أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

أطفال غزّة… تنظيم معارض تشكيليّة في المنازل

عَلّقت الطفلة الفلسطينية سناء قنديل، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أحبال الفوانيس المُلونة داخل معرضها الخاص الذي نفذته مع شقيقها محمد في حديقة بيتها، ضمن سلسلة معارض فنية نفذها تشكيليون أطفال على جدران منازلهم.

وشارك نحو 21 طفلًا من أطفال الفن التشكيلي في “مركز الشروق والأمل” من بيوتهم، بلوحات فنية مفعمة بالحياة والألوان، عرضوا خلالها تصوراتهم وتخيلاتهم التي تم إنجازها خلال أوقات الفراغ، أثناء الحجر المنزلي الذي فرضه تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة. وتم تنظيم سبعة معارض متفرقة للأطفال، تحت شعار واحد: “لوحاتي على جدران منزلي” ومواضيع متنوعة، كان بعض تلك المعارض لطفل واحد، فيما شارك في بعضها الآخر أطفال من نفس البناية السكنية أو المنطقة، وقد نظم بعض الأطفال معارضهم في الخارج، أو في حديقة المنزل، أو في ركن من أركان البيت، أو الصالة، ومنهم من نفذ معرضه داخل غرفته.

وينظم الأطفال سنويًا معارضهم الفنية الجماعية، عبر رسم لوحاتهم وتصميم هيئة المعرض، وتعليق المُخرَجات، إلا أنهم اختاروا في العام الحالي، ونظرًا للظروف العامة، أن ينفذوا معارضهم من داخل منازلهم. وضم المعرض الفني للطفلة سناء قنديل وشقيقها محمد، عددًا من اللوحات الفنية التي تحاكي فيروس كورونا، حيث صَوّرت طفلة شقراء، ذات ملامح جميلة، ترتدي الكمامة، فيما زينا ساحة حديقة منزلهما بقطع “الفوم” الفنية التي شكلوا منها النجوم المُلونة ورؤوس القلوب، فيما رسما بعض الحيوانات، وشَكَلّا على قماش “الجينز” الورود والفراشات المُلونة.

وتوضح الطفلة سناء في حديث معها أنها سعيدة لمشاركتها في المعرض الذي عكست من خلاله عددا من اللوحات التشكيلية، إلى جانب المجسمات التي حاولت من خلالها إعادة تدوير خامة الكارتون والجينز، بينما يقول شقيقها محمد الذي شاركها في الرسم إن “الرسم ساعده على التعبير عن ذاته بشجاعة”. أما الطفل مصطفى عبد الهادي، فقد عكس عبر معرضه الفني الذي نظمه برفقة شقيقتيه خديجة ونور على جدران صالة بيتهم، عددًا من الرسوم الكارتونية عبر تقنية “الأنيميشن”، فيما قدم الأشقاء عبر لوحاتهم صور الخضروات والفواكه والطيور والحيوانات، كذلك عددًا من المشاهد الطبيعية، وشخصيات وأبطال الرسوم الكارتونية.

ويوضح الطفل عبد الهادي في حديث معه أنه سعى إلى تطوير قدراته في الرسم بعد التحاقه بعدد من الدورات، ومن بينها نشاط “رسمتي هي دُميتي” والذي قام من خلاله بتجسيد دميته المفضلة، وقد ساعدته كل من شقيقته نور وسجود على تنفيذ لوحاته لإقامة معرضه الفني. وتوضح شقيقته الطفلة سجود، 6 سنوات، أن المعرض الفني يكتسب ميزة إضافية، عبر عرض اللوحات وللمرة الأولى من داخل المنزل وعلى جدران الصالة الداخلية، ما أكسبها المزيد من الراحة، والثقة بالنفس، متمنية أن تلقى الفكرة استحسان الناس وتشجيعهم.

ويشارك الأشقاء أسلم ومحمد ورُسُل عبد الهادي في معرضهم الفني الذي تم تنفيذه داخل منزلهم في مدينة خان يونس، وقد تضمن مجموعة مواضيع متنوعة، ناقش بعضها العلاقات الأسرية بين الأب والأبناء، وأحوال الأشخاص ذوي الإعاقة، فيما عكس كذلك عددا من رسوم “الأنيميشن”، والمجسمات المصنوعة من عجينة السيراميك، والرسوم المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق الشعب الفلسطيني، ومشاهد مدينة القدس، علاوة على عدد من الرسوم الفنية للورود والطيور والخضروات والفواكه.

ويقول الطفل أسلم عبد الهادي في حديث صحفي معه إنهم ركزوا في أعمالهم الفنية على إعادة تدوير المواد غير اللازمة، لصنع مجسمات ولوحات فنية جميلة، بينما توضح شقيقته رُسُل 12 عامًا أنها اهتمت في فن “الأنيميشن” الذي يعكس شخصيتها، حيث سعت من خلاله للتميز، وتقديم لوحات فنية لافِتة، فيما يقول شقيقها الأصغر محمد (7 سنوات) إنه ساعد أشقاءه في رسوم “الأنيميشن”، ويحاول تطوير ذاته يومًا عن الآخر، لتقديم أفضل ما عنده.

من جانبه؛ يبين مدير مركز الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحُر خليل فارس، أن المركز الذي يعنى بتقديم خدماته إلى أفراد الفئة العُمرية التي هي بين 6 و12 عامًا لتطوير مواهبهم، يسعى إلى دعم الأطفال، ويحرص على تنفيذ المعرض الفني الذي درجت العادة على تنظيمه بشكل سنوي، إلا أن العام الحالي يتم تقديمه بأسلوب مختلف، تماشيًا مع الأوضاع العامة التي فرضها تفشي فيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى