تكنولوجياومضات

تجار مخدرات يستغلون لعبة “فورتنايت” لتجنيد أطفال ببيع الممنوعات! يتورطون بعيداً عن عيون الأهل

حذَّر عاملون اجتماعيون مختصون بالعمل مع القاصرين، من أنَّ المجرمين يلجأون إلى لعبة الفيديو Fortnite (فورتنايت) واسعة الانتشار حول العالم، لاستمالة الصغار من سن 12 عاماً، ليصبحوا مهربي مخدرات.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الأحد 21 مارس/آذار 2021، إن المجرمين يعرضون العملة الرقمية الخاصة باللعبة “v-bucks” على الأطفال الذين يرغبون في شراء مميزات إضافية، مثل أزياء وحركات رقص لشخصيات اللعبة، لكن لا يمكنهم تحمل تكلفتها.
عقب اعتياد الطفل على تلقي عملة “v-bucks” يطلب تجار المخدرات شيئاً في المقابل، ويرتبون للقاءٍ شخصي، وغالباً ما يسألون الطفل تخبئة المخدرات في غرفة نومه أو توصيلها إلى زبائن.
يقول ماثيو نورفورد، الذي يعمل مع الصغار المُعرَّضين لخطر الاستغلال من المجرمين في مدينة مانشستر البريطانية من خلال مبادرته 1Message، إنَّ الكثير من الأطفال، أغلبهم في سن 12 و13 عاماً، تواصل معهم أشخاص أكبر سناً عبر لعبة Fortnite.
نورفورد أضاف أنَّ هؤلاء الصغار “يعتبرون من الرائع اللعب مع آخرين أكبر سناً من المنطقة المحيطة. ويمكنك أن ترى أنَّ بعضهم يحب الإثارة. فهم يحبون المنظمة وأن يكونوا جزءاً منها”.
يروي نورفورد أنه يعرف طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً، تواصل معه من خلال اللعبة شخصٌ يعرفه من الحي في العام الماضي، وبعد إرسال طلب صداقة إليه وإجراء محادثة، بدأ الصبي الأكبر في عرض v-bucks عليه لشراء أزياء اللعبة، التي تُعرَف باسم “الجلود”، قبل أن يطلب منه مقابلته شخصياً.
أصبح الصغير يخفي الآن بانتظام عبوات من الماريغوانا بقيمة 80 جنيهاً إسترلينياً (110 دولارات تقريباً) في غرفة نومه لصالح تاجر المخدرات.
يقول نورفورد: “أخشى للغاية أن يبدأ هذا الطفل في بيع المخدرات بنفسه، لكن ما الذي يسعني فعله وأنا لا ألتقي معه سوى مرتين أسبوعياً، تاجرالمخدرات هذا يسيطر عليه، ويبتاع له أشياء في اللعبة لا يستطيع والداه تحمل تكلفتها بينما يلعبان طوال الليل”.
تشير تصنيفات التوجيه الأبوي للعبة Fortnite إلى أنها تناسب الأطفال من سن 12 عاماً وما فوق، حيث تدور حول إسقاط ما يصل إلى 100 لاعب عبر الإنترنت على جزيرة لبناء الحصون والعثور على الأسلحة والقتال حتى الموت.
في هذا السياق، دعت إيرينا بونا، مديرة السياسات في جمعية الأطفال الخيرية، شركات الألعاب والمنصات عبر الإنترنت للتحقُّق من دلائل استمالة الأطفال وإخبار الآباء بكيفية إطلاق ناقوس الخطر.
أضاف بونا: “يتزايد خطر استمالة الأطفال عبر الإنترنت لاستغلالهم إجرامياً منذ العام الماضي. إنَّ حماية الأطفال عبر الإنترنت هي مسؤولية الجميع، بما في ذلك مطورو الألعاب وشركات الشبكات الاجتماعية”.
من جانبها، قالت شركة Epic Games لألعاب الفيديو، ناشرة Fortnite، إنها أخذت مثل هذه التقارير على محمل الجد، “بما في ذلك العمل مع سلطات إنفاذ القانون لاتخاذ الإجراءات اللازمة”، وأضافت أنَّ خصائص المراقبة الأبوية تسمح بتعطيل الدردشة الصوتية والنصية وقبول طلبات الصداقة أو رفضها.
وتسببت لعبة “فورتنايت” في الإدمان لمستخدميها، ويقلق آباءٌ كثيرون مما قد يبدو هوس أطفالهم بألعاب الفيديو، وبينها هذه اللعبة التي يُقدر عدد مستخدميها بـ350 مليون شخص، وفقاً لموقع statista.
يتمثل أحد أسباب قلق الآباء والأمهات من اللعبة في أنها تسمح للاعبين ضمن بيئةٍ افتراضية بتبادل الأحاديث والتفاعل الاجتماعي، الذي لا تكون تفاصيله معروفة لدى الأهل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى