مقالاتومضات

ظلام من الغرب

محمد عبد أبو شقرة
قبل أسبوع ونيف، ظهر الزوجان الأميران، هاري وميغان ماركل، في مقابلة تلفزيونية، أجرتها معهما، الإعلامية الشهيرة، اوبرا وينفري، مقابلة أوقعت وأغرقت العائلة المالكة في بريطانيا، في حرج شديد، لا سيّما، وإنها أماطت اللثام عن حقيقة هذه العائلة، وما اتصفت به، من كذب وعنصرية، على حد زعم هاري ماركل، كنة الأمير تشارلز.
تحدثت ماركل، عن تلك العنصرية، التي بلغت حدّها وأوجها، لدرجة أنها كادت أن تدفع بها، للإقدام على الانتحار، هروبا من هذا الواقع الأليم والمر، خاصة بعد اكتشافها بانها، عنصر غير مرغوب فيه، عند البعض من نزلاء القصر، والسبب في ذلك هو لون بشرتها الذي لم يرق لهم لأنها ليست من ذوات البشرة البيضاء.
الأميرة الشاكية، كشفت في حديثها أيضا، عمّا وصل الى مسامعها، عن حقيقة الهمز واللمز، الذي كان يدور بين أفراد العائلة المالكة، كيف لا؟ فمن بداية حملها، بدأوا يتساءلون، فيما بينهم، ما هو موقفهم من المولود المنتظر، إذا ما جاء ملون البشرة، ولم يكن من ذوي البشرة البيضاء؟ ترى هل سيكون أهلا لحمل لقب (الأمير)، أم هل سيحرم من هذا اللقب ومن الحماية الملكية أيضا؟ إلى هنا، اكتفي بذكر هذا النزر اليسير مما جاء في المقابلة، وأعود إلى الوراء الى حضارة الإسلام، التي أظهرت لنا بنورها ظلمة الغرب وظلامهم.
نور الإسلام، كشف لنا وأثبت لنا أن النداءات والشعارات البرّاقة التي طالما تغنوا بها انما هي، شعارات جوفاء، تذوب أمام شمس الإسلام ونوره، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظم العبيد ويعطيهم حقهم، ويطالب بمعاملتهم كأخوة لنا، ويسعى من خلال الشرع الحنيف الى إلغاء نظام العبودية. ليس هذا فحسب، فقد كانت لهم المكانة والمنزلة العالية، في قلبه وقلوب أصحابه، فمولاه، زيد ابن حارثه وابنه أسامة بن زيد يحتلان مكانة عالية في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شدّة حب رسول الله لأسامة الذي رباه في بيته، واهتم به كل الاهتمام، حتى صار الصحابة ينادونه بـ أسامة بن محمد، وما انتهوا عن ذلك إلا بعد ان نهاهم الله عن ذلك، لما قال: (ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله)، أضف الى ذلك، فقد حمّل الراية في مؤتة لثلاثة من القادة، فيهم زيد بن حارثة الذي حملها حتى استشهد رضي الله عنه، في هذه المعركة، وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم جهز جيشا لغزو الروم تعداده ما يزيد على عشرين الفا جلهم من صحابته، إلا أن الله توفى رسول صلى الله عليه وسلم فلم يخرج الجيش الا بعد تسلم ابي بكر لمهام الخلافة، والذي بدوره ابقى مهام القيادة لأسامة بن زيد، والذي كان بالأمس القريب، عبدا بن عبد إلا أن هذا الامر لا يلعب دورا في ميزان الإسلام والمسلمين.
ثم ماذا عن بلال بن رباح العبد الحبشي، والذي أصبح حاملا للقب اول مؤذن لرسول الله في الإسلام. الامثلة في هذا الباب كثيرة، وكلها تنادي بأعلى صوت، هذا نور الإسلام، وذاك، هو ظلام، من ظلام الغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى