديد الجاني على أنه يميني متطرف أو نازي جديد. هذه الأحداث ليست مجرد نتاج لتفكير أو موقف عنصري متطرف لجماعات محدودة، بل تندرج في إطار توجه استراتيجي عام في الغرب. الرئيس الفرنسي ماكرون حين سئل عن قيام مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية بإعادة نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم، قال: “لدينا حرية إعلام، وليس لي كرئيس للجمهورية أن أعلق على خيارات تحريرية لصحفي أو صحيفة.. يتوجب عليّ حماية الحريات. طبعاً”، الرئيس الفرنسي وكل الذين يرون أن التعدي على الإسلام والمسلمين يندرج في إطار حرية التعبير والرأي هم كاذبون لأن حرية التعبير لا يمكن أن تعني ارتكاب جرائم بحق دين وبحق أتباع هذا الدين.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لو كانت هناك هجمة على اليهودية واليهود في أوروبا، هل يترجم ذلك إلى حرية التعبير. وهل يجرؤ ماكرون على قول ما قاله بشأن الإسلام والمسلمين، وبالأحرى هل يسمح للكتاب والمحللين التطاول على اليهود كما يفعلون مع المسلمين؟ بالطبع لا.
تقول الكاتبة الألمانية بيترا فيلد في كتابها “الإسلام العدو المفضَّل” (Lieblingsfeind Islam)، “إن العداء للإسلام بالذات رائج في الغرب، ولا يستطيع السياسيون الغربيون الحديث مثلا عن اليهود واليهودية بشكل هجومي. فمن يتعرض من السياسيين بالغرب لليهود أو اليهودية بنفس الطريقة التي يُتعامل بها مع المسلمين، فستكون النتيجة اعتزاله الساحة السياسية. أما الحديث عن الإسلام والمسلمين فلا قيود عليه”. هم لا يسمحون بنشر أي شيء يسيء إلى اليهود واليهودية وإلى الكيان الإسرائيلي والصهيونية. وهنا لا توجد حرية تعبير. لكنهم يتذرعون بالحريات لتبرير جرائمهم بحق الإسلام والمسلمين كي يخفوا حقيقة أنهم كلهم يؤيدون هذه الجرائم لأسباب استراتيجية. فهل نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم وإحراق المصاحف وتصويرها بالفيديو هي حرية تعبير عن الرأي؟ بالطبع لا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى