(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)… كونوا ليكونوا
فاطمة إبراهيم
يقول الله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا). (آية 132 سورة طه) وفي تفسير هذه الآية جاء، استنقذ أهلك من عذاب الله بإقام الصلاة، واصطبر أنت على فعلها.
من كتابه العزيز نستشهد بآية أخرى تعلّمنا أن نكون قبل أن نطلب من أبنائنا أن يكونوا، وفي هذه الآية خصّ الله عزّ وجل أمر الأهل بالصلاة لما فيها من عظيم الأهمية، فالصلاة هي الصلة بين العبد وربه، ولما في هذه الصلة من أهمية لكل تفاصيل حياتنا أوصى الله عزّ وجل ربّ الأسرة أن يأمر أهله بالصلاة، ولكن بعد أن يعطيها حقها وقدرها، وفي أمر الصلاة نتكلّم عن عدة علاقات وهي:
– علاقة رب الأسرة مع ربّه.
– علاقة ربّ الأسرة مع أهله.
– والناتج علاقة الابن مع ربّه.
فإذا كانت العلاقة الأولى والثانية جيدة ستكون الثالثة بالتأكيد جيدة.
نجدد الحديث عن مهارات التواصل مع أنفسنا ومع ربّنا وأن نكون سليمين من الداخل، ومن ثم نحتاج مهارات التواصل مع أبنائنا وأن نملك زمام الأمور ونقود السفينة بشكل يرضي الله، فالمهمة الأساسية التي يجب أن نعطيها كل العناية هي قيادة الأسرة توجيهها للمسار الصحيح، وأفضل وسيلة للتربية هي التربية بالقدوة، ولكي نحقق هذا النوع من التربية علينا العمل وكل العمل على أنفسنا، وإذا كنّا سيكون الأبناء بشكل أفضل وسيأخذ منّا طاقة محدودة ولن تكون مستنفذة.
وبما يخص الصلاة يجب أن نكون دقيقين في هذا المكان مع أبنائنا، وأن نوصل هذه الرسالة بحب وترغيب وإقناع، وهذا كله بعد أن تأخذ الصلاة مكانها في حياتنا، ومن ثم نأمر أهلنا بها بكل ما أوتينا من طاقة ومن وسائل، فهذا المحل الذي سنسأل عنه يوم القيامة، وهذا المكان الذي سيكون منبعًا لكل علاقاتنا وكل تفاصيل حياتنا ونكون بالميزان الشرعي الصحيح. كونوا ليكونوا ولا تتنازلوا عن أنفسكم وأهلكم.