أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرعرب ودوليومضات

اليمن.. أسوأ أزمة إنسانية في العالم تستدعي وقف الحرب

قاومت أسرة إبراهيم غنيم الجوع الذي يحاصر مئات الأسر في منطقة التحيتا بمحافظة الحديدة غربي اليمن، لكنها عجزت عن مواجهة مرض الكوليرا الذي فتك بها.

تتكون هذه الأسرة من 5 أشخاص، جميعهم فتك بهم المرض بعد شهور من سوء التغذية، في بيئة تعاني من انهيار المنظومة الصحية وتفشي المجاعة وسوء التغذية، وتحاصرها بنادق المتقاتلين وقذائفهم المباغتة.

فقد إبراهيم ابنته مريم ذات السنوات الخمس، فيما استمر المرض يعذب بقية أفراد الأسرة حتى أنقذهم مخيم طبي أقيم في المنطقة، لكن قصة إبراهيم وأسرته ما هي إلا عنوان لوضع إنساني سيئ تعاني منه مئات الأسر بسبب الأمراض وسوء التغذية.

واقع أسرة إبراهيم أشارت إلى ملمح منه 4 وكالات تابعة للأمم المتحدة أعلنت أمس الجمعة أن قرابة 2.3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد عام 2021، ومن المتوقع أن يعاني 400 ألف طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم، مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.

وتطرقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” (FAO) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” (UNICEF) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية في بيان وزع لوسائل الإعلام إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16 و22% على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة عن العام 2020.

ويتوقع أن تعاني حوالي 1.2 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021.

تهديد الجوع

من جهته، قال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن التعامل مع الحرب في اليمن يجب أن يأخذ بالاعتبار وجود 16 مليون شخص سيعانون من الجوع خلال العام الحالي.

وأضاف لوكوك للجزيرة نت أن هناك ما يقارب 50 ألف شخص يتضورون جوعا حتى الموت، ناهيك عن 5 ملايين آخرين تفصلهم خطوة واحدة عن هذا الوضع.

وأوضح أن اليمن يستورد 90% من طعامه، وأن قرار تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية كان سيؤثر على ذلك، لأنه يتم جلب كل هذا الطعام تقريبا من خلال القنوات التجارية، وتمنح وكالات المعونة الناس قسائم أو نقودا لشراء أغذية مستوردة تجاريا من السوق.

في السياق ذاته، يقول رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية بسام القاضي إن الوضع الإنساني في اليمن مأساوي خلال سنوات الحرب في بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأضاف القاضي في حديثه للجزيرة نت أن أكثر من ثلثي سكان اليمن (ما يقارب 80%) بحاجة لمساعدات إنسانية، إضافة إلى وجود أكثر من 3 ملايين و600 ألف نازح بفعل الحرب، وخروج قرابة 50% من المرافق الصحية عن الجاهزية.

وأشار القاضي إلى أن انتشار الأمراض والأوبئة إضافة إلى جائحة كورونا عقدا الوضع الإنساني بشكل أكبر.

ويرى أن معالجة الوضع الإنساني لن تكون إلا بإيقاف الحرب كمطلب يمني لضمان مواجهة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الناس في مختلف مناطق اليمن.

ويعتبر القاضي أن التصعيد الحاصل في مأرب والجوف والضالع من قبل جماعة الحوثيين سيفاقم الوضع الإنساني، خاصة في مأرب والجوف اللتين تحتضنان مليوني نازح.

إحصائيات

وحسب إحصائيات مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة، قتلت الحرب منذ العام 2015 ما لا يقل عن 7825 مدنيا، بينهم 2138 طفلا و933 امرأة.

كما أصيب أكثر من 12 ألفا بجروح، ناهيك عن نزوح أكثر من 4 ملايين شخص داخليا.

وخلال العام الماضي، قتل أو جرح أكثر من ألفي مدني، ونزح أكثر من 172ألف شخص.

وأدى قرب القتال من المناطق السكنية إلى أضرار واسعة النطاق بالممتلكات المدنية، حيث تضرر أكثر من 4600 منزل ومزرعة، معظمها في محافظتي الحديدة وتعز.

وتشير التقارير إلى أن الحرب دمرت البنية التحتية الحيوية للبلد، بما في ذلك النقل والصحة والتعليم والمياه والاتصالات.

وتضيف أن الصراع أعاق الوصول المادي والاقتصادي إلى الغذاء، مما يجعل نحو 13.5 مليون شخص في أزمة غذائية، متوقعة أن ترتفع إلى 16.2 مليون في النصف الأول من عام 2021.

ويقول مكتب المفوض السامي إن جائحة كورونا أتت في ظل نظام صحي مرهق، وهو ما فاقم مخاطر الحماية الحالية.

وتعتبر جائحة كورونا في اليمن أزمة إنسانية صامتة في ظل عدم اعتماد السلطات الشفافية في التعامل معها، ولعدم توفر أجهزة الفحص الكافية لتشخيص المرض.

وتفيد الإحصائيات الرسمية بتسجيل 2134 حالة في اليمن، منها 616 وفاة، لكن مختصين يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير.

ويؤكد أطباء وجود حالات كثيرة تحمل نفس أعراض وباء كورونا، الأمر الذي قد يزيد سوء الحالة الإنسانية في بلد لا تتمتع مرافقه الصحية بمعايير الأمان والجودة بفعل الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى