أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

مشعل: المرحلة تتطلب مشاركة في القرار النضالي والسياسي

أكد رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، أن المرحلة الراهنة تتطلب شراكة وطنية في إدارة القرار النضالي والسياسي، وتسمح بالتوافق الوطني على مقاومة شعبية جادة في الضفة الغربية والقدس.

وبين مشعل في لقاء مع صحيفة الرسالة بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ30 أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي “أراد أن يستعجل في تطبيق خطة القرن بأن يفرض واحدا من أهم عناوينها بحسم ملف القدس لمصلحة الكيان الاسرائيلي”، موضحا في الوقت ذاته أن هذا القرار أوجد جوّاً فلسطينياً أخرج المصالحة الوطنية من لحظة انسداد محتملة.

ويرى أنه وبعد “قرار ترمب” بات الشعب الفلسطيني وقيادته أمام معركة كبيرة، موضحا أن ما جرى ساعد على تجاوز العثرات التي أصابت المصالحة في أسابيعها الأخيرة، وعدّ أن القضية فقدت عددا من أوراق القوة التي كان يملكها الشعب وقيادة السلطة في العقود الماضية.

وتابع: “إلى جانب أننا أصبحنا أمام عالم عربي مثقل بالأزمات منشغلٍ بجراحه، فضلاً عن تغير وتراجع في مواقف عدد من دوله، إلى أن وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيه بعض الدول تسعى للتضحية بالقضية الفلسطينية في سبيل حل أزماتها الداخلية ومعاركها الجانبية، وجاءت صفقة القرن تعبيراً صارخاً عن ذلك، بعد زمن كان العرب يضحون من أجل القضية”.

ويعتقد مشعل أن ترمب قرأ واقع العالم العربي، لذا ذهب في خطته المجنونة، وأراد أن يستعجل في تطبيق خطة القرن بأن يفرض واحدا من أهم عناوينها، وهي حسم ملف القدس لمصلحة المؤسسة الاسرائيلية، وهنا طالب مشعل بترجمة هذا التحدي الكبير إلى نضال متعدد الجبهات بحيث يجبر أمريكا على التراجع عن القرار الأخير، ويعيد إحياء القضية والقدس في الأمة وعلى الصعيد الإقليمي والدولي.

وفي سؤال وجهه الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال “تواصلتم مع أبو مازن، هل شعرتم أنه يريد ما تريدون أو ما يريده الشارع، لأننا لا نراهن لا على الموقف العربي ولا الدولي بقدر الموقف الفلسطيني؟”، فأجاب مشعل قائلا: “نعم لدينا ألم في غزة بالعقوبات وتباطؤ المصالحة، وصيتي بأننا في لحظة تاريخية، لذا يجب تجاوز مشاعر الألم هذه، حتى نعمل معاً في مواجهة التحدي الكبير، ومن حق غزة أن تتخلص من الحصار والعقوبات وأن تحل أزماتها وتعيش والكل الفلسطيني مصالحة حقيقية، واليوم وفي ظل التطور الأخير هناك فرصة للكتّاب والصحفيين أن يسمعوا القيادة الفلسطينية لغة واحدة ويطالبوها بمسؤوليتها فنحن جميعا مستهدفون، والقيادة الفلسطينية مستهدفة كذلك وهي تدرك ذلك، ومن هنا يجب إجراء حوارات جادة لتبنى استراتيجية هي في متناول اليد حيث إن هناك قواسم مشتركة نستطيع أن نعمل بها”.

وقال مشعل في رده حول سؤال بشأن مشاركة حماس في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير: أؤمن أن السياسة هي فن الممكن، وهي كذلك فن استخدام المقادير وفرز الألوان بدقة، ولا بد من دعوة لتشاورٍ فلسطيني واسع في الداخل والخارج. بالنسبة لاجتماع المجلس المركزي، أعتقد أن إخواني في قيادة الحركة منفتحون على جميع الخطوات الإيجابية وهم يقررون ذلك ويستطيعون التعبير عن موقفهم”، مضيفا “وأنا مع اجتماع الكل الفلسطيني لأخذ خيارات أكثر جرأة وأعلى سقفًا”.

وتعليقاً على تساؤل الكاتب والمحلل السياسي إياد الشوربجي عن تصورات حماس حول المطلوب لفرملة التطبيع العربي باتجاه الاحتلال الإسرائيلي وكيفية استثمار قضية القدس في هذا السياق، قال مشعل: “لن نسمح لأي طرف أيا كان عربيا أو دوليا أن تكون القضية كيسًا لتسديد فواتيرهم وخدمة أجنداتهم.. لن نتساهل في هذا الموقف حتى لو تركنا وحدنا في الميدان، مع ثقتي أن أصحاب المحاولات هم قلة وليسوا أكثرية”، وتابع “الموقف الفلسطيني مهم خاصة أن البعض العربي يريد تغطية خطيئته بغطاء فلسطيني، وعلينا كشف من يريد أن يتغطى بنا لأي تنازل”.

وفي سؤال حول بدائل حماس في حال فشل المصالحة، أجاب مشعل على السؤال الذي طرحته إحدى الصحفيات بـ: هذا سؤال صعب، لكن لا بديل عن المصالحة إلا المصالحة، الخطوة التي قامت بها الحركة كبيرة، ربما قرأها البعض بصورة سلبية، لكن لا بد أن نبقى في محاولاتنا واجتهاداتنا لإنجاز المصالحة وطي صفحة الانقسام، وإذا فشلت محاولة نبحث عن أخرى، فلا أحد في الساحة الفلسطينية يستطيع إلغاء الآخر، ولا يصح ذلك وطنياً، لذلك فإن الخيار الوحيد هو التعايش وإيجاد صيغ من التفاهم والعمل الوطني المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى